تأصيل تعني النقابة بشكل عام ذلك الاجراء التنظيمي الذي يسعى الى تسهيل عملية التفاوض والحوار بين طرفين أو اكثر وذلك لتحقيق مصالح متبادلة ،وقد عرفتها جل المجتمعات البشرية بما في ذلك المجتمع المسلم، فقد ورد عن النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم في حديث طويل "اخرجوا الي منكم اثني عشر نقيبا ليكونوا على قومهم"وذلك في بيعة العقبة الثانية،وقد وردت في القران الكريم كلمة نقيب اذ يقول الله عز وجل في سورة المائدة" ولقد اخذ الله ميثاق بني اسرائيل وبعثنا فيهم اثني عشر نقيبا"1. وتصور جماعة العدل والاحسان للنقابة والعمل النقابي لا يخرج عن هذا الاطار،اذ تعتبر النقابة من" اهم المؤسسات الاجتماعية المنضوية تحت لواء الدعوة ،واحد ادوات الضبط والمراقبة،واحد مؤسسات دفع المظالم واقامة العدل ،والامر بالمعروف والنهي عن المنكر في حيز العمل والشغل"2. أرضية العمل النقابي تنطلق جماعة العدل والاحسان في تصورها لكل القضايا من نصوص الكتاب والسنة بفهم سلف الامة واجتهادات خلفها،وبالتالي فالارضية التي تقترحها الجماعة في مسالة العمل النقابي لن تكون بدعا من هذا كله، فهي (الارضية) مستمدة من الحديث النبوي الشريف الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم"من اصبح معافى في بدنه ،امنا في سربه،عنده قوت يومه،فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"3. من خلال هذا الحديث تتحدد ارضية العمل النقابي التي تقترحها الجماعة والتي يمكن اجمالها في ثلاث مطالب 1-الاستقرار الاجتماعي والامن في السرب والسلامة من التظالم. 2-الكفاية المعيشية،وذلك بتحقيق الضروريات لكل المسلمين من ماكل ومشرب وملبس ومسكن.يقول الاستاذ عبدالسلام ياسين" ان الله عز وجل شرع للمسلم ان يشبع حاجاته في المأكل الكافي والملبس النظيف الواقي، والمسكن المؤوي،كل ذلك في غير تكلفة ولا يزيد عن الحاجة، والمجتمع المسلم مكلف شرعا بضمان الضروريات لكل المسلمين ويجعل وسائل رخاء العيش الكريم مكافئة للجهد والنشاط والانتاج."4 3-العافية البدنية،وذلك بتوفير العناية الصحية اللازمة لكل فرد من افراد المجتمع مهام العمل النقابي من خلال الأرضية المقترحة يمكن اجمال مهام العمل النقابي في التصور المنهاجي لجماعة العدل والاحسان في: 1-التصدي للشأن العام، وذلك بالدفاع عن حقوق العمال والمهنيين ورعايتها، واقامة القسط والشهادة به والقومة من اجله. 2-تحرير القوى العاملة من الاستغلال والحيف والاستعباد والظلم وكل ما يستضعفها ويصدها عن سبيل الله ويشغلها عن غايتها الاحسانية. 3-العمل على احداث توازن سوسيو اقتصادي عن طريق اقامة نظام اجتماعي عادل ومتوازن توزع فيه ثروات البلاد وخيراتها بشكل منصف،ويعمل على تقليص الفرق بين طبقات المجتمع ويؤمن القاعدة المادية الملبية لضروريات العيش تحقيقا للحد الادنى من الحرية والكرامة الادمية. 4-الاسهام والمشاركة في العمران الاخوي واقامة التنمية المتوازنة وتحقيق الازدهار للجميع. كلام لابد منه ان جماعة العدل والاحسان تعي جيدا خطورة تفكيك وتشتيت النقابات ،لذلك لم تعمد في يوم من الايام الى تأسيس ذراع نقابي خاص بها،بل تكتفي بالممارسة من داخل النقابات التاريخية (مع علاتها)،ايمانا منها بضرورة توحيدالعمل النقابي وتشكيل جبهة نقابية موحدة تتصدى للسياسات المخزنية في شتى الميادين ،وتدافع عن الشغيلة التي تعاني الويلات تلو الويلات من نظام استبدادي جاثم على صدور العباد.وهي في كل مناسبة تجدد النداء لكل الغيورين والحاملين للواء العدل الاجتماعي الى التخلص من النظرة الحزبية الضيقةومن العصبية المقيتة والانتماء الاديولوجي الاعمى لصالح الطبقات الكادحة المظلومة والمعدومة. 1-سورة المائدة الاية 13 2-سنن الترميذي 3-مجلة منار الهدى العدد 13.مقالة للاستاذ عبدالرحيم هندا ص 31 4-المنهاج النبوي للاستاذ عبد السلام ياسين ص 246