سنة استثنائية في وزارة الشباب والرياضة بكل المقاييس، فبعد فضيحة مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وما تلاها من تداعيات، خاصة اعفاء وزير الشباب والرياضة محمد أوزين من على هرم هذه الوزارة، والارتجالية والميزاجية في تدبير هذا القطاع الحيوي، حيث تم توقيف مجموعة من الأنشطة المتعلقة بالشباب و الأطفال، منها على الخصوص تعليق التداريب الشتوية الخاصة بتكوين أطر المخيمات الصيفية، بذريعة عدم وجود من يوقع الاعتمادات المالية المخصصة لهذه الأنشطة، إضافة إلى بطء تهيييء وإعادة تأهيل مجموعة من الفضاءات التي كانت من المفترض أن تفتح في وجه عددا مهما من المستفيدين خلال موسم التخييم لهذا العام، ناهيك عن التأخر الحاصل في إعادة هيكلة مخيم راس الماء بإقليم إفران الذي يعتبر من أكبر المخيمات بالمغرب، وإغلاق جزء كبير منه منذ السنة الماضية قصد إصلاحه وإعادة تأهيله، وتوقيع صفقات مشبوهة مع متعهدين (ممونين) ببعض المخيمات التي عرفت إعادة التأهيل كمخيم الحاجب وسيدي الطيبي وأصيلة لممارسة التجويع على المستفيدين، حيث لا يهمهم سوى الربح المادي ولو على حساب الأطفال، وصولا إلى الارتباك الواضح في توزيع مخصصات التخييم لهذا الموسم على الجمعيات العاملة في الميدان والتأخر الحاصل في هذا الأمر بمباركة وتزكية الجامعة الوطنية للتخييم، والتي لا تتقن سوى فن الركون والاستكانة والارتماء في حضن الوزارة الوصية و الاستسلام لتوجهاتها وبرامجها، حيث أمطرتنا بسيل من إحاطتها المتهالكة و المتآمرة والتي لا تحمل في طياتها أي جديد، والتي لا توليها مصالح الوزارة أي اعتبار و لا تحترم لها أي موعد تخبر به الجمعيات التي نصبتها للدفاع عن مصالح الطفولة المغربية وتمثيلها أمام الوزارة الوصية، واضعة إياها في موقف حرج طبعا أمام الجمعيات الجادة والمسؤولة التي تحترم نفسها والتي لها مشاريع حقيقية في هذا المجال. إن الانتكاسات التي عرفها قطاع الشباب هذه السنة، وأمام عجز الجامعة الوطنية للتخييم للتصدي لهذه الاشكالات وفقدنها لبرنامج عمل ويخول لها أن تكون مدافعا حقيقيا عن مصالح القطاع وممثلا لهذه الجمعيات ، حيث وقفت عاجزة ومكتوفة الأيدي أمام الخروقات والتجاوزات الانتكاسات المتتالية لوزارة الشباب والرياضة، ومباركة لذلك، يفرض على الجمعيات المسؤولة والجادة التصدي بكل حزم ومسؤولية لهذه التجاوزات حفاظا على المكتسبات التي حققتها الحركة الجمعوية بالمغرب في مجال التخييم. أمام هذه التراجعات التي يعرفها هذا القطاع، وعجز الجامعة الوطنية للتخييم التي تعتبرها الوزارة مجرد بيدق تمرر بها مخططتها وبرامجها الفوقية، بدون علمها في كثير من الأحيان أو بتواطؤ معها، ندعو كل الغيورين على القطاع والجمعيات الجادة إلى قراءة الفاتحة على هذه الجامعة ، والانسحاب الجماعي منها احتجاجا على مشاركتها في هذه المهزلة وتحملها مسؤولية ذلك، والدخول في أشكال نضالية تجبر الوزير الجديد على التفكير الجدي في تطهير مصالح الوزارة من بعض الانتهازيين والوصوليين والفاسدين الذين لا يهمهم سوى الاغتناء على حساب مستقبل هذا الوطن. محمد البوشيخي فاعل جمعوي