سارع العديد من مسؤولي السلطة بدائرة دمنات يوم السبت 16 نونبر الحالي إلى دوار أيت واحمان بجماعة سيدي يعقوب، الأمر لايتعلق بتقديم مساعدة لمحتاج أو إغاثة ملهوف، أو مواساة مكلوم، أوشق مسلك طرقي، ولا توزيع اعانات على منسي هذا الاقليم من المستضعفين في أرض أزيلال وما أكثرهم. كان اللقاء بمنزل الحسين أوحدو، وهب المقدمون والشيوخ ومنتخبي العديد من الجماعات القروية، ورجال الداخلية بدائرة دمنات، يتوسطهم مسؤولون من عمالة أزيلال، كان اللقاء حول موائد تسيل لعاب الشبعان قبل الجائع، موائد يتقاطر شواؤها عرقا،وتتسايل جوذباتها مرقا، وبعد حشو البطون بما لذ وطاب، خرج العلية إلى خيمة بالجوار، تتوسط مساكن فقراء أهل الدوار، واستمر السمر في شأن آخر، فليس هذا العمل بدعا، ولا ممنوع شرعا، ولكن الممنوع أن يسعى صاحب جمعية ويدعى امجعاض ابراهيم، يطوف على الساكنة يجمع ما فرض عليهم من الدراهم، من الفقير المقتر خمسون درهما، ومن المسكين المعوز مئة درهم، والناس حائرون يتساءلون: عما حل بهم، وما سبب مساهمتهم؟؟ وأفضلهم لايملك عقدا أونقدا انفض الجمع بمن حضر، وقد أنفق المعسرون ما جمعوه ليوم السوق، فغاب اكثرهم عن التسوق وترك أهل بيته خماصا، وكل منهم يردد : متى أطعم الجائع الشبعان؟ فإن لم يكن بأموالنا، فما مصير دراهمنا المغصوبة منا؟؟ ولعلنا نعود بذاكرة المواطن الفطواكي إلى زمن الاربعينات وبداية الخمسينات من القرن الماضي، أيام حكم القائد عبد الله الكلاوي للمنطقة، كانت زبانيته تفرض على المواطنين خمسة دراهم على افقرهم، ونصفها على من دونهم أسبوعيا، وتؤدي كل يوم أربعاء وكانوا يسمونها: "مؤونة القائد"، كما كانت تجمع عشرة دراهم عن كل فرد وهو ما كان يعرف ب" الأذن" هدايا وإتاوات للقائد الهمام، وتجمع أموال أخرى كل ثلاثة أو أربعة أشهر تقل أو تكبر قيمتها حسب هوى الكلاوي، وتسمى الفرض، وباب افقار الساكنة يستمر بجمع أموال أخرى تسمى " الرتاب" تعطى للحاكم الفرنسي بالمنطقة،وعاش الناس دهرا من الذل والفقر والجوع والحرمان بشكل فتان عاد بعض الكلاويين اليوم إلى نفس الأمر ببراعة ممزوجة بحماقة، يسيطرون تسيطر وزير، ويتشبهون بذي ملك كبير ويتحكمون تحكم قدير، فتعدد بالمال الروافد، رخص البناء ومختلف الشواهد، شواهد السكنى والولادة، فمن كان سخيا وأعطى فلشرهم تجنب واتقى،ومن مانع فمنزله بمحضر المحكمة تهدم، ويندم على الممانعة يوم لاينفع الندم، فهذا غيض من فيض وماخفي أعظم إذا كان العشاء الفخم الضخم على شرف علية القوم قد كلف آلاف الدراهم، فمن مول وأعطى بسخاء؟ الجماعة أم الجمعية؟؟ أم من أموال رجل من أغنى أغنياء أيت واحمان؟؟ أم من أموال شعب أهين ومازال يهان؟؟ أم أن سيدنا موسى عليه السلام حل ضيفا على القوم، وعلى اثره نزلت موائد الطعام من السماء؟؟