كان ذلك صبيحة يوم الإثنين 30 شتنبر بمدينة الفقيه بن صالح بحضور جل مدراء وزارة الفلاحة والمسؤولين المحليين والجهويين ومدراء المراكز الجهوية للاستثمار الفلاحي ورؤساء الغرف الجهوية للفلاحة ووالي الجهة وعاملي ورئيسي مجلسي إقليمي أزيلالبني ملال والفقيه بن صالح ورئيس المجلس الجهوي والبرلمانيين ورؤساء الجمعيات المهنية الفلاحية والبيومهنية. والمدير العام ل SUTA وخالد بنشقرون عن الرئيس المدير العام لكوسومار. كانت البداية في ضيعة جمعية منتجي الشمندر السكري لتادلة حيث تمت زيارة ورش لعملية الزرع الميكانيكي للشمندر السكري، كما تم تقديم معطيات حول سلسلة الشمندر السكري و عرض المعدات والآلات الفلاحية المخصصة للأشغال وانطلاقة 5 جرارات مصحوبة بآلات البذر. بعدها زار الوفد الضخم بزعامة أخنوش الثانوية الفلاحية، حيث تم إعطاء الانطلاقة الرسمية للدخول المدرسي للتكوين المهني الفلاحي، لينتقل الوفد إلى مقر المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة حيث تم عقد اجتماع إنطلاق الموسم الفلاحي 2013/2014، افتتح بكلمة السيد أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري والتي تضمنت 5 أجزاء التالية: 1- التذكير بالنتائج المهمة للموسم الفلاحي الماضي والتنويه الملكي في خطاب العرش لمخطط المغرب الأخضر والإشادة بالمبادرة الملكية المتمثلة في إعطاء الانطلاقة للموسم الفلاحي الماضي، 2- التأكيد على أهمية إعطاء الانطلاقة للموسم الفلاحي المقبل باعتباره حدثا فلاحيا مهما في الدورة الزراعية، 3- دعوة كل المتدخلين إلى التعبئة العامة لإنجاح انطلاقة الموسم الفلاحي المقبل، 4- الإشارة إلى أهم التدابير المتخذة خلال الموسم الفلاحي المقبل، 5- التأكيد على أن كل الجهات ستعرف لقاءات مماثلة بهدف تحسيس الجميع بأهمية الموسم الفلاحي القادم. بعده قدمت عروض مفصلة ومرقمة لكل من: مديرية تنمية سلاسل الإنتاج، مديرية الري وإعداد المجال الفلاحي، المديرية المالية (نظام التأمين الفلاحي والإعانات الممنوحة من طرف الدولة لتشجيع الاستثمارات في القطاع الفلاحي)، المكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية، المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية. لتختتم هاته الفترة الصباحية المتخمة بالإنجازات والأرقام بوجبة غذاء داسمة بمركز الاستقبال للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة. وزوال نفس اليوم عقد لقاء بمقر ولاية جهة تادلة أزيلال، حيث تكلف السيد خلوق محمد، رئيس قسم التنمية الفلاحية بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة بالتنشيط، وألقى محمد فنيد والي جهة تادلة أزيلال كلمة افتتاحية هامة، بالإضافة إلى كلمة صالح الحمزاوي رئيس الجهة الذي قدم في كلمته ملتمسا للوزير باسم برلمانيي الجهة بالمساهمة في تمويل إنجاز وتوسيع عدة طرق بالجهة إلى جانب وزارة التجهيز. أما السيد بنونة كمال المدير الجهوي للفلاحة تادلة- أزيلال فقد قدم عرضا دقيقا ومفصلا حول تقدم منجزات المخطط الفلاحي الجهوي لتادلة- أزيلال، في الفترة ما بين 2009/2013 بغلاف مالي بلغ مليارين وستة مائة مليون درهم، ليفتتح النقاش بتسيير من السيد الوالي وليتولى الأجوبة رئيس المجلس الجماعي لمجموعة القرض الفلاحي و السيد الوزير أخنوش. وقد اتضح من خلال النقاش وجود عدة مشاكل ومعاناة خصوصا لدى الفلاحين الصغار والمناطق الجبلية (ومعاناتهم مع القروض وارتفاع الفائدة أكثر من قروض الفلاحين الكبار، وتعقيد مسطرة القرض ومصاريفها التي تفوق هي والفائدة قيمة القرض، بالاضافة الى عدم الوضوح في توسيع الطاقة الاستيعابية لمعمل السكر كحل جدري أمام تزايد المساحات المزروعة بالشمندر، خصوصا لدى الفلاحين الصغار الذين اصبح المعمل في غنى عن شمندرهم ) اتضح من خلال أجوبة القرض الفلاحي والوزير أن الملكية الصغرى تشكل تعقيدات إدارية وتمويلية وتسييرية تفكر بل تعمل الحكومة والأطراف المعنية على إيجاد حلول ومخارج لتجنب تفتيت الملكيات الصغيرة و لتسهيل عملية التجميع إما بالبيع أو التشارك !؟. وفي النقاش تقدمت باسم جريدة ملفات تادلة بتدخل تناول التصور العام لمردودية المغرب الأخضر بعد خمس سنوات من إنطلاقه، حيث اعتبرت أن اختيار جهة تادلة أزيلال لانطلاق الموسم الفلاحي، هو تشريف لا يوازيه حجم الدعم المرصود للجهة التي تمد المغرب بحوالي خمس الإنتاج الوطني الغذائي والمائي والطاقي، وأن كل العروض المقدمة أكدت وركزت على النمو في مستوى الإنتاج بشكل كمي، في حين أن فلسفة المغرب الأخضر تتطلب عمليات نوعية، مثل كون جهتنا يكمن مستقبلها بالإضافة للسياحة والمعادن في التصنيع الفلاحي الذي يتجاوز إمكانيات الفلاحين الصغار، مما يتطلب تحمل الدولة بإيجاد طرق سواء عبر مؤسساتها أو مع الغرف المهنية والمجالس الجهوية، بخلق معامل التصنيع والتحويل الفلاحي وإدماج الفلاحين وتعاونياتهم باعتبارهم أصحاب الأرض والمشكلون للأغلبية، على شكل أسهم حتى يتيسر إنتاج الوحدات والمعامل الصناعية، ويصبحون قادرين وعارفين بتسييرها وبالتالي تملكها النهائي، بدل أن يبتلعهم أصحاب الضيعات الكبرى، خصوصا أن وضعية الأراضي السلالية تتجه في هذا الأفق، ونفس الشيء بالنسبة للمعرض الدولي الأول لتربية المواشي بجهة تادلة أزيلال المنظم في منتصف شتنبر، فالمطلوب قيام مؤسسات المغرب الأخضر ووزارة الفلاحة بخلق فروع المختبرات لتأصيل ماشيتنا كقيمة مضافة وكمنتوج وطني ضمن الدورات المقبلة للمعرض الدولي للماشية، مثل السردي والأبقار الحمراء والأغنام الصفراء بأبي الجعد والخيول الأصيلة. ورغم التفاؤل والأرقام المعطات فإن التشاؤم وارد وبشكل قوي في تفاقم الفلاحين الصغار إلى حد اندثار الأملاك الصغرى وتحولهم إلى عمال زراعيين لدى المالكين الكبار لأراضيهم وسلاليات أجدادهم ذ.محمد الحجام مدير نشر جريدة ملفات تادلة