تعبر المآثر التاريخية عن عمق تاريخي وثقافي عريق لكل حضارة على حدة، إلا أن تركها للإهمال يعد خيانة ومكر لتاريخ هده الحضارة بمعنى الكلمة. ففي المغرب تعرف العديد من الأسوار والمعالم التاريخية إهمالا كبيرا جعلها مهددة بالاحتضار والاندثار،وترجع جذور هدا الإهمال بالدرجة الأولى إلى عقلية الجهات المسئولة التي لا تهتم إلا بما هو مادي محض فقط لا غير، وبالدرجة الثانية إلى ذهنية مجتمعية ظلت سجينة ما يمكن تسميته ب "أمية الموروث الأثري " ،كما أن اندثار المعالم الأثرية التاريخية وتركها عرضة للإهمال كما قلنا إنما هو بمثابة جريمة في حق التاريخ جريمة قد نعبر عنها بخيانة وغدر التاريخ العريق للبلاد ،ومساس برأسمال رمزي خالد قلما تتوفر عليه بلدان أخرى في العالم. ومن هذا المنطلق سأحاول التعبير عما بداخلي من مشاعر التأسف والاعتذار لقبيلتي الحبيبة التي تحمل بداخلها ارث أجدادي أصبح هو الأخر عرضة للإهمال وللمكر الإنساني اللامسئول. إنها قبيلة مكداز ،فهي قبيلة غنية عن التعريف بمنطقة ايت مكون ، جماعة ايت تمليل دائرة دمنات إقليمازيلال ،قبيلة تزخر بمآثر تاريخية عريقة ومجيدة تعبر عن ارث أجدادي عريق ، نشم فيه ،ونتأمل فيه ،ونستشعر منه بطولات الأجداد المليئة بالنصر والكفاح والشهامة وبكل القيم الإنسانية ، فهده القبيلة التي تسمى مكداز لها ما يميزها عن غيرها في المنطقة ،فهي قبيلة ذات قصبات سبع أو ما يسمى ب " تغرمين "، وتتميز كذلك بطبيعة ساحرة وجذابة ورائعة . فهي قطب سياحي بامتياز ،فبريق قبيلة مكداز الملقبة " بالجوهرة المنسية في عمق الأطلس " يجدب السياح والأنظار من كل فج عميق ، فهذه القبلية يلقبها السياح والزوار (بجوهرة المجهولين) ،و(بالجوهرة المفقودة في عمق الاطلس) ولكن ما الذي حصل ويحصل وسيحصل ؟ قبيلة مكداز تعتبر محاجا للسياح الأجانب والزوار المغاربة على حد سواء ، ولكنها لم تلقى بعد الرعاية الكافية رغم التاريخ العريق الذي تجره خلفها ،فبعض قصباتها ' كإغرم الكبير' عبارة عن أطلال منسية مهجورة ، تعرضت للإهمال والتدهور طبيعيا وبشريا ، فالقصبة تحظى بقيمة تاريخية ورمزية كبيرة عند ساكنة المنطقة. وتعتبر هذه القبيلة تحفة فنية معمارية مدهشة تغوص جذورها عبر التاريخ القديم و انطلاقا من موقعها الجغرافي أصبحت ممرا للسياح الممارسين للجولات الجبلية ،وللرحلات الاستكشافية. وبالرغم من الأهمية التاريخية والأثرية التي تتميز بها، إلا أنها باتت اليوم تشكو الإهمال وغياب الاهتمام من قبل الجهات المعنية. ولهذا نناشد ونطالب كل من وزارة السياحة ووزارة الثقافة والمجالس الجماعية بالتدخل السريع لإنصاف ذاكرة منطقة أيت مكون بإقليمأزيلال وذلك برد الاعتبار إليها وفتح عدد القراء : 114 | قراء اليوم : 1