في سابقة تآزرية وُصفت بالأولى من نوعها بجماعة آرفالة بإقليم أزيلال، تكفّل منتخبون ومواطنون بعد تأخر الجهات المختصة في تموين القسم الداخلي بثانوية آرفالة الإعدادية ، بجمع مساهمات مالية بشكل إرادي من اجل توفير مواد استهلاكية لضمان استمرارية أبنائهم بالمؤسسة. العملية، جاءت على إثر لقاء جمع مدير المؤسسة السيد البقالي محمد مع نُخبة من المنتخبين وأولوياء التلاميذ ومواطنين من الدوار بتاريخ 12 أكتوبر الجاري بإحدى قاعات الثانوية . وقد تطرق فيه المشاركون إلى ضرورة إيجاد حل فوري لتلامذة الداخلية الذين لم يستأنفوا دراستهم بعد بسبب تأخر الجهات المختصة في إرسال التموين. وقد استهدفت العملية حسب المشاركين في اللقاء بالأساس ضمان سيرورة عادية للتعلّم خلال الموسم الدراسي الحالي الذي عرف على غرار الفترة السابقة بعد الإكراهات التي تقتضي تضافر جهود كل المتدخلين بما أن الشأن التعليمي يقول البقالي محمد، مدير ثانوية آرفالة الإعدادية أمسى منظومة شاملة لا تهم الوزارة المعنية وحدها ، إنما كافة الشركاء، وبما أن المؤسسة نفسها هي حديثة النشأة وطبيعي أن تظهر مثل هذه الإشكالات المرحلية، وان تكون البداية شبه متعثرة بحكم طبيعة المنطقة وحاجياتها الماسة إلى بنية تحتية قوية وقلة الموارد البشرية الذي تعمل الإدارة جديا بتنسيق مع كل الأطراف المعنية على إيجاد حلول لها. بعد ذلك، وبمجرد ما أكد على أن جوهر العملية تضامني ، وأنها تهم فترة محددة لا تتجاوز أربعة أيام والغاية منها توفير مناخ جيد للتلاميذ والتلميذات الممنوحين بالمؤسسة ، أعرب المستشار الجماعي محمد العلوي عن قلقه مما تعرفه المؤسسة من اكراهات أخرى على رأسها غياب الماء الشروب. وقال إنه من غير المعقول عدم إيلاء الجهات المعنية كامل الأهمية لهذا المطلب قبل افتتاح الموسم الدراسي ، وتساءل كيف يتصور المسؤولون هذا الوضع ، وكيف يحق للمنتخب وغيره من متتبعي الشأن العام، الحديث عن مؤسسة تعليمية بدون ماء شروب ، وهي تحتضن عدد من الفتيات الممنوحات وفي مكان شبه معزول عن الساكنة. إلى ذلك، شكل اللقاء موضوع تساؤلات للعديد من المنتخبين والمتدخلين وخاصة الآباء عن مصير أبنائهم الذين لازالوا يقبعون بالمنازل في انتظار ما ستفرجه الجهات المختصة من قرارات عن طلبات المنح.وأفاد أكثر من تدخل على أن مصير العديد من المتمدرسين مرهون بهذه النتائج ،وأنه بدون منحة يستحيل على العشرات من التلاميذ متابعة دراستهم. واستغرب الحاضرون للعدد الضئيل الذي جادت به العملية الأخيرة ،حيث كشفت النتائج الأولية عن استفادة 14 تلميذ من بينهم 04 من أبزو، وهو رقم لا يستجيب لتطلعات الآباء، خصوصا وان مجموعة مدارس آرفالة ومجموعة مدارس أماسين لوحدهما تقدمتا بما يقارب 90 طلب، وأن المؤسسة استقبلت أزيد من مائة وافد ،هذا دون الحديث عن طبيعة المنطقة الهشة وعمّا طالها من إقصاء وتهميش يصعب معه على الأسر توفير مصاريف الدراسة. ويبقى إشكال الماء الشروب، إلى حدود الساعة، من أهم الإكراهات الحقيقية التي ستعيق العملية التعلُّمية بثانوية آرفالة الإعدادية . وقد رأت فيه بعض الأطراف تقصيرا من طرف المجلس الجماعي ، وقالت إن الحلول الآنية تبقى هي الأخرى مجرد اقتراحات قد ترى النور، لكن بعد أجل قد يطول، خصوصا وان موضوع الشراكة الذي تحدث عنه اللقاء يهم جمعية الأعمال الاجتماعية بالجماعة التي لازالت لم تجدد مكتبها الحالي. وبالإضافة إلى هذا، تحدث المتدخلون عن اكراهات أخرى تتجسد في غياب مقتصد للداخلية وتأخُّر الجهات المختصة في إرسال التموين وعدم تسلم بعض العمال لأجورهم، وحاجة المؤسسة إلى التشجير . غير ذلك شهد مدير المؤسسة وباقي أباء وأولياء التلاميذ بكفاءة الأطر التربوية وبانخراط كافة الشركاء ودعمهم القوي في النهوض بالتمدرس، وقال البقالي إن إجماع الكل على ضرورة تأسيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ لخير دليل على هذا الحس التعليمي والوطني ، وعلى مدى انفتاح المؤسسة على محيطها وإيمان إدارتها العتيد على أن الشأن التعليمي شأن جماعي ، وان التفاعل والتواصل مع كافة الكيانات المحلية سبيل نحو تفعيل مفهوم المؤسسة التعليمية الوطنية والمواطنة التي تستمد روحها مما رسمته الإرادة المولوية في محطات هيكلية ومرجعية مأسست القطاع برؤى حداثية وعقلانية.