في لحطة غيض من الوطن تمنيت فيها لو لم أولد في هذا الزمن تعبت من وعود رئيس مؤتمن في البرلمان، المسرح امتهن تعبت من قصص التغيير ومن قائد لا يجيد التسيير وأكاذيب وأساطير وتاريخ كساه التزوير وعن إمام لا يجيد سوى التكفير وشعب منافق يبجلك تبجيلا علّك تقضي غايته، ثم يمضي دون أن يسألك الرحيلَ شعب نادر لن تجد له مثيلا يفهم في الفن والسياسة والعلم وجراحة التجميل... ومصدره الموثوق "قالاًُ وقيلا" تعبت! فقررت بعض أجزاء وطنيتي العصيان وصاحت أجزاء أخرى استعد بالرحمن فقد أصابك همس من الشيطان فضللت بينهما حيران في هذا العالم لكل إنسان وطنية ولي أنا وطنيتان قد أسكنوني في عالمين متناقضين خلقوا في عقلي صورة بوجهين جعلوني متدحرجا بين هويتين وعدت أرى بدل الوطنية وطنيتين الأولى تغنى بها في الصبا لساني قال : حب الأوطان من الإيمان فتشبث بها كياني وحسبتها نبض كل إنسانِ وأنها شامخة في العلى وأن حبها هيّ هو الهوى لكنها الآن اختفت في الدجى وما عدت الآن أرى سوى وطنية لا علاقة لها بالوطن تقول: ارضى بفتات الخبز وقطرات اللبن ولا يغرّنك الطمع فتسأل لمن تذهب باقي خيرات الوطن ؟ لا تطمع للحصول على العسل والسمن ولا تقل ما الفرق بيني و بين (سادة الوطن) وإذا ما زاد القمح في الثمن ووجد نفسك مشردا دون ما سكن وتعبت في الدراسة ثم صرت معطلا دون ما مهن فلا تخرج صائحا ثائرا أريد حقي الآن حاضرا فحينها تصبح مرتدا كافرا مخالفا لأعراف الوطن ومشعل نار الفتن ولا ولا ولا ولا .... هذه هي وطنيتي أكومٌ من (لا) وسف قيبي