جميل أن نسمع بالمبادرة التي تعتزم وزارة التربية الوطنية تفعيلها ابتداء من الموسم المقبل حول مراقبة حضور وغياب أسرة التعليم وذلك باتخاذها لإجراءات عملية سيتم تفعيلها من خلال استغلال تقنيات المعلوميات الحديثة لهذا الغرض، وسيكون أجمل لو تم تعميمها على باقي الموظفين مركزيا وجهويا ومحليا ، والأكثر جمالا لوتم تعميمه على جميع القطاعات بما فيها مجلسي النواب والمستشارين.مجلس النواب الذي رفضت ثلاث فرق برلمانية محسوبة على المعارضة الإجراء المتعلق بتغيبات السادة النواب!!! حيث أكد أحد النواب المحسوبين على الشعب لإحدى القنوات الفضائية العربية بأن رفض هذا الإجراء الزجري المتعلق بتغيب النواب ، جاء احتراما لكرامة النواب ، واسترسل بقوله يجب أن نحفظ لهم كرامتهم لا أن نعاملهم كموظفين إداريين أو كعاملين أجراء في إحدى المؤسسات !! فمن سيحفظ إذن كرامة أسرة التعليم ؟؟ أم أن هذه الفئة أو الحلقة الأضعف في منظومتنا التربوية لا كرامة لها ؟؟ إلى متى سيبقى رجل التعليم المسئول الأوحد والوحيد عن فشل منظومتنا التربوية ؟؟ هذا ليس دفاعا عن هذه الفئة بل هو الواقع المر الذي يجب على كل لبيب مناقشته بكل موضوعية..ولم تكتفي الوزارة بهذا الإجراء بل تعتزم فتح خط أخضر للمواطنين قصد التبليغ عن تغيبات الأساتذة ، بمراقبة المواطن لحضور و تغيبات المعلم أو الأستاذ فبعد الزيادة في المحروقات والأسعار هاهي زيادة أخرى لكن هذه المرة في المهام سيتلقاها المواطن المغربي المغلوب على أمره رغما عنه ابتداء من شتنبر المقبل وستتجلى هذه المهمة في التنقل للمدرسة لإحصاء الأساتذة و الاتصال بالرقم الأخضر للوزارة . وهنا نتسأل هل تم تجاوز صلاحيات واختصاصات الإدارة التربوية في هذا الشأن؟؟ وهي الجهة الوحيدة المكلفة بالتسيير المباشر ومراقبة السير العادي للدراسة.. يأتي هذا في الوقت الذي يجب على الوزارة الوصية أن تفكر في فتح خط أبيض مباشر بينها وبين أسرتها أسرة التربية والتكوين لتلقي شكاياتهم ومشاكلهم والإنصات لهمومهم ومعالجة ملفاتهم العالقة ، وتُوَاسِيَ المرابطين منهم في الجبال والفيافي والقفار بعيدا عن الأهل والأحباب في ظروف نخجل من ذكرها ونحن في القرن الواحد والعشرين.