عدت الى الاعدادية، تارة جريا و اخرى مسرعا اتجاوز الناس في الشوارع بسرعة فائقة لعلي ادرك حفيضة قبل ان تلتحق بصفها؛ امالي في ذلك ان اسجل لها صورة اخيرة في مخيلتي لاستانس بها في اوقات الشدة. إلا ان القدر شاء دون ذلك فلم اجد سوى تلك الشاحنة اللعينة التي ستنقلني الى مقر عملي الذي يبعد عن كلميمالمدينة بعشرات من الاميال باتجاه ادغال صحراء التويزكي. خلال هده الرحلة انقطع مني الصوت تماما و تجاهلت متاعب الرياح القوية التي تزعجنا وراء الشاحنة الغير مغطات. ادخلت راسي كله وسط قبعتي الكبيرة و انطويت داخل جلباب ، فرميت علي بطانية كبيرة صانعا لنفسي ضلاما مزيفا ساعدني في ان اتفرج عبر شاشة مخيلتي في شريط الاحدات القليلة الماضية التي كانت حفيضة بطلتها. كنت اكره توقفات الشاحنة لاجل الاستراحة و الاكل و كدا صيحات الزملاء التي توقضني و تفسد علي حلاوة الاستمتاع. الحب شعور مرعب يجعل صاحبه يعيش ازمات لا حسرة لها قد تصل احيانا الى الجنون يدفع صاحبه لارتكاب اخطاء و فضائح تكون دريعة لمن لم يجرب هدا الشعور ليمطروك بوابل من من الشتائم و النعوت باردل الصفات. وصلت الى كوخي حزينا متشائما، فاقدا لشهيةالعمل و نقاشات الاصدقاء، لم اعد احاور الا هواجس حفيضة التي لا تكاد تفارقني. لما اخدت اجازتي باشرت في مناقشة الموضوع مع عائلتي التي التزم غالبيتها الصمت و تحاشت الدخول في التفاصيل، الا اخي الاكبر محمد الذي رفض الفكرة جملة و تفصيلا بحكم تباعد المواقع الجغرافية و اختلاف العادات و التقاليد، بذلك قطع عنا ذلك الحبل السري الذي مافتئ يغدي شرايين عواطفنا. بعد معانات طويلة استسلمت لارض الواقع ووضعت نهاية لموضوع جرجرشعوري لمدة ليست بالهينة تاركا مشوار البحت عن الزوجة التالية مفتوحا. بعد عدة اشهر شا ءت الصدفة ان اجدها عند مصور فوتوغرافي هده المفاجئة دفقت الاندريالين في كل جسمي و زاد قلبي في الخفقان واكتفينا بنظرات حزينة و علمت انها تصفني من خلالهما بالخائن و عديم الاحساس و المسؤولية الا ان قلبي يملك اجابات مقنعة دون وجود ارضية لذلك .....