رغم ما يعرف إقليمأزيلال من الأراضي الشاسعة و الجبال الشاهقة, والمناظر الخلابة و الغطاء النباتي الكثيف,و الروابي الشاسعة الخضراء,والعيون المتدفقة من أحشاء الجبال الشامخة, والمياه الزرقاء لبين الويدان,وروعة عين أسردون, و جمالية شلالات أوزود,و سحر مغارة إمي نيفري,وهضبات ايت بوكماز... و المؤهلات الطبيعية الكثيرة في امناطق الإقليم ...كلها مؤهلات سياحية تغري السائح الأجبي و الزائر المغربي... يشهد إقليمأزيلال مسيرات حاشدة ,واحتجاجات كثيرة في اتجاه مقر عمالة أزيلال, للإدلاء بدلوهم و تقديم ملفات مطالبهم,وإسماع صوتهم و آهاتهم و معاناتهم المضنية إلى المسئولين....هي معاناة أليمة و عذابات قاسية يتجرعها كل سكان الإقليم قاطبة دون استثناء,وفقر مدقع ينخر كيانهم,ومآسي قاهرة تثقل كاهلهم,وظروف بئيسة ترسم طيات و نتوءات على محياهم شكلتها بنات الدهر و ديدان الفقر و الاقصاء....,مشاكل لاحصر لها في كل القطاعات: من طرق ضيقة غير معبدة,غياب المستوصفات وان وجدت مهترئة ,مدارس متصدعة بلا نوافذ وأبواب...جماعات بجدران ولا حس المسؤولية والعمل فيها...اختلالات و تماطل... منذ بداية هذه السنة تناسلت الوقفات و الاحتجاجات و المسيرات من مناطق الإقليم بأعلام وطنية و شعارات منددة بسبب صمت المسؤولين,والحلول الترقيعية المقدمة من طرفهم, والوعود الكاذبة... كمسيرات لسكان دوواير بايت ماجظن,و جماعات أنركي و تلوكيت و ايت أقبلي, وجماعة بني عياط التي نصب سكانها الخيام بمحاذاة الطريق يطالبون بالماء...و جماعة أكودي لخير التي تشكو كذلك التلاعب في التزويد بالماء... شلالات أوزود بجماعة ايت تاكلا التي تعاني الأمرين الارتفاع المفرط للحرارة و القدوم الوفير للسياح الذين يستعصي عليهم حاجة الماء ويضطرون للعودة إلى ديارهم أو تغيير وجهاتهم... هي أزمة ماء كبيرة في الألفية الثالثة في إقليم غني حباه الله بمنابع مائية كثيرة ووديان وأنهار و شلالات...وفيه تهدد الساكنة بالعطش أمام ارتفاع درجة , والماشية بالموت, والنباتات بالذبول , والأرض بالجفاف, و الأشجار بالسقوط, والساكنة بالهجرة, والسياح و الزوار بالمغادرة الى الأبد... رغم أن الأمر يستدعي الاهتمام بحاجات المواطنين من ماء و كهرباء و طرق...من طرف السلطات المحلية من جماعات و المكتب الوطني للماء الصالح للشرب و الكهرباء و التجهيز....و إصلاح ما يتم إصلاحه, وتزويدهم بمتطلباتهم, وتوفير حاجياتهم كحق من حقوقهم في مغرب الحق و القانون...؟ لكن إلى متى ستبقى المعاناة بالإقليم بسبب قلة المياه وندرتها في بعض المناطق؟أين الآذان الصاغية للحناجر الظمأى؟و العيون المتلهفة وراء السراب لتروي عطشها؟وإلى متى هذا السبات العميق للجهات المسؤولة؟وهل سيتسيقظ ضمائرها؟وإلى متى غلق الحوار بين المجتمع المدني و السلطات المحلية و كل الجهات المسؤولة؟أين الحكامة الجيدة و الديمقراطية التشاركية التي نص عليها الدستور ؟؟؟؟