. أذا كنت في المغرب فلا تستغرب ولا تتعجب من أناس ؛ يهدرون وقتهم في أشياء تافهة ؛ ويعد الوقت لديهم من أرخص الأشياء . في هذه الأيام انتشرت ظاهرة ولا شك ان معظم الناس سمعوا بها؛ وهي رسائل ترسل عبر الهاتف ؛هؤلاء الذين يرسلون هذه الرسائل يكتوبون فيها أسماء الله الحسنى بلغة الزنقة"الدارجة"؛ ويقولون بأن من جاءته هذه الرسالة فلم يقوم بنشرها ستتعكس معه الدنيا 6 سنوات ؛ و الغريب في الأمر أن هذه الرسائل تتحرك في أواخر الليل أو عطلة نهاية الأسبوع. مما جعلني اتسأل من اين اتى لهم هذا العلم؟ و اقول لهم :" ان الله وحده تعالى هو الذي يعلم الغيب ؛ولا يحق لعبد ضعيف ان يقول اشياء لا يعرف معناه وينشر اي خبر كيف ما كان ". أن الفراغ وعدم استغلال الوقت والأمية ؛ من بين الأسباب التي تؤدي الى مثل هذه الظواهر؛ فكلما تحدثت مع هذا النوع من البشر عن أهمية الوقت ؛ يكون رده هو أنه " مكاين ميدار". انه مشكل عدم الوعي بأهمية الوقت ؛ فصاروا الناس في هذا الزمن يقضون معظم أوقاتهم في أشياء لا تغدي العقل نفعا ؛ وصار الصالح لديهم مثل الطالح ؛ فمن لم يذهب الى مقهى ليقلب صفحات المجلات و متباعة المارين بأعين وقحة؛ ذهب للحضور الى المهرجانات التى صارت أفتتحاتها يوميا فما يكاد ينتهي مهرجان في مدينة حتى يبدا أخر في مدينة أخرى لمتابعة التضاريس الجسدية للفنانات الأجنبية اللواتي اشتد التنافس بينهم حول العري . أن ضياع الوقت من بين أكبر الخسائر التي يكبدها الانسان ؛ وان السر ليس في قضاء الوقت في أي كان ؛ كارسال رسائل لا معنى لها للبشر في أواخر الليل؛ بل السر في استثماره. وعز من قال: يا أبن أدم انما انت أيام؛ اذا ذهب يومك ذهب بعضك أدركت أقوام كانوا على أوقاتهم اشد منكم حرصا على دراهمكم و دنانيركم ؛ فلنحرص على الوقت ونحافظ عليه. ولذلك فكلما استغل الانسان وقته في الصالح و الخير والنفع يكون سعيدا؛ و لايعاني من أي فراغ في حياته .ودائما تكون مواعيده مظبوطة ؛ ليس الذي لا يفرق بين المساء و الصباح ؛ هذا لان الوقت من ذهب أن لم تستفيد منه ذهب. لحسن بغوس [email protected]