بينما نحن منهمكين في البحث عن الأهداف المحققة للكفايات في درس الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ،مادة التربية على المواطنة ،عنوان لم نستطع ايجاد المفهوم الصحيح له ،بحيث مازال تطور العالم وتحولاته ،وأنسانية الإنسان فيه غامضا...لارتباطه بتوجهات ايديولوجية معينة ..تخدم اجندات خاصة ،تعرقل الوصول الى الحقائق، في ظل تناقضات أدركها حتى الصغار ...استسلمنا على اثر إلى أغنية من أين سنبدأ الوطن...؟ كزوبعة فكرية .... جمعت المعطيات لمعالجتها ،كانت البعض منها تفوق التصورات ..كانت تساؤلات التلاميذ وأجوبتهم محيرة ،انبهرت امامها ،تأكدت ثانية ،هل انا أمام أطفال أم راشدين .....،أم مثقفين؟ام مختصين في العلاقات الدولية ،أم هي الحقيقة التي عبرت عنه البراءة والتي عجز الكبار التعبير عنها ... بادرني أحد التلاميذ ونحن نستعرض اهداف الاممالمتحدة التى من أجلها تأسست ،كالسلم والامن في العالم ،وأخذت مشعل الدفاع عن حقوق الإنسان...حيث تدخلت وقالت حرفيا : ولكن يا أستاذ ّ!قلت لنا حقوق الطفل والإنسان بصفة عامة ،ونحن نشاهد الدمار والخراب الذي يشهدها العالم العربي، بدء من العراق وسوريا وفلسطين ؟ تلك هي الدول التي اقتصرت عليها التلميذة..واستطردت :اين حقوق الإنسان؟اين حقوق الأطفال؟أين ؟وأين... تدخلت أخرى وطرحت تساؤلا حول دور الأممالمتحدة في الصحراء المغربية ،وقالت أن الاتفاقية كانت بعد المسيرة الخضراء في تشابه مع تاريخ تصديق المغرب على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ،وتاريخ تبني الجمعية العامة لأمم المتحدة هذه المبادىء...ودور المبعوث الاممي في الصحراء ،وتعنت المرتزقة وأعداء المغرب في طي هذا الملف نهائيا... ما كدنا أن نعالج هاتين الوضعيتين ،حتى تسللت أخرى ،عن أسباب رفض الولاياتالمتحدةالامريكية والصومال ،التوقيع على هذه البنود ،والوصول الى كون أمريكا تلعب دور شرطي العالم ..والدفاع عن طفلها المدلل اسرائيل... تغلغلت العلاقة بينهما في أذهان التلاميذ،الى ان قال أحدهم : ونحن نعرف ياأستاذ ! ان الصومال ،اشد فقرا ،وأن أطفالا يموتون كل دقيقة نتيجة الجوع والمرض ... أسئلة فعلا مستفزة ،تحتاج الى أكفاء ،واختصاصين في التربية وعلم النفس وعلم الأجتماع وعلم المستقبليات ... ليجيب على المشككين، إن المدرسة العمومية ،هي صانعة ،ومؤهلة أجيال المستقبل ...وقد وصلت الدول المتقدمة بفضل هؤلاء ،لذلك وفرت لهم جميع الامكانيات ،لتحقيق الاهداف المرسومة ،والمرامي الكبرى ... وجميل تلك اللوحات التي يرسمها التلاميذ على المواقع الاجتماعية للاوضاع التي تعيشها مؤسساتهم ،وكيف يتصورون الأطر التربوية ،والعلاقة الموجودة بينهم ،من ابتسامة ،الى قلق ،الى سخط ،الى الحالة التي تعيشها المؤسسات التعليمية...هو ابداع وتصورات للتلاميذ .... حصة ،كنت احس فيها ،بانشراح ، ،نسيت انني بين ،طفولة مازالت لم تصل بعد الى درجة الدراسات المعمقة في الاشياء،بل هي بهذا الحوار ،يمكن اعتبارها أنها وصلت الى الادراك الحقيقي ،لما من الملكات ،والقدرات ،ما ينطبق عليها، من شعر الرصافي ،لما كان يعاني من الإستعمار البريطاني ،واسودت الزوراء أمامه ،في غياب مجتمع قادر ،على تخلص البلاد من الغزو الخارجي ...حيث قال ، ستكتيب البلاد بكم علوا ....إذا وجدت لها منكم نصيرا وهو يؤمل الامل الكبيرا في المدرسة العمومية ،والشعبية ،القادرة على توفير المنتوج الجيد للمستقبل ...وفعلا قد تحق للعراق ذلك ... دق جرس الخروج ،وبقي التلاميذ مسمرين في مقاعدهم ،بحثا عن حقيقة غائبة ، في الحقيقة استمعت بدوري بأجمل اللحظات ،خرجت بنيجة بسيطة ...ان هناك طاقات المستقبل ...وأن حقلنا التعليمي العمومي ،لا خوف عليه ولا هويحزن ... ممكن أن يجثث ،ليصل إلى الجودة المطلوبة ..إن تواجدت الإرادة الحقيقية لجميع المتدخلين ،من السلطات العمومية ،وجمعية أباء واولياء التلاميذ ،وفعاليات المجتمع المدني ،والقطاعات المغذية للتعليم .... أحمد ونناش