صدر حديثا كتاب جديد للدكتورة عائشة شهيد أستاذة مؤهلة بجامعة السلطان مولاي سليمان كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال شعبة الدراسات الإسلامية ، تخصص السنة وعلومها وعضو المجلس العلمي المحلي لبني ملال بعنوان :"علم الجرح والتعديل في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري ، أعلامه ومناهجه" ويعتبر من الكتب العلمية المتميزة في بابها ، وهو في أصله رسالة علمية تقدمت بها الأستاذة شهيد لنيل شهادة الدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الانسانية جامعة محمد الخامس أكدال الرباط . وحصلت على ميزة : حسن جدا تخصص: السنة وعلومها . وهو الإصدار الثاني للأستاذة عائشة شهيد بعد كتابها الأول الموسوم ب "منهج التثبت في قبول الحديث ، دراسة تأصيلية تطبيقية لشرطي العدالة والضبط " إصدارات المجلس العلمي المحلي بني ملال . صدركتاب الأستاذة عائشة شهيد الجديد في طبعته الأولى سنة 2014 على نفقة جامعة السلطان مولاي سليمان بعد عرض مادته على لجنة علمية متخصصة . طبع بمطبعة ووراقة عين أسردون بني ملال المغرب ، عدد صفحاته 446 صفحة من الحجم الكبير (A4) . وبهذه المناسبة تتوجه ب شكرها الخاص للسيد رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال على نشر وإخراج المشاريع العلمية للنفع العام، خاصة أن إخراج هذا العمل العلمي الرصين صادف أن تقررت مادة "علم الجرح و التعديل" بشعبة الدراسات الاسلامية في كليات الآداب والعلوم الانسانية الفصل الثالث الدورة الخريفية .فعسى الله أن ينفع به. أهمية موضوع الكتاب : تتجلى أهمية موضوع الكتاب في كون أئمة الحديث والفقه والأصول انعقد إجماعهم على أنه يشترط فيمن تقبل روايته ويحتج بخبره أن يكون عدلا ضابطا. فوجبت العدالة لتأمين صدق الراوي في الحديث وعدم كذبه ، ووجب الضبط لضمان تيقظ الراوي في الحديث، وتعاهده بعد ذلك حتى يؤديه أداء سليما كما أخذه، وهو ما يعبر عنه أئمة الحديث بالحفظ والإتقان. ومعرفة عدالة الراوي وضبطه تخصص جهابذة علم الجرح والتعديل. قال ابن حجر: (تقبل التزكية من عارف بأسبابها لا من غير عارف)( ميزان الإعتدال 3/46) . والموضوع الذي يهمنا هو علم الجرح والتعديل، وهو العلم الذي يخدم الغرض الأسمى من إسناد الحديث؛ إذ به يعرف الثقة الذي تقبل روايته من غير الثقة الذي ترد روايته ". أهمية الموضوع في الوقت الحالي: تمثلنا للعلوم الأصلية واكتسابنا المناهج التي قامت عليها حضارتنا وتراثنا، إنما لنصلها بواقع حياتنا اليومية لا أن تبقى تجريدات بعيدة عن الواقع، ومقولات نظرية لا تلد فقها ولا تدخل واقعا. إن هذه الدراسات المنهجية ليست مقدسة لذاتها، وإنما تكتسب قيمتها بما تقدمه من نتائج تنعكس حضاريا وثقافيا على حياة الأمة، وأن تنسحب آثارها إلى فروع الحياة والمعارف الإسلامية وبالتالي أن تترجم إلى واقع يدفع الأمة إلى أن ترسم الخطوات السابقة. ويبقى المطلوب دائما إشاعة علوم المنهج في الأمة بشكل عام ،واستمرار تناولها بالبحث والدرس والموازنة والنقد حتى يشكل البحث المنهج مناخا عاما ينشا عليه عقل الأمة. أسباب اختيار الموضوع : أما عن أسباب اختيارها لموضوع الرسالة فترجعها الأستاذة إلى أربعة أسباب وهي : الأول : أن هذه الدراسة تناولت فترة مبكرة شديدة التبكير، حيث كانت شجرة هذا العلم ترسل أول أغصانها. والحقيقة أن العناية بالقرون الأولى وما أنتجته في هذا العلم واجبة؛ ذلك ان القرون الأولى تعتبر مرحلة الإنتاج الفعلي والعطاء الاجتهادي لا التقليدي، وإن كانت الصعوبة تكمن في أن مادة علم الجرح والتعديل تبقى موزعة، مما يجعل الحصول على عنصر الترابط والانسجام والتناسق صعب المنال، والوصول إلى الإحاطة بنسيج أفكار الإمام وتتبع خطواته غير ميسرة. الثاني : أن ظهور حركة علمية في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري أمام استفحال الكذب على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وأمام تفاحش الغلط وقلة الضبط، وسعت النظر والاجتهاد في التفتيش ونقد الأسانيد، وكان معظم صيارفة هذا العلم وجهابذته والمنافحين عنه في آخر عصر التابعين، وهو حدود الخمسين ومائة هجرية؛ إذ اتسع أفق علم الجرح والتعديل نظرا لكثرة الرواة وكثرة الطلبة الذين أقبلوا على هذا العلم. أما ثالث الأسباب : فهو أن هذه الفترة المدروسة هي الفترة التي تم فيها إرساء القواعد والمناهج لتمحيص الأخبار ودراسة أحوال الرواة، واستخلاص آرائهم في كثير من قضايا التجريح والتعديل. ورابعها : كون القواعد التي وضعها علماء الجرح والتعديل في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري، شكلت الأسس التي قام عليها هذا العلم، فكان هؤلاء الأعلام قنطرة إلى غيرهم لا يمكن العبور إلى غيرهم دونهم. خطة الكتاب : استقر محتوى هذا الكتاب على الشكل التالي: مقدمة عامة: تمهيد: وقد جعلته الباحثة في أربعة فصول: الفصل الأول: منه أرّخت فيه لعلم الجرح والتعديل منذ تأسيسه في عهد صاحب الرسالة محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى حدود النصف الثاني من القرن الثاني الهجري. الفصل الثاني : أوضحت فيه دخول هذا العلم مرحلة التخصص، وذلك في أواخر القرن الثاني الهجري على يد عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان. الفصل الثالث : منه اشتمل على الأسباب التي أدت إلى ظهور علم الجرح والتعديل في هذه الفترة. وكان ذلك عبر احد عشر مبحثا. أما الفصل الرابع : فتناولت فيه أهم المصطلحات في هذه الدراسة، باعتبار أن لكل علم مصطلحات أساسية يدور عليها، وهذه المصطلحات تشكل الوحدة الشارحة، فهي بمثابة المفاتيح.1)- الجرح .2)- التعديل. 3)- العدالة.4)-الجرح والتعديل. 5)-الضبط. 6)-المنهج. الباب الأول : خصصته لأعلام الجرح والتعديل في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري. اعتمدت في هذا الباب رسالة الذهبي "ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل". وهي رسالة ضمن كتاب أربع رسائل في علوم الحديث أحصى فيها الذهبي كل من صدر عنه جرح أو تعديل. اجتزأت الجانب الذي يخص هذه الدراسة أي ابتداء من النصف الثاني من القرن الثاني الهجري. فجاء هذا العمل على قلته بمثابة معجم المتكلمين في الرجال في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري. إذ جاءت أسماؤهم مجتمعة في صعيد واحد مصنفة على الطبقات. كما جاء جامعا لمجموعة من ألفاظ التعديل والتجريح التي استعملت في هذه الفترة أما الباب الثاني: فقد تناولت فيه مناهج علماء الجرح والتعديل في الفترة المدروسة. وقد جعلته في ثمانية فصول، كل فصل تناولت فيه منهج إمام من أئمة علم الجرح والتعديل. وقد حرصت على :أولا: أن تكون أزمنتهم متباعدة. ثانيا: أن يكونوا من طبقات مختلفة. ثالثا: أن يكون بينهم تباين من حيث التشدد والتساهل. ولا يمكن استقصاء منهج كل علم من أعلام الفترة المدروسة، لذلك وقفت على علامات بارزة ومحطات معينة باعتبار: 1)-قوتهم في الجرح 2)-تأثير تعديلهم في الاعتبار 3)-تأثير تجريحهم في إسقاط الرواة 4)-تخصصهم في صناعة تتبع الرجال. فكان:الفصل الأول: في منهج شعبة بن الحجاج (ت 160ه). والفصل الثاني: وقفته على منهج سفيان الثوري (ت 161ه) والفصل الثالث: في منهج الإمام مالك بن أنس (ت 179ه) والفصل الرابع: في منهج عبد اله بن المبارك (ت 181ه) والفصل الخامس: وقفته على منهج سفيان بن عيينة (ت 198ه) والفصل السادس: وقفته على عبد الرحمن بن مهدي (ت 198ه) والفصل السابع: استقر محتواه على منهج يحيى بن سعيد القطان (ت 198ه) والفصل الثامن: في منهج الإمام الشافعي في الجرح والتعديل (ت 204ه) وقد عرفت الفصول الثمانية كلها نفس التقسيم، بحيث ينقسم كل فصل إلى قسمين أساسيين: القسم الأول: في منهج الإمام في العدالة والضبط يتفرع القسم الأول إلى فقرتين: الفقرة الأولى: في منهج الإمام في العدالة. والفقرة الثانية: في منهج الإمام في الضبط. أما القسم الثاني: فيتناول منهج الإمام في تجريح الرواة. يتفرع القسم الثاني إلى فقرتين أساسيتين: الفقرة الأولى من القسم الثاني من كل فصل هي في تجريح الرواة من جهة العدالة. والفقرة الثانية في تجريح الرواة من جهة الضبط. الدكتورة عائشة شهيد في سطور : *من مواليد مدينة بني ملال بتاريخ 20/12/1967م الموافق ل18 رمضان 1387ه *أستاذة مؤهلة بجامعة السلطان مولاي سليمان كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال شعبة الدراسات الإسلامية ،تخصص السنة وعلومها. *أستاذة سابقا بجامعة القرويين،كلية اللغة العربية بمراكش *عضو المجلس العلمي المحلي بني ملال *حاصلة على التأهيل الجامعي بجامعة محمد الخامس كلية الآداب والعلوم الإنسانية أكدال الرباط سنة 2008م *حاصلة على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية "وحدة مناهج البحث في العلوم الإسلامية "بجامعة محمد الخامس كلية الآداب والعلوم الإنسانية أكدال الرباط سنة 2002 م بميزة مشرف جدا *حاصلة على دبلوم الدراسات العليا تخصص السنة وعلومها بجامعة محمد الخامس كلية الآداب والعلوم الإنسانية أكدال الرباط بميزة حسن جدا سنة 1996م *حاصلة على دبلوم الدراسات المعمقة تخصص السنة وعلومها بجامعة محمد الخامس كلية الآداب والعلوم الإنسانية أكدال الرباط سنة1991م *حاصلة على الاجازة بجامعة القاضي عياض كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش شعبة الدراسات الإسلامية الدفعة الأولى بميزة مستحسن *عضو مؤسس لفريق"السنة والمعرفة " بجامعة السلطان مولاي سليمان كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال. *عضو منتسب لمركز الدراسات في الدكتوراه بجامعة السلطان مولاي سليمان كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال *شاركت في عدة مؤتمرات وندوات ومحاضرات محلية ،وطنية ودولية. من مؤلفاتها: منهج التثبت في قبول الحديث ،دراسة تأصيلية تطبيقية لشرطي العدالة والضبط إصدارات المجلس العلمي المحلي بني ملال محمد بن طاهر المقدسي ت507ه وجهوده في الحديث لم يطبع بعد .