الحمد لله ،لا يخلو قلب من صراع قد أتى على جنباته وسطور قد كتبت على صفحاته إسما من أسماء الأنوثة المعروفة التي تدخل بغير إستئذان، والتي تنفذ من العين نفاذ السهام في جسد المقاتل الذي ظل يلحظ عدوه فغدر به حين أولاه الثقة في ساحة الحرب حيث تجول الفرسان وتلتقي الأبدان لتستلم في نهاية النزال إلى أقوى الحاضرين في ميدان المعركة وملتقى الوغى ،فلعمري لكذلك تجول العيون حين تلقي الثقة بحور الدنيا فتصيبها أيما إصابة ،ولعل علة المشوق المستهام أشد وطأ ة من ضربة السيف القاطع والرمح الفارع فهذه تميت من لحظها وتلك تسري في القلب فلا تجد لها دواءا الا اللقاء إذا وجد إليه سبيل .ولقد حملت مرة قلمي ولم تكن بي لوعة لمحب الا سطور الاشعار التي كان تتردد في خاطري فذكرت ليلى وعبلة فصرت أعدد كلمات البعد والفراق وأبيات النوى ولاشتياق علني أنجح فيما نجح فيه صاحب الناقة ومعانق الصحراء . ذكرت ليالي الصبا يوم حنت ثنايا القلب إلى مطايا أهلها فسالت مني الدموع سيل غيمة إذا مرت بالصحاري بعد نأيها وجالت في خاطري كل عبرة على الحبيب وهل تخفى عبراتها أرى منك الصدود ولا يصدني على ذكراك ذكر الحتوف وأنيابها فإن جريح الفؤاد له صولة إذا قامت لايرد جماحها لقد ضاقت بعيني أراض فسائح وأطلال رضعت قيامها وقعودها فهمت بي نفسي إلى فراقها وحدتتي قلبي بطول هجرها وقالت لي العين صبرا على النوى فبعد فراق ليلى يطيب لقاؤها وهل لي في لقاء ليلى من مظنة وكل أيامي مضت في 0نتظارها أرى نذير الزمان بدايغتالني وطيف الهوى يشبب لي خيالها ولو كان به صدق لقال معاتبا إذا رأيت ليلى طالعتك صغارها أما فهمت أن الآمال خادعة منتك ليلى وقد صارت لبعلها فمال الامال لا تفي بوعود ها ومالها ترمي نارها وأغلالها سلوني عن كدماتها على وجنتي وعن الطعنات أخفاها سربالها فهي الغدر والطعن والنوى وهي صروف الدهر وضراؤها منعت قلبي أياما من الهوى فأهلكت زمني وأبقت أزمانها