"احتضان المجتمع للمؤسسة، وانفتاح المؤسسة على المحيط"، الانشغال المبدئي لكافة الشركاء والمتدخلين ،الذي قاد مؤسسة الفارابي التأهيلية بأولاد عياد إلى النهوض بالمنظومة التعليمية وتأهيل تلامذتها؟ أولاد عياد/ حميد رزقي قال مدير ثانوية الفارابي التأهيلية، عبد الكريم الحواتي، في احتفاء نظمته ثانوية الفارابي التأهيلية بأولاد عياد، بإقليم الفقيه بن صالح، يوم الجمعة فاتح ابريل من العام الجاري، بمناسبة انتهاء الأسدس الأول من الموسم الدراسي 2016، وذلك بشراكة مع المجلس الجماعي لأولاد عياد وبدعم من جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ ، قال إن الاحتفاء هو ممارسة تربوية تروم إثراء العرض التربوي وتكريس ممارسة بناءة في المجتمع المدرسي. وأشار إلى أن شعار ( التميز والتفوق سبيل لتثمين الرأسمال البشري) لم يأت اعتباطيا، إنما هو اختيار عن وعي بأهمية ثقافة الاعتراف بالجهد المبذول في شحن عزائم المتعلمين والمتعلمات وبث روح الجد والاجتهاد وإشاعة التنافس الشريف بين تلامذة المؤسسة وتحفيزهم على العمل المستمر. وأعتبر الحواتي ، الاحتفاء بنتائج تلامذة المؤسسة المتفوقين في الأسدس الأول من السنة الدراسية، ثمرة جهود كافة الأطر التربوية الإدارية وباقي المتدخلين والشركاء وخاصة جمعية آباء وأمهات التلاميذ ومؤسسة نجيب للتعليم الخصوصي ،والمجلس الجماعي بأولاد عياد الذي يقول انه ما فتئ يرسخ سياسة الانفتاح عن المحيط و يُفعل مبدأ التشاركية والتدبير التشاركي ، هذا بالإضافة يقول إلى مختلف المصالح الخارجية من درك ملكي وقوات مساعدة و ممثلي السلطات المحلية وأعوانها. ذات القول الأخير، أكد عليه كل من ممثل جمعية آباء وأمهات التلاميذ بالمؤسسة ورئيسها أحمد بوشان الذي قال للجريدة في كلمة خاصة ، "يجب الاعتراف حقا وبدون عقدة الاختلاف بهذا التغيير المفاجئ الذي أفرزته صناديق الاقتراع وبالقطيعة التي أحدثها منتخبو الفترة الراهنة مع سابقاتها ، حيث أصبح المجلس الجماعي شريكا في النهوض بالمنظومة التعليمية بالمنطقة، وفي تأهيل تلامذة المؤسسات المحلية بدون شرط أو قيد ، ولا أدل على ذلك، يقول، مساهماته المادية في هذا الحفل ودعمه للعديد من الأنشطة السابقة. وقال بوشان يحق لنا اليوم كمنتخبين وإداريين وتربويين أن نعتز بهذا التلاحم بين المؤسسات التعليمية والمحيط الذي يكشف بدون مبالغة عن مرحلة وعي جد متقدمة في مسارات اشتغالاتنا وانشغالنا كفاعلين محليين. ومن جانبه، قال رئيس جماعة أولاد عياد الترابية ، إن حفل التميز، يأتي في سياق مسلسل عمل دؤوب ومتواصل لربط حركية الإصلاح التربوي بأفق متجدد لتوليد المبادرات والمقاربات في بلد ينمو ويتجدد بخطى ثابتة حيث يكتسي النهوض بالمدرسة المغربية أهمية إستراتيجية وينمّ عن وعي عميق لتسريع وتيرة التنمية ، وعن إرادة قوية لاستنهاض أواصر العلاقة بين المدرسة والمجتمع.. وقال إن هذه العلاقة الجدلية بين المؤسسة التعليمية والجماعات الترابية تندرج في إطار ورش استراتيجي، ينبغي أن تتنادى له كل مؤسسات ومكونات المجتمع بشكل تضامني في أفق جعل المدرسة في صلب انشغالات الأسرة والمجتمع من خلال ذلك التفاعل المتنامي بين مختلف مكونات المجتمع المغربي من قطاعات حكومية وأحزاب سياسية وهيآت ومنظمات اجتماعية ونسيج جمعوي .. والى ذلك، وصف رئيس بلدية أولاد عياد ، حفل التميز، باللحظات الغنية بدلالاتها بما أنها تهدف إلى صناعة المزيد من الطاقات الإنسانية المتجددة والارتقاء بجودة نظامنا التربوي من خلال تثمين حصيلة نتائج تلامذة المؤسسة المتفوقين . واعتبر المتحدث، حفل الاحتفاء، ثمرة جهود جميع المتدخلين والداعمين لقطاع التعليم من سلطات محلية وإقليمية ومجالس منتخبة وجمعيات مدنية ومنظمات وهيآت غير حكومية، ودعا إلى تكثيف الجهود من اجل الرقي بالمنظمة التعليمية خاصة بالعالم القروي والمراكز الحضرية. وثمن حمادي الطويف المدير الإقليمي للتعليم بالفقيه بن صالح ،نتائج تلامذة ثانوية مؤسسة الفارابي التأهيلية، وقال إن ما أثلج صدري في هذه النقطة التعليمية ،هو احتضان المجتمع للمؤسسات التعليمية وانفتاح المؤسسات على المجتمع بمختلف مكوناته. وقد شدد كثيرا على انخراط المجلس الجماعي بأولاد عياد في تأهيل المنظومة التعليمية ودعم أنشطتها. وبحجم هذه الأطراف المشاركة وتنوعها ، تنوعت فقرات حفل التميز ،بحيث كان للشعر والغناء والمسرح وقْعا كبيرا ، كما كان للكلمة الهادفة والحركة عشاقها ، ومما زاد هذا الاحتفاء رونقا هو مستوى التنشيط والتنسيق بين فقراته الذي أبدع فيهما وبدون مبالغة ذ المقتدر همامي محمد عن نفس المؤسسة، حيث استطاع أن يسلب من الحاضرين ذواتهم وان يرحل بالأطر التربوية إلى عالم الكلمة الملتزمة المواطنة التي تعانق الروح والجسد بعيد عن روتين الدروس اليومية. والى هذا، عرف حفل التميز توزيع العديد من الجوائز المهمة على المتفوقين بمختلف الشعب وما أثار انتباه الحاضرين هو حصيلة النتائج التي كانت من نصيب العنصر النسوي بحيث بلغت نسبة المتفوقين منهن 99% ( جائزة ذكورية واحدة مقابل 20 للفتيات)، مما يطرح التساؤل هل فعلا سيكون مستقبل الرجل في هذا القطاع على المحك؟.