محمّد ابن عبد الوهّاب زعيم المتنطّعة التّكفيريّة، ومؤسّس دينها الجديد سبب نكبة كلّ الشّعوب الإسلاميّة، لا تهمّنا قصّة حياته ولا علاقته بمخابرات المحتلّ البريطانيّ، وإنما تهمّنا أفكاره ومنهجه المتشدّد بالدّرجة الأولى، وهو منهج رجع فيه إلى الفقه الحنبليّ بفهم ابن تيميّة. ناظره العلماء المعاصرون أكثر من مرّة لينبّهوه إلى تنطّعه الذي لا يمتّ لشريعة الوسطيّة بصلة، لكنّه ركب رأيه وأصرّ على منهجه، واحتمى بذوي النّفوذ والسّلطان!!. فبعد أن سجن في كلّ مكان ذهب اليه بسبب أفكاره المعتلّة، احتمى في نهاية المطاف بمحمّد بن سعود أمير الدّرعيّة وهي الرّياض اليوم، وكان قد همّ بتأسيس دولة جديدة يسميها باسمه على حساب الإمارات المجاورة. فأصبح اللّسان المؤيّد، يكفرّ ويرهب كلّ من يعارض تطلّع الإمارة المسند من قبل حكومة التّاج البريطانيّ، تلك الحكومة التي قرّرت تصفية تركة السّلطنة العثمانيّة والحيلولة دون قيام دولة جامعة. ونظرا لارتباطه الواضح بحكم آل سعود الذين زوج ابنته لأحد أمرائهم رغبة في دعم تحالفه معهم، وتعزيز صلاته بهم، أصبحت أفكاره أيديولوجيّة الإمارة التّوسّعيّة التي دفعت بالوحدة وبتطبيق الشّريعة الإسلاميّة لتسطو على حكم البلاد ومصائر العباد، فصار يخدمه الأمير سعود كما يخدم هو إمارته وأهدافه. وعلى هذا النّحو العجيب من التّزلّف والارتباط في المصالح بين "الأمير والدّاعية" وليس على أساس خدمة الدّين كما يوهمنا الوهّابيّة، ظهر هذا المذهب المسمّى سلفيّا، وتبنّت "الدّولة" بوسائلها العامّة نشره في عموم العالم الإسلاميّ، وهو ما كان سببا في فتنة النّاس في دینهم بالانحراف عن الوسطيّة، وبإشاعة التّشدّد والتّكفير والتّطرّف!!