بحلول يوم السبت الماضي 17 يونيو 2017 تكمل ساكنة أولاد سي بلغيث التابعة ترابيا لجماعة أولاد بورحمون إقليم الفقيه بن صالح ثلاثة أشهر من الاعتصام المفتوح بالتمام والكمال أمام مشروع تربية الديك الرومي ( بيبي ) للمطالبة برحيله ، وننقل لكم بهذه تدوينة من صفحة على الفايسبوك " يوميات معتصم أولاد سي بلغيث ج اولاد بورحمون ف بن صالح " جاء فيها : " ثلاثة أشهر ، ثلاثة أشهر قد تعني 90 يوما عند البعض ، ثلاثة أشهر هي ربع عام عند البعض وكفى ، ثلاثة أشهر هو تقويم زمني عند كثيرين لا غير ، لكن ثلاثة أشهر عند البلغيثيين هي حياة ، ثلاثة أشهر من الصمود ، ثلاثة أشهر من التفاني في حب الوطن ، ثلاثة أشهر من الاعتصام السلمي ، ثلاثة أشهر من الإبداع ، ثلاثة أشهر من الهواء النقي ، ثلاثة أشهر مرت بحلوها ومرها بحرارتها وصقيعها برعدها وعواصفها وزوابعها ، مرت وكأنها حلم ، فمزيدا من الصمود فما بقي إلا القليل فرايات النصر بدأت ترفرف خفاقة غير بعيدة عن دروبنا ". فعلا وأثناء زيارة الجريدة لمعتصم ساكنة أولاد سي بلغيث مساء يوم السبت الماضي لنقل آلام وآمال المعتصمين خلال كل هذه المدة الطويلة ، لامست من خلال تصريحات الشيوخ والرجال والشباب والنساء وحتى الأطفال الروح المعنوية القوية للمعتصمين المؤمنين بعدالة مطلبهم ، وعزمهم على مواصلة الاحتجاج السلمي إلى حين رفع الضرر عنهم وأنهم سيحتفلون بعيد الفطر بالمعتصم ولما لا عيد الأضحى في حالة عدم التحرك لإيجاد حل للمشكل. فرغم كل هذه المدة الطويلة من الاعتصام السلمي لساكنة أولاد سي بلغيث ( ربع سنة ، ثلاثة أشهر ، 90 يوم ، 2160 ساعة ) ، غير أن أذان المسؤولين الإقليميين والمحليين وعلى رأسهم عامل إقليم الفقيه بن صالح لا زالت صماء عن استعياب حجم معاناة الساكنة البلغيثية ، لأنهم يعتبرون أن مصلحة صاحب المشروع أولى من مصلحة وحق أزيد من 5000 نسمة في العيش الكريم و في بيئة سليمة وأمن واستقرار. فهذه المدة الزمنية الطويلة لا يعرف معناها وحقيقتها سوى الساكنة المعتصمة من أولاد سي بلغيث ، الذين عاشوها بساعاتها ودقائقها ، بحلوها ومرها ، وكلهم أمل في أن يزورهم مسؤول ويتضامن مع قضيتهم العادلة ، كلهم أمل في أن يزورهم ممثلو الأحزاب السياسية الذين يملؤون كل مكان ضجيجا وكلاما ، أو أن تزورهم الهيئات النقابية وجمعيات المجتمع المدني والحقوقي للتعبير فقط عن تضامنهم مع مطلبهم المشروع ، مع بعض الاستثناءات الشاذة ، والشاذ لا يقاس عليه كما يعرف الجميع. كان الأولى بالمسؤول الأول على إقليم الفقيه بن صالح الذي لا يتوانى عن تنظيم زيارات تواصلية لمختلف حواضر وبوادي الإقليم ، وعقد لقاءات ماراطونية مع جمعيات المجتمع المدني في الوقت بدل الضائع بكل من الفقيه بن صالح وسوق السبت و أولاد عياد ، أن يزور معتصم أولاد سي بلغيث ويفتح حوارا مسؤولا ومباشرا مع الساكنة ويقترح عليهم الحلول الممكنة ويبادر إلى اتخاذ الإجراءات القانونية لحل هذا المشكل الذي ساهمت أطراف كثيرة في خلقه ، وذلك عبر الترخيص لإنشاء مشروع معلوم أضراره على البيئة والساكنة مسبقا ، و سُجلت في مساطره مجموعة من التجاوزات والاختلالات. المستجوبون من المعتصمين أكدوا بلسان واحد أنهم رغم المعاناة التي عاشوها خلال كل هذه المدة الزمنية الطويلة من الاعتصام بدون نتيجة تذكر ، سيواصلون الاحتجاج السلمي إلى حين رحيل المشروع ، مؤكدين أنه واهم من يظن أن ساكنة أولاد سي بلغيث ستضعف أو تصاب بالعياء من جراء الاحتجاج . وحمل المحتجون المسؤولية لعامل الإقليم فيما آلت إليه أوضاعهم باعتباره هو المسؤول الأول عن الإقليم والمفروض فيه التدخل لحل هذا المشكل الذي عمر لما يقارب السنتين. وفي ذات السياق علمت الجريدة أن أبناء الجالية المغربية لأولاد سي بلغيث المقيمين بأروبا قرروا عدم زيارة بلدهم الأم المغرب خلال هذه العطلة الصيفية نظرا للرائحة الكريهة المنبعثة من إسطبلات مشروع تربية الديك الرومي ، مع العلم أنه قد سبق للجالية المغربية لأولاد سي بلغيث أن نفذت وقفة احتجاجية أمام السفارة المغربية بالعاصمة الاسبانية مدريد يوم 26 / 02 / 2017 للمطالبة برفع الضرر الناتج عن شركة " إيمافولاي " لتربية الديك الرومي ، لكن بدون جدوى ولا نتيجة تذكر ، لأن المسؤولين في بلدنا الأمين اختاروا أن يمارسوا سياسة النعامة التي تدفن رأسها في الرمال حتى لا ترى الواقع والحقيقة . وتفيد مصادر الجريدة ، أنه أمام سياسة الآذان الصماء للمسؤولين محليا وإقليما ، فإن أفراد الجالية المغربية المقيمة بأروبا تفكر في تنظيم وقفة احتجاجية ثالثة بديار المهجر أمام السفارة المغربية تضامنا مع ساكنة أولاد سي بلغيث التي تطالب بمطلب واحد ووحيد وهو رحيل "بيبي".