فوجعت عائلة فدوى العروي التي احترقت قبل خمس سنوات احتجاجا على حرمانها من حقها في السكن الاجتماعي إسوة بباقي جيرانها قاطني دور الصفيح، بانتحار ابنها البكر، ومعيلها الوحيد الذي كان يمتهن مهنا حرة لإعالة أبناء "الشهيدة" وأسرته الفقيرة، صبيحة يوم الثلاثاء 31غشت2016 بمنزله الكائن بتجزئة بني موسى بسوق السبت أولاد النمة بإقليم الفقيه بن صالح. الحدث،خلق حالة استنفار قصوى في صفوف كل الأجهزة الأمنية والمحلية التي سارعت إلى عين المكان لنقل جثة الراحل تفاديا لإعادة سيناريوهات أحداث استشهاد أخته فدوى قبل خمس سنوات. الراحل وضع حدا لمعاناته التي استمرت قرابة نصف عقد من الزمن دق فيها كل الأبواب من اجل إنصاف شقيقته المحترقة دون جدوى، رغم تبني الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسوق السبت لملفها المطلبي واعتبارها حق الاستفادة خطا أحمرا لا يخضع لباقي المعايير التي اعتمدت من اجل استفادة باقي المقصيين على أساس أن "الشهيدة " تركت طفلا ورضيعة في حضن عائلة مُعدمة لا مُعيل لها سوى الفقيد الذي هو من مواليد 1993 اضطرته ظروف العائلة القاسية ورحيل الأخت إلى تحمل عبء الأسرة رغم حداثة سنه ، حيث امتهن مجموعة من المهن الحرة وانتقل إلى مدن الشمال أملا في تحسين وضعيته سيّما وأن عيد الأضحى على الأبواب!. انتحار اليوم ، يطرح العديد من الأسئلة عن برنامج مدن بدون صفيح ومدى استجابته للمعايير التي وضعتها الوزارة المعنية والأهداف المرجوة منه، فلا دور صفيح أُزيلت ، ولا برنامج قضى على الصفيح بقدر ما تمّت عولمة الصفيح (نص/ نص). فالزائر إلى تجزئة بني موسى المحدثة في إطار محاربة دور الصفيح يصاب بصدمة المشهد بسبب الواقع المأساوي للسكان الذين تطاردهم ديون الأبناك وعائداتها المالية المكلفة وتكاليف الحياة القاسية التي أعادت إنتاج مدن صفيح بطعم إسمنتي حيث أغطية البلاستيك والقصب هي المنظر الغالب على هيكلة البيوت وجنباتها، مما يطرح أسئلة قاسية من قبيل ما الغاية من هذا البرنامج إذا كان الواقع يعيد ذاته بصور أكثر قبحا تضرب في العمق حق الحياة وتناقض بنود الدستور الضامن لحق السكن كحق أسمى يسائل المتحدثين الرسميين عن مفهوم المواطنة وشروطها؟؟