تغدو النفس و تروح مترنحة ... متمايلة ذات و اليمين و ذات الشمال .... ثملة، بنبيذ أقدار معتقة... مركزة... أذهبت نور العقل، و بهاء الروح، و نضارة الجسد ... تبحث عن السعادة بحثا، تتفرسُها في الوجوه القادمة، و الغائبة ... إذا هبت عليها بعض نسماتها تقول: هذه سعادتي، فلما أفلت ، رفعت أكفها تطاول عنان السماء... مستجدية عناية ربانية... تغسل قلبا صدئا أتت الأحزانُ على أخضره و يابسه، بل و صادرت محاصيله الحياتية لأزمنة أخرى ... مقدورك يا نفسُ أن تطبطبي على أنفس الأغيار مخففة، مواسية، مداوية و أنت بك العلة و الداء... لا عقل يشد من أزرك، و لا جسد ينفذ ما تقضيه ... ثلاثية ولا ثلاثية محفوظ، قِصرُ الشوق عند النفس، و بين " القسرين " :واقع قسري مرير ، وعجز قسري أمر ... و سُكرية الحياة التي لم تعد تُستطاب ... دقات الساعة، و حركة بنديلها ... رتيبة ، تراها عدا عكسيا، ينذر بفناء وشيك ... لعب على هامش الوقت... وقطار الحياة لم تبق منه إلا العربات الأخيرة.... استحالة الوصول إلى قاطرته استحالة الرجوع للوراء ... أصوات تدعو بشكل محتشم إلى الانتفاض، إلى لملمة ما تفتق في النفس، و تضميد جراحها ... و إعلان العصيان على همجية الأحزان ... شعلة سرعان ما تخبو هي نفسها ... فما النار بقادرة على أكل نار أكبر منها .... في حديث النفس، تطيش ابتسامات هنا و هناك ... من ماض أزهر يوما... من وجوه نُقشت على الذاكرة ... من براءة أطفال تزهر الحياة بهم ....انتظار، و اجترار اليوم للأمس، بل و توقع مسبق لحال الغد ... الحمد لله الذي جعل الأقدار اختصاصا إلهيا حصريا، فكيف يُفصِّل الإنسان ثوب الحياة على مقاسه و أطرافه تشد غيره؟؟ ثقة في الذي أنعم على الجميع ... أنزل كل شيء بقدر ... يختبر، و يبتلي ، و يعد باليسر بعد العسر ... يونس حماد