مرت سنوات طوال على ساكنة دواري الفكارين وأولاد علي قبيلة زمران إاقليم قلعة السراغنة والأسى يعتصر قلوبها كونها لم تجد في مغرب القرن الواحد والعشرين من يتجاوب مع مطلبها في قضيتها ذائعة الصيت، والمتعلقة بالأراضي الفلاحية، التي وضعت إدارة الأملاك المخزنية اليد عليها مطلع الاستقلال، بحجة مصادرتها من باشا مراكش المعروف بالتهامي الكلاوي. ومنذ ذلك الوقت بداية الاستقلال وأصحاب الأرض يطرقون الأبواب رغبة في استعادتها، وبين أيديهم صك ملكية، ما اطلع عليها مسؤول ولا رجل قانون الا وسلم بصحتها. الملكية مؤرخة في سنة 1314 هجرية، عضوا عليها بالنواجد، في وقت لم تكن توثق فيه عقود الزواج ولا غير ذلكَ؛ وفي وقت لم يكن التهامي الكلاوي يرقب في مغربي إلا ولا ذمة.وقد اتخذ نضالهم قبل الاستقلال أشكالا عدة، فقاموا بعمليات كر وفر، مع جند الباشا، مسرحها الأرض المذكورة، كانت تنتهي بتهجير بعضهم وتقتيل البعض. ومع وضع إدارة الأملاك المخزنية يدها على تلك الأراضي، كان بعض من هؤلاء الناس من قضى نحبه ومنهم من ينتظر؛ فحمل المشعل من بعدهم جيل ممن بقي صامدا.اليوم ، يحرث الغرباء أرضه حتى باب داره في مشهد مستفز يتكرر كل عام، وممن غادروا الديار إلى مدن شتى، لم ينسيهم ضوضاؤها الحنين إلى أرض الآباء والأجداد؛ شعار هؤلاء وأولئك"ماضاع حق وراءه وصاروا يطرقون الأبواب على سنة من قبلهم، وأبدعوا في نضالهم من اجل نيل حقهم، أسسوا جمعية تتبنى قضيتهم أملا أن تكون محاورا لمن أراد الحوار، ونفذوا بشكل حضاري عدة وقفات أمام الإدارة الوصية، وأخرى في الأرض، مع بداية كل موسم حرث، في محاولة للفت الأنظار إلى مطالبهم، وسودوا في الأمر عدة مقالات، واستضافهم أكثر من برنامج في مختلف الإذاعات، ووضعوا ملف القضية لدى عديد من الإدارات، لكن عملية الحرث كانت تتم تحت حراسة مئات من رجال الدرك، والقوات المساعدة، وقوات التدخل السريع. جاءت سنة 2014، ليتعزز ملف القضية برسم يزكي الملكية المشار إليها أعلاه المؤرخة بتاريخ 10/4/1957فهل ياترى ستجد القضية طريقها إلى الحل أم ستستمر تغطية الشمس بالغربال ؟؟؟؟ قلعة السراغنة : حسن المرسلي