بعد طول أمد تهميش ساكنة دوار مكاصت الكائن بعمق جبال الأطلس المتوسط (الجماعة القروية ناوور إقليمبني ملال)، الذي تعاني ساكنته من مختلف أشكال الفقر المدقع والحرمان من أبسط شروط العيش الكريم، من عزلة تامة: بلا ماء ولا كهرباء ولا أنشطة إقتصادية تضمن لهم دخل يصون كرامتهم…الخ، وتجاهل المسؤولين لمطالبهم الاجتماعية مرارا وتكرارا لم تنفع معهم المراسلات ولا المكالمات ولا المطالب حسب تصريحهم، اليوم قررا هؤلاء بنسائهم ورجالهم وأطفالهم وشبابهم خوض مسيرة سلمية مشيا على الأقدام من دوارهم في إتجاه عمالة إقليمبني ملال لمسافة قد تفوق 75 كلم كشكل احتجاجي للتعبير عن السخط من الوضع المتأزم. في هذا الصدد حاولت السلطات المحلية صد سبيل هؤلاء بمعية أحد ممثلي المجلس الجماعي للجماعة القروية ناوور بصفته المسؤول الأول، حسب تصريح المحتجين، عن حالة تدهور الأوضاع ليس بهذا الدوار فقط بل بجل تراب الجماعية ككل بسبب تقاعسه عن ممارسة واجباته وصلاحيته للنهوض بالأوضاع التنموية في شموليتها … وبالمقابل سعيه وراء حل بعض المشاكل الثانوية للساكنة (مشاكل الزواج والطلاق و الشجار) ومواكبة المواطنين في الحصول على بعض وثائقهم الإدارية ( الشواهد الإدارية) والتي هي حق للمواطنين على المصالح الإدارية… وهو الأمر الذي يدخل في اختصاص المصالح الإدارية للجماعة والقيادة بلا وسيط ولا مقابل. كل هذه الأوضاع لها تداعياتها على ما يجري في هذه الجماعة من فوضى خلاقة على جميع المستويات من تدهور للشؤون الإجتماعية والإقتصادية للساكنة وكذا السياسية منها… الشيء الذي أدى الى إنسحاب معظم المستشارين الجماعيين مؤخرا عن رئاسة المجلس وتركها لوحدها خالية الوفاض بلا قرار سياسي. من بين تمظهرات سوء التدبير بهذه الجماعة نجد، كذاك الإستعمال غير المسؤول لسيارات الإسعاف في مهام لا علاقة لها بنقل المرضى ولا الموتى بل لقضاء أغراض أخرى بعيدة عن ذالك بل أكثر من ذالك تفويت سياقتها لاعوان الإنعاش الوطني وهو الأمر المنافي للقانون … وقد نُبهت السلطات المحلية بهذه التجاوزات ولم تحرك ساكنا لإعتبرات لا يعلمها إلا هؤلاء؟؟؟. كما تجدر الإشارة كذالك أنه تم توقيف المسيرة، بعد قطعها لمسافة 30 كلم مشيا على ألأقدام، من لذن السلطات العمومية بمدينة القصيبة والتفاوض المحتجين لإرسال من يمثلهم قصد التحاور مع السيد والي جهة بني ملالخنيفرة وعامل إقليمبني ملال صبيحة يوم الثلاثاء، وهو الأمر الذي يستحسنه الجميع شريطة تقديم حلول ملموسة لفك العزلة ورفع الظلم عن هذا الدوار، وفي هذه اللحظة قررا هؤلاء مواصلة السير نحو هدفهم رغم معاناة النساء والأطفال وطول مسافة الطريق. وبالمناسبة الدعوة موجهة الى مختلف الفعاليات المدنية السياسية والجمعوية والنقابية لضم صوتها الى هذه الساكنة المحرومة من أبسط شروط العيش الكريم لرد الاعتبار لها من جهة وإحساسها بانتمائها لهذا الوطن العزيز من جهة تانية