جبل " إفريان " بالإمازيغية بفم الجمعة الذي يعني المغارة ،المجاور لدواوير " ايت علي بن سالم " ترمزي " ايت بوسعيد " ايت مزكير " يحتضن اسرارا ،لم تستطع الاجيال السابقة ،ولا المتحكمون في قرار البلدة ،ولا المتخصصون في الجيولوجيا ،سبر أغواره ،لاكتشاف ما يخزنه من خيرات ،باستطاعتها ان تحول البلدة الى منطقة صناعية بامتياز ،بدل التجارة التي تحتل الصدارة بها ،لم تستطع نبش في ذاكرة ذلك الكنز المفقود ،الذي يوجد في مغارته .. فحسب بعض الروايات ،فالساكنة لم تتمكن من فك لغزها المحير ،باعتبارها فقط مسكنا للجن ،مما يجعلها خطا أحمرا يصعب الاقتراب منها ،خاصة الرعاة المتعلقون بصدره دون اكتراث بأحجارالجبل الثمينة ،تلك الاحجار البلورية التي تحتوي على معادن ثمينة ،وحسب بعض الروايات كذلك ،فالصخرة التي توجد بباب المغارة ،حالت دون التوغل بداخلها مسافة ،اعتقادا من الساكنة ان الداخل اليها لن يخرج منها .. لتبقى هذه الاسرار تراود الاجيال ،إلى أن بدأت هذه الاحجار محض افتراض بعض الفضوليين مع توالي السنين ،أهي ذهب أم حديد ؟أم المنيوم ؟بل اقتصر البعض على أنها مكان للخزائن فقط باعتبار المغارة لعبت دورا تاريخيا في مراقبة البلدة ،ومنطقةعبور القوافل التجارية ،رغم ان هذه المعادن التي يتوفر عليها هذا الجبل هي كذلك... ومع توالي السنين وتطور المجتمع ،فرض عليه فك هذا اللغز المحير منذ أمد بعيد ،تساؤلات وجدت العفاريت الطريق اليها ،بعد دراسات ميدانية للمختصين ،بعد ملتمس المجلس القروي في ا لموضوع لتحويل هذا الحلم الى حقيقة ،وقد ساعد في ذلك السلطات المحلية وعلى رأسها عامل الاقليم ،ووالي جهة بني ملالخنيفرة ،للاشارةفمراحل ا لحصول على رخصة البحت او الننقيب المعدني،يجب وضع طلب لدى وزارة الطاقة والمعادن اولا. بعدها يحق للشخص او الشركة اجراء ابحاثها في المنطق او المجال الذي حددته لها الوزارة المعنية ،ممتمثلا في المكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن(المعروف ب ONHYM) والذي تترأسه السيدة امينة بن خضرة. مساحة التنقيب المرخصة هي اربع كيلومترات ،وتشترط الوزارة المعنية تقديم تقرير عن الاشغال المنجزة في السنتين الاوليتين ،وإلا ستنزع من الباحث هذه الرخصة . البحث المعدني يتطلب إمكانيات مادية وبشرية هائلة ،فقبل البدء في الاستغلال تستثمر اموال هائلة في شراء مختلف الاليات سواء للحفر او تكسير الاحجار وكذا اجور العمال و المهندسين. وعموما السلطات المغربية تساعد وترحب بمثل هده الاستثمارات الكبرى وتشجعها نظرا لحجم الاستثمارات وللأموال الهائلة التي ستساهم في دوران عجلة الاقتصاد سواء المحلي او الوطني.فمحظوظة تلك الجماعة الترابية التي تتوفر على هه الثروات الباطنية.. تلك الدراسة التي سال معها لعاب الشركات الاجنبية ،مما جعل الشركة الهندية العالمية tirupati mining corporation s.a.r.l ليس لانتاج مسلسلاتهم " حب المراهقتين " ولا الحلم الاسمر " لكن هذا الاخير قد تاثى لهم بفم الجمعة ،والفوز بالشروع في استثمار خيرات جبل " إفريان " ومعدن الحديد والحلم الاسود ، الذي يعد أجودها عالميا حسب المختصين . فيوم 11فبراير 2016 عبرت شارع فم الجمعة 11 شاحنة من النوع الكبير ،متجهة الى مكان معالجة هذه المادة ، قادمة مباشرة من نيودلهي عاصمة الهند ،محملة بآليات ومعدات ضخمة و جد متطورة ،للشروع في استخراج مادة الحديد ،لتضع حدا لتساؤلات الشارع الجمعاوي حول جدية المشروع . وحسب مصادر الجريدة ،فإنه ستتم معالجة ما يقارب 2000 طن يوميا ،في المكان ،لتتم تصفيتها بالعاصمة الهندية مباشرة . قال الله تعالى : وانزلنا الحدد فيه بأس شديد ومنافع للناس .."باس شديد ،بعد تخوف الساكنة المحيطة بالمنجم ،من الاضرار التي ستنجم عنه ،خاصة الفرشة المائية ،لكن بعد استفسار الجريد ،تأكد انه سيتم استهلالك فقط 1 متر مكعب يوميا من المياه ومن مادة الفوسفور ،وهي نسبة قليلة ،لا تضر بشي ء،باعتبار كذلك ان التصفية ستتم خارج المنطقة. كما ان دعاة المحافظة على البيئة لاخوف عليهم ،لانها من بين الشروط التي تفرضها وزارة البيئة حفاظا على سلامة المجال البيئي والمواطنين... منافع للناس لأنه من المنتظر ،أن يفتح هذا المشروع آفاق مستقبلية للساكنة ،وان يخلق دينامية جديدة في الرفع من المستوى المعيشي للساكنة ،مع تقوية القدرات الشرائية لها ،وانتعاش اقتصادها المحلي ،ذلك انه من المنتظر ان يوظف حوالي 60 من اليد العاملة ،وأطر وإداريين ،كما علمت الجريدة ،أنه تم توظيف حارس ليلي مباشرة بعد إفراغ حمولة الشاحنات.. .والأكثرمن ذلك ، سيساهم هذا المنجم في اشعاع منطقة فم الجمعة اقليميا ووطنيا ودوليا ،بما ان الحديد رفيع الجودة ويصدر خارج الوطن . كما علمت أزيلال اونلاين ايضا ان الجماعة القروية لفم الجمعة ستستفيد ب 7 بالمائة من ضريبة التصدير من المشروع ،وهذا ما سيدفع المجالس المنتخبة ،تشجيع الاستثمار ،باعتبارها الطريق الامثل نحو التنمية المستدامة . ولنا عودة الى الموضوع في انتظار المستجدات .... ازيلال اونلاين احمد ونناش