إن النضر للواقع السياسي بكل موضوعية، مليئة بروح المواطنة، يجعل من المرء متفاعلا و بشكل تلقائي مع الأحداث السياسية ببلادنا، و ما يزيد الطين بلة هو ميلاد حكومة جديد تحت قيادة السيد بنكيران، التي واجهت سخط و عدم رضى الشعب المغربي بكل فئاته العمرية و أطيافه. لكن الشعب المغربي و متتبعي المشهد السياسي بالمغرب من مختلف البلدان المجاورة؛ كانو على موعد مع إحدى الأفلام الكوميدية السياسة، التي يتزعمها بنكيران في لقاء برنامج خاص ليبرر الهيكلة الجديدة لحكومته في نسختها الثانية. ليستغل السيد بنكيران اللقاء التواصلي، ليتملص من غضب الشارع المغربي من جهة، و من جهة أخري ليتهرب من مجموعة من الأسئلة الجوهرية التي تعالج الأزمة، و هي وليدة لأزمة سياسية بين قياديي مجموعة من الأحزاب التي تمخظ عنها أزمة إقتصادية تذكرنا بسنوات الرصاص. لا أتخفى خلف قبعة إحدى أحزاب المعارضة لألخص حكومة بنكيران بالفاشلة، لكن فئة كبيرة من المنتمين و المتعاطفين مع حزب العدالة و التنمية، أدركوا أن القرارات الإرتجالية لسيد بنكيران هي السبب الأول و الأخير في الأزمة التي نعيشها اليوم. حينما ندعي الموضوعية يجب أن نناقش الحقيقة من مختلف الزوايا التي أجبرتني أن أعترف و أقولها أن السباق نحو كرسي الرئاسة من طرف زعماء الأحزاب السياسية، هي السبب الأول و الأخير فيما نعيشه اليوم؛ على العلم أن هذه الأحزاب تدعي الوطنية و دورها الرئيسي في الإستقلال الشكلي خلال 1956، و هذا مانحمل السيد بنكيران مسؤوليته، لماذا لم يكن جريئ ووطني ليطالب بإنتخابات سابقة لأوانها، لكن حب الكرسي دفعه لتنازل عن مبادئه الحزبية لتشاور مع الأحرار من جهة، و من جهة أخرى التضحية بالسيد سعدالدين العثماني لصالح مزوار الذي كان يوصف من طرف بنكيران بأحد رموز الفساد. في الختام يجب أن نقتضي بالدول المتقدمة، لأنه بكل بساطة لنا مايكفي من الموارد الطبيعية و البشرية، ما نحتاج له هو إدماج الشباب في المنضومة السياسية للمشاركة و المساهمة في صناعة القرار.