يسرقون أموالنا ليحجوا بها بيت الحرام ، يسرقون أموالنا ليعتمروا بها في كل سنة ، يسرقون اموالنا ليقضوا عطلهم في المنتزهات الراقية في أروبا و أمريكا و في آسيا ، يسرقون أموالنا ليشيدوا بها القصور و الضيعات و ليشتروا بها الأصوات ليفسدوا الانتخابات و بها يبحثون عن الجنسيات .. فمنهم من هو محكوم عليه بالسجن النافد في ملفات لها ارتباط بنهب المال العام و بالرشوة و الفساد و التزوير و لا زال طليقا ، فسافر إلى الحج ، ومنهم من له ملف ثقيل مرتبط بالفساد أمام القضاء ينتظر المحاكمة ، و منهم من تسبب في إفلاس جماعته بفعل التواطؤ مع المقاولين في صفقات مشبوهة و بالتواطؤ مع المستثمرين العقارين و مفوتين على مداخل الجماعة ملايين الدراهم . إن هؤلاء يقصدون الحج حتى نقول لهم السادة الحجاج و حتى يوهموا الناس بالدين بأنهم أتقياء , يريدون ان يخادعوا الله و الناس و ما يخادعون إلا أنفسهم و لكن لا يشعرون بأنهم مغرقين بذنوب الشعب حتى النخاع . السيد رئيس الحكومة ، السيد وزير الداخلية ، السيد رئيس النيابة العامة ، السيد وزير العدل ، السيد وزير المالية ، السيدة المفتشة العامة لوزارة الداخلية ، إنكم تتحملون المسؤولية الكاملة فيما وصل إليه ملف الفساد و نهب المال العام في البلاد ، لأن الفساد هو الذي جعل بلادنا تعرف انحدارا خطيرا على جميع الأصعدة و لأنه لا يقبل التأجيل و لا المهادنة و المحاباة و لا الانتقائية حسب ذوي القربى أو العلاقة الحزبية أو القبلية . أيها السادة ألم تكونوا على علم بما يحدث بالجماعات المحلية و المجالس الإقليمية و الجهوية من فساد و نهب للمال العام و من سوء التدبير و من تبديد للمال العام ؟ ألم تلاحظوا بأن هناك جماعات هي في حاجة ماسة إلى الحد الأدنى من الإنقاذ من ظاهرة العطش و في حاجة إلى مستلزمات طبية و أدوية و في مقدمتها اللقاح ضد لسعات العقارب و الأفاعي التي تحصد الأطفال يوميا بفعل الحرارة ، في حين نجدكم تصادقون على ميزانية اقتناء سيارات فارهة للرئيس و للأعضاء ؟ ألم تلاحظوا بأن سيارات الجماعات المحلية و المجالس الإقليمية و الجهوية أصبحت تملأ شوارع المدن و القرى 24 ساعة على 24 ساعة لقضاء أغراض شخصية لا علاقة لها بالمصالح العامة ؟ ألم تعلموا بأن هذه السيارات غير الضرورية تستنزف الملايير لشراء المحروقات و قطاع الغيار ؟ ألم تعلموا بأن ميزانية المبادرة الوطنية تحولت إلى ريح مالي لجمعيات المنتخبين بعيدا عن التنمية ؟ ألم تتطلعوا على شكايات الجمعية المغربية لحماية المال العام و جمعيات أخرى لها نفس الاهتمام و ما تحمله من وقائع حول الفساد و نهب المال العام و الرشوة و التزوير ؟ ألم تكونوا على علم بأن مجلس جهة مراكش اسفي يستمر في تبديد المال العام بشراء سيارات لأعضاء المجلس و نجدها في كل مكان و لا علاقة لتنقلها بمصلحة الجهة و الدليل على ذلك هو حادثة سيارة الجهة بالرباط التي كانت تقودها ابنة رئيس الجهة ؟ ألم تلاحظوا بان هناك رؤساء للجماعات المحلية و المجالس الإقليمية و الجهوية دخلوا هذه المؤسسات فقراء فأصبحوا من أغنى الأغنياء و من المقاولين الكبار ومن المستترين العقاريين البارزين ؟ ألم يكفيكم قراءة موضوعية و علمية و بعين ثاقبة لتقارير المجلس الأعلى للحسابات و ما تحمله من وقائع تتعلق بالنهب و بتبديد المال العام ؟ ألم يأتيكم نبأ المشاريع التي خصصت لها الملايير من الدراهم فأصبحت وهمية أو غير تامة أو غير صالحة ،مثل ميناء أسفي الجديد ، الطريق رقم 8 الرابطة بين مراكش و فاس، المحطة الطرقية لقلعة السراغنة ، المحكمة الابتدائية بسيدي يوسف بن على و مشاريع التهيئة لعدة مدن إلخ … ؟ إنكم تعتقلون من أخذ 50 درهما رشوة أو إتاوة ، لكنكم عاجزون على اعتقال الذين اختلسوا الملايير و حوكموا و لم يعتقلوا و هم الآن في طرقهم إلى الحج . انكم تتحملون مسؤولية الفقر الذي عم في البلاد و التخلف و الأمية و الأمراض الفتاكة بفعل سكوتكم المشجع على الاستمرار في استنزاف البلاد حتى تسقط نهائيا , إن العبرة ليست في إصدار النصوص القانونية التي تظل مجمدة و لا في المذكرات و إنما العبرة في المحاسبة الحقيقية و الجزاء الفعلي الذي يعيد الثقة للمواطن و المواطنة و الاهتمام بالمقاربة الاجتماعية و التشاركية بذل الهاجس الأمني .لأن المواطن أصبح تعاني من بطش الذين تولوا الشأن المحلي و الشعب يعاني من الفقر ومن القنوط السياسي , إن السلم و الملك لن يكونا بالجيش و بالبوليس و إنما بالعدل و بالحرية و الكرامة .