ضد الاحتلال الفرنسي (1908م - 1933م) (الجزء الثاني) عطفا على الجزء الأول من المقال المتعلق بمساهمة سكان إقليم أزيلال في المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الفرنسي ، والذي تم نشره قبل أيام على أعمدة بوابة "أزيلال أونلاين" الغراء، يسعدني أن أنشر اليوم الجزءالثاني والأخير من المقال الذي يرجع لصاحبه المرحوم عيسى العربي بمناسبة مداخلته باسم جمعية آيت عتاب في الندوة العلمية حول المقاومة بجهة تادلة أزيلال التي احتضنتها مديني بني ملال وأزيلال أيام 15- 16 و 17 أبريل من سنة 1999. المبحث الثاني : نماذج من المعارك التي كان سكان إقليم أزيلال طرفا فيها خلال مرحلة الاحتلال: ذكرنا بأن حركات منطقةأزيلال قد تحركت مند سنة 1908 لوقف زحف قوات الاحتلال مندأن وطأت أقدامه تراب الشاوية،وشاركت إلى جانب القبائل المجاورة في أهم المعارك التي دارت رحاها في سهل بني موسى بتادلة في منطقة الدير ما بين بني ملال وسيدي علي بن ابراهيم،ولا سيما خلال الفترة ما من سنة 1913 إلى سنة 1916. كما جند سكان هذه المنطقة كل إمكانياتهم البشرية والمادية لوقف توغل قوات الاحتلال داخل ترابهم الذي عرفت عدة نقط منه معارك طاحنة،وفي كل هذه المواجهات لقن سكان المنطقة،بالرغم من محدودية إمكانياتهم،هذه القوات دروسا قاسية. ونعطي فيما يلي نماذج عن بعض المواجهات التي كان سكان إقليم أزيلال طرفا فيها خلال مرحلة الاحتلال سواء فوق ترابهم أو خارجه، كما سنعطي بعد ذلك أمثلة عن بعض الشخصيات التي برزت بشكل ملحوظ وأبلت البلاء الحسن في هذه المواجهات من بين سكان الإقليم. المواجهات الأولى في بلاد بني مسكين: ذكرت العديد من المصادر الفرنسية أن الاصطدام بين الوحدات الأمازيغية وبين قطع الإنزال الفرنسية تم لأول مرة في سنة 1908 في الشاوية(1). وتحتفظ الرواية الشفوية بأن سكان غرب إقليم أزيلال والمنتمين إلى قبائل هنتيفة وآيت عتاب وآيت تكلا وغيرها لما علموا بوصول الفرنسين إلى البروج في سنة 1908 تجمعت حركاتهم في الكدية الحمراء يابزو، ومنها انطلقوا إلى زاوية تارماست بقيادة عبد الله أوشطو، تم إلى أولاد حمو بالبروج حيث اصطدموا بقوات الاحتلال التي كانت مرابطة بكيسر(2). وهذا ما يؤكده العلامة المختار السوسي في إشارة له إلى هذه المرحلة بقوله: "كان الوقت متموجا لأن الاحتلال يمتد شيئا فشيئا ، والقبائل المقاومة تجتمع في مجامعها لترى ما يليق بسياستها ، وكان آيت عياطوآيت مصاض وآيت ورا وآيت عتاب وكل قبائل تادلة والسراغنة اجتمعت كلها في المحل المسمى حميري في ناحية بني مسكين"(3). معركة سيدي صالح في أولاد إيلول -23 يونيه 1910: كانت أولى المواجهات فوق أراضي بني موسى بمساهمة سكان قبائل أزيلال يوم 23 يونيه 1910 في مشرع سيدي صالح بأولاد إيلول على وادي أم الربيع ، وخلالها كانت قوات الاحتلال يقودها الكولونيل" أوبير".وقد خلفت القوات الفرنسية خلال هذه المعركة التي دامت ست ساعات ، حسب المصادر الفرنسية نفسها 13 قتيلا و92 جريحا من بينهم القبطان "شونان" والملازم "ماري"(4). معركة زاوية تارماست- 14-15 أكتزوبر 1912: اصطدمت قوات الاحتلال ليلة 14 ويوم 15أكتوبر1912 في زاوية تارماست بقبائل بني موسى التي كانت تؤازرها قبائل أزيلال وفي مقدمتها قبيلة هنتيفة وقبيلة آيت عتاب وقبيلة بني عياط المجاورة لتارماست،وقد نزلت قبائل المنطقة في هذه المواجهات بحركات تعدادها 4000 رجل.ومما يدل على عنف هذه المواجهة أن القوات الفرنسية قد فقدت فيها حسب اعترافها 5 قتلى من بينهم القبطان "دينو" و24 جريحا (5). معركة سيدي بوصالح بأولاد إيلول -17أبريل 1913: عرف مشرع سيدي صالح على وادي أم الربيع فوق ألااضي بني موسى يوم17أبريل1913اصطداما بين قوات الاحتلال وحركات قبائل المنطقة.وتشير التقارير الفرنسيةإلى أن من بين المشاركين ضمن قواتهم في هذه المعركة القبطان"ريو" والملازم "بيران" وضابط الإدارة"بوابي" والمساعد" سيكويل" والرقيب "ألبير جويستو" والجندي "يوسف زوهو بن أحمد" وغيرهم ومن بين قتلاهم فيها ابن كامارا رابح بن علي(6). معركة العين الزرقاء بأولاد عريف ببني موسى يوم 26 أبريل 1913: لقد كانت معركة حامية الوطيس،جمعت بين قوات الكولونيل مانجان من جهة ومجاهدي قبائل بني موسى وآيت عتاب وآيت بوزيد وبني عياط نومالو.وعن هذه المعركة قال الكولونيل فوانو:"في يوم 26 توجهت قوات(مانجان)نحوالعين الزرقاء حيث هاجم المتمردون المعسكر ولاذوا بالفرار،وكان عدد القتلى في صفوفنا،يضيف فوانو، أربعة،و27 جريحا من بينهم اليوطنان "أرنو" و"رانكت برانكار" و"باولوتي"(7).ويذكر أحد التقارير من بين جرحى هذه المعركة قائد الفرقة المتنقلة لتادلة الكولونيل شارل مانجان الذي أصيب بجروح في إحدى رجليه(8). ويعطي الأمر العام رقم41 الصادر عن المقيم العام الجنرال ليوطي بتاريخ 30 يونيو 1913المزيد من التفاصيل عن قتلى وجرحى قوات الإحتلال في هذه المعركة وكذا عن العديد من الضباط والجنود الذين شاركوا فيها.كما يزعم بأم مجاهدي المنطقة قد خلفوا في هذه المعركة60 قتيلا وعددا من الأسرى(9)وقد أورد محمد المعزوزي وهاشم العلوي قائمة بأسماءأكثر من سبعين شهيدا من بين شهداءالمعارك التي كانت أراضي بني موسى بمنطقة تادلة مسرحا لها خلال هذه المرحلة،وينتمون إلى الخلالطة وأولاد فرج وغيرها من قبائل السهل والجبل(10). معارك سيدي علي بن ابراهيم بقبيلة بني عياط أيام 27-28-29 أبريل 1913: تجدر الإشارة في البداية إلى أن المواجهات الأولى التي عرفها تراب إقليم أزيلال بين قوات الاحتلال ومجاهدي المنطقة، حسب ما وقفت عليه، كانت في سنة 1912 وبالضبط يوم 27 نونبر 1912 في فم الجمعة بقبيلة هنتيفة حيث جرح العريف الجزائري عبد اللي التركي بن محمد(11). وفي يوم 20 أبريل 1913 سقط الجندي"هنري ماليسكورت"أمام ارفالة على يد المجاهدين العتابيين (12). غير أن أولى أعنف المواجهات التي عرفها تراب هذا الإقليم تبقى هي معارك سيدي علي بن ابراهيم بقبيلة بني عياط أيام 27-28-29 أبريل 1913، وقد جمعت بين قبائل بني عياط وآيت بوزيد وآيت عطا نومالو وغيرها من قبائل هذه المنطقة من جهة وبين قوات الاحتلال بقيادة الكولونيل "ركيستون"والطبيب المأجور ماليط،وبلغ عدد جرحاهم فيها سبعين جريحا.وقد أعطى القبطان كوربي والكولونيل فوانو والجنرال كيوم والماريشال ليوطي في أمره العام،وكذا أسماء مجموعة كبيرة من الضباط والجنود الذين شاركوا فيها،بل أن البعض منهم عند حديثه عن هذه المعارك فإنه يتحدث عن محنة سيدي علي بن ابراهيم بالنسبة إليهم.ومن بين هؤلاء القتلى القبطان ركيستون والطبيب الماجور المساعد ماليط وضباط الصف: رافيي- كانو- بيان- ليونس والجنود: جنيست، أكوستيني،بينو،فانطانيل،كانو،بيان موسى تراوري،بكاري تراوري،فرانطونا،بيو،ضوضي سيري، فرانسوابوكام،تيسو أوجين، تيربوا،بامبا ساونكو،بوسو،نسدجي ديارا،مديي ديارا،كيندو،أوكوندو،مامادي سيسي،علي باو، دامبا سيسيكو،.وكما يلاحظ فإن مجموعة من هؤلاء القتلى من جنسية سنغالية. أما الضباط الذين شاركوا في هذه المعارك فكان من بينهم قائد الفوج الفرنسي الرابع مشر مارتي والقبطان صالا والقبطان كوبار والقبطان ريشارد ديفيري وملازم الاحتياط بلوت والطبيب الرئيسي مورو والملازم الأول كار والقبطان ريفيروالقبطان جيكودون والقبطان باري والملازم جيل والكولونيل دوديف والقبطان جوليت وغيرهم كثير من الضباط وضباط الصف والجنود من فرنسيين وجزائريين وسنغاليين وما يسمى باللفيف الأجنبي. والجدير بالملاحظة في هذا لصدد أن المرأة الأزيلالية شاركت إلى جانب أخيها الرجل في هذه المعارك ، ولم تكن هذه المشاركة مقصورة على على فئة معينة من النساء بل كانت هناك الفتاة والمرأة الشابة والمرأة العجوز كما لاحظ ذلك القبطان كوربي خلال مرافقته لحركة مانجان وهو يغزو جنوب المغرب في سنتي 1912-1913 حيث سجل بأنه وجدت من بيت قتلى المجاهدين في معارك سيدي علي بن ابراهيم فتاة في سنتها 13 كانت وسط المحاربين زامرأة مسنة ومعها في جمالتها مزودة مليئة بالرصاص(13). وأمام هذه الصدمة القوية عند قدم جبال أزيلال تراجعت قوات الاحتلال ولم تعد إلى منطقة سيدي علي بن ابراهيم إلا في أواخر سنة 1915 أي بعد مرور حوالي ثلاث سنوات بعد أن استرجعت أنفاسها واستجمعت قواها ولكن دون أن تجرؤ على بسط نفوذها على هذا الموقع واختراقه إلا في أواخر سنة 1916 بعد أن عززت سلاحها الأرضي بالسلاح الجوي الذي استخدمته بسخاء عبر مجال منطقة أزيلال. معركة يوم 26 نونبر 1916 بمنطقة الدير : هاجمت الفرقة المتنقلة لتادلة بقيادة الكولونيل أوبير ومساندة أنصارها من بني موسى وفرقة الكوم لدار ولد زيدوح يوم 26 نونبر 1916 قرى بني عياط بتيزكي وإيفرغس عقابا لهم على هجومهم يوم 18 نونبر 1916 على دواوير الكرازة بسبب استسلامها. وحسب المصادر الفرنسية فإن هذا الهجوم خلف 150 قتيلا في صفوف بني عياط الذين كانت تؤازرهم حسب مراسل جريدة السعادة قبيلة آيت عتاب ، في حين أن خسائر قوات الاحتلال لم تتجاوز حسب نفس المصدر 4 قتلى و18 جريحا(14). معارك الزمايز بخميس آيت مصاض - أكتوبر- نونبر 1916: في أواخر شهر أكتوبر 1916 غادرت الفرقة المتنقلة لمراكش بقيادة الجنرال دولاموط تساندها حركات المدني الكلاوي وعبد الله أوشطو قائد هنتيفة الجبل وصالح أوراغ قائد هنتيفة السهل موقع تنانت في اتجاه خميس آيت مصاض، بالقرب من الحدود الفاصلة بين قبيلة هنتيفة وقبيلة آيت مصاض وبالضبط في الممر المعروف بالزمايز اصطدمت هذه الفرقة بمجاهدي القبائل المجاورة وفي طليعتها قبيلة آيت مصاض وآيت عتاب وآيت بوزيد وهنتيفة وآيت مازيغ وآيت إصحا وآيت عطا نومالويتقدمهم شيخ الزاوية الحنصالية سيدي محا الحنصالي،وذلك يوم 29 أكتوبر 1916. وتؤكد المصادر الفرنسية وكذا الرواية الشفوية بأن هذه المعركة كانت من المعارك العنيفة التي واجهت خلالها قوات الاحتلال مقاومين متفوقين من حيث العدد وشرسين جدا،وقد تطورت فيها الاشتباكات إلى المواجهة جسما لجسم.ولوحظ من بين ضحايا قوات الاحتلال فيها الرقيب "برنار" قائد كتيبة الخيالة الذي توفي متأثرا بجراحه والملازم "ألفريد جورج روطمان" الذي جرح وغيرهم. وفي تغطيته لأخبارهذه المعركة كتب مراسل جريدة السعادة الصادرة في 7 نونبر 1916 ما يلي :" فصادفت الحملة النقالة (أي الفرقة المتنقلة) في 29 أكتوبر جموعا من آيت بوزيد وآيت عتاب وآيت مساض عند سفح الطريق الذاهبة نحو واويزغت ووادي العبيد ، فدار فدار القائد المدني الكلاوي على ميسرة الجموع المذكورة وشد عليها الخناق برجاله وخيله، فنفر العصاة وشمروا للهروب ، فانهالت عليهم القنابل من المدافع ن وسارت القوات في أثرهم فقتلوا وجرحوا منهم ما يزيد على المئات عدا، وفي اليوم الثانيوصلت الحملة إلى خميس آيت مصاض وأقامت هناك ثلاثة أيام بنت فيها أمكنة الخفارة العسكرية"(15) وقد تغنت نساء المنطقة وقتئد بهذه المعركة كما احتفظ لنا بها الترجمان العسكري الفرنسي كولياك. ومن بين هذه الأغاني الأغنية التالية التي كانت ترددها نساء إيباراغن بعد احتلال هذا الموقع ن وهذه ترجمتها من الفرنسية : من حضر الزمايز عندما اقتحم الفرنسيون كان الزمايز كله قنابل وغبار عند مدخل الممر شكل مشاتنا سدا ولكنهم اقتحموا الغابة ن وغادرت الجرأة صفوفنا قتلت الجياد وسقط المشاة وكذلك الرجال ذوو البرانس الصوفية استولى النصارى على الممر ن وأطلقوا وابلا من الرصاص انكسر الحاجز، وجرف السيل كل شيء أمامه فيا أيها الزمايز، من كنت تساند عندما جاءوا بما أنكم تمكنتم أيضا النصارى من هزم المجاهدين مرحى لكم بوستة وأوتموندة وعامر بن علي مرحى لكم منصور، لقد ضربتم بضراوة مرحى لكم بوعمرة، لقد عدت لي بالغنيمة استوليت على جواد وسيف من هؤلاء الكفار(16). ونلمس نوعا من المرارة التي شعر بها سكان آيت عبد الله إحدى فرق آيت مصاض من خلال الأغنية التالية التي جادت بها قريحة نسائهم على إثر هذه المعركة : العطاري يرافق العتابي، هناك البوزيدي هناك المازيغي والإصحاوي، كل واحد أتى برجاله اشتريت الرصاص والبارود، الكل في حوزتي أرغب فيك يا جهاد، القبائل في مساندتي أوشطو يرافقه أوراغ، هناك الكلاوي هناك الرجل صاحب القبعة، ما أكثر الرجال ذوو الخيام من تالموضعت ، يقنبلون الممر يطلقون الرشاشن أقوا : ليس سوى من أجل زرع الرعب غير أن فرساننا يسقطون ن إنه الرصاص في الحقيقة يتسلقون "إيسك نيزمار" هاهم يطلقون النار على أزيلال أنا راحل يا عائشة ، أهرب إلى المرتفعات هناك يقال إن المخازنية يستولون على كل ما يجدون أخدوا حليبي وفقدت ملابسي ? لماذا أتوتا? وأنا ماذا أخدت إذن للفقيه لماذا جاءوا بهؤلاء النصارى الذين كانوا يخيفونني خضع سكان أفخفاخ، وخضع سكان إيباراغن خضع سكان أزيلال، واستسلم الرجال ذوو الرانس الصوفية أتى الجنرال وقدمت له الهدية كما تقدم لشريف جعلنا منه سلطاننا الذي تجب طاعته(17). وعرف شهر نونبر 1916 عدة مواجهات بين الفرقة المتنقلة لمراكش وبين قبائل المنطقة من أعنفها معركة يوم 4 نونبر 1916 التي خاضتها قبيلة آيت بوزيد من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة الثامنة ليلا،ومعركة يوم 6 نونبر 1916 التي خاضتها قبيلة آيت عتاب ضد حركة المدني الكلاوي بقيادة القبطان شاردو ، ومعركة يوم 10 نونبر 1916 التي خاضتها قبيلة آيت أوكوديد.وقد سقط عدد من قوات الاحتلال في هذه المعارك أمثال "لويس لورزاني"من الفيلق السادس والجندي الصديق بن محمد من فرقة الكوم. وقد تغنت نساء آيت عتاب بالانتصار الذي حققه مجاهدو هذه القبيلة يوم 6 نونبر 1916 على حركة المدني الكلاوي في الأغنية التالية : يا الكلاوي يا صاحب الحمالة كم كنت منفعلا بالله عليك بدون صاحب المدفع كنا خطفناك يا صاحب المدفع في توسلي إليك لا اطلب منك أكثر من أن تتركنا وشأننا لنرى هذا الفقيه، من أين أتته هذه الكفاءة زوده بالبنادق وزوده بالرصاص ولكن أسكت مدفعك سنثبت لك من منا أكثر خفة في المعركة هل هو أم نحن مرحى لمشاتنا لقد كانوا للفقيه حرقة في القلب(18). معركة بوصالح بقبيلة آيت عتاب يوم 2 دجنبر 1916: بعد احتلال الموقع الذي يحمل اليوم اسم أزيلال اتجهت الفرقة المتنقلة لمراكش والتي تساندها حركات المدني الكلاوي وعبد الله أوشطو وصالح أوراغ إلى قبيلة آيت عتاب شمالا عبر وادي "ميات"عند قدم جبل نومعراض وذلك صباح يوم 2 دجنبر 1916. وكان مجاهدو المنطقة والمتكونون بالخصوص من قبيلةآيت عتاب وقبيلة آيت بوزيد قداتخذوا الاستعدادات اللازمة لمواجهة قوات الاحتلال الزاحفة نحوهم.وفعلا تمت المواجهة في الموقع المعروف ب"بوصالح" فوق تراب آيت عتاب، ودامت من الساعة الثمنة والنصف صباحا إلى الساعة الخامسة والنصف مساء أي مدة تسع ساعات.وبشهادة الفرنسيين أنفسهم فإن زعيم مجاهدي المنطقة الخاج صالح العزمي العتابي قد قادالمعركة بمهارة فائقة واستخدم بعناية طبيعة الأرض ، وأتناء احتدام المعركة تلقى المجاهدون دعما من القبائل المجاورة قوامه 400 مجاهد من مشاة وفرسان.غير أن قوات الاحتلال قد حسمت في هذه المعركة بالاستخدام المكثف لمدفعيتها. ومما يؤكد ضراوة هذه المعركة أن خسائر العتابيين وجيرانهم فيها بلغت اعتمادا على المصالح الفرنسية في يوم 2 دجنبر 1916 وحده 150 شهيدا ، في حين أن قوات الاحتلال خسرت 6 من القتلى و 21 جريحا من بينهم ضابطان. وقد لخصت جريدة السعادة الصادرة في يوم 12 دجنبر 1916 وقائع هذه المعركة كالتالي:" وكانت حملة مراكش في ثاني دجنبر على بوصالح في حدود آيت عتاب وآيت بوزيد ، ومحلة بوصالح المذكورة واقعة على تسع كيلومترات شمال أزيلال ، تشرف على جميع تراب آيت عتاب محصنة ممنعة، فاقتضى نظر الجنرال دولاموط أن يدك تحصيناتها ويفرق ما اجتمع فيها من عصاة، فناشب جموعها القتال عند الساعة الثامنة والنصف،وظلت المعركة محتدمة حتى المغيب،وطردت الجنود العصاة في الآكام الكائنة هناك برؤوس الحراب، وعند المغيب أقبلت نجدة على العصاة قوامها 400 فارس فقابلتها المدافع فشتتتها شذر مذر، وبعدئذ أقبلت جماعة إيقادوسن ،وهي تمثل نصف سكان القبيلة، وطلبت الأمان، زظلت الحملة في ثالث دجنبر في بوصالح ، وقبلت طاعة آيت بوزيد وآيت مازيغ.وكانت خسائر العصاة في المعركة 150 قتيلا ما عدا الجرحى"(19). وفي يوم 2 دجنبر 1916 كذلك اصطدمت الفرقة المتنقلة لتادلة يقيادة الكولونيل أوبيرمع مجاهدي آيت عتاب في ممر تيزي على الحدود ما بين آيت عتاب وارفالة حيث ذهب عدد من العتابيين ضحية هذا الاصطدام أمثال الحاج العربي من أولاد امعمر بأسمسيل، وإذ لم تلاحظ أية مواجهة بين سكان قبيلة آيت عتاب وبين قوات الاحتلال بعد يوم 2 دجنبر 1916 فوق ترابهم سواء عبر خط تاونزة - تامريغت- آيت يحي- من جهة أو من ارفالة إلى آيت يحي عبرالشعبة الطويلة وأولاد امعمر وتسقي، فذلك أن ممثلي هذه القبيلة قد دخلوا في مفاوضات مع تلك القوات التي التقت فصائلها القادمة من مراكش ومن تادلة يوم 5 دجنبر 1916 في أربعاء مولاي عيسى بن إدريس في فلب آيت عتاب. وقد دار جزء من هذه المفاوضات بين الفرقة المتنقلة لتادلة ومجاهدي إيقادوسن في المكان المعروف باسم فم الزاوية في تسقي(20)،في حين أن المفاوضات النهائية كانت يوم 7 دجنبر 1916 بأزيلال مع الجنرال دولاموط وبمشاركة 400 مندوب عن قبيلة آيت عتاب(21)،وكانت نتائجها استسلام سكان قبيلة آيت عتاب. وقد تلقت قبائل المنطقةانهزام إخوانهم العتابيين بمرارة كبيرة،فهذه نساء قبيلة آيت بوزيد تلمن في أغنيتهن التالية سكان قبيلة آيت عاتاب: ياابن العتابية، كان لك مع ذلك حق استعمال الرزة إن تخاذل آبائك جعلك تغطي رأسك بالقبعة خضع آيت عتاب ، إنكم أولاد الجنرال فبلماذا إذن تدعون بأسماء "موحى" و"باسو" يا شيخ علي (22) بالأمس كانت رايتك الحمراء ترفرف والآن طويتها ، إنها خجولة منك لأنك خائن ، نسيت النبي من أجل الرومي وهذه نساء آيت أوكوديد تعبرن عن شعورهن بمرارة استسلام إخوانهم وجيرانهم آيت عتاب في الأغنية التالية : عاد صاحب القبعة ولم يهزمك يا باسو غدا يقال مع الفجر سيرحل ويحكم سكان آيت عتاب، إنكم أنتم الذين يستهدفون يعبرون غابة "ميات" وإلى بوصالح ينظرون في بوصالح تدوي القنابل مثل الصاعقة مثل الصاعقة تدوي القنابل، لدي رغبة في البكاء كثل البرد هناك، تتفرقع الرشاشة لقد نقلوا رعدهم إلى آيت عتاب يا دحو تتجاوب مع طلقاتهم طلقات، يقال معركة بين الثيران إن آيت عتاب "رجال" والرجل صاحب القبعة ليس جبانا انهزم العتابيون ، ويفرون عبر الوادي يا عائشة، لقد أبادت القنابل الرجال دوي البرانس الصوفية وما أقوى يافيات الرجل صاحب الخيام في الحقيقة إنه قوي، سيخضع الجميع عندما نزلن قدمتم له الهدية يا آيت عتاب قدمتم الهدية إلى البزيوي وتطيعون أوامره تطأطئون رؤوسكم أمامه وتقولون له" سيدي" بل يقال أنكم قمتم بتشييد برج له الأفضل أن يعدم الإنسان بالرصاص من أن يخضع(23). أما سكان آيت عتاب فقد اضطروا إلى قبول الواقع الجديد ن وهذت ما تعبر عنه الأغنية التالية التي روى كولياك أيضا أن نساء آيت عتاب كن يرددنها جوابا عن الأسئلة السابقة. تماما أنا تحت أوامر الحاكم أساند رجل القبعة ولست خجولا منه لن يأخذ مني شيئا، ولن يطلب أبدا أي شيء يساند الأخيار، ويحارب الأشرار عنده مدافع وقنابل وفرسان ياللع عليك يا حاكم أنزل جنودا على هؤلاء الرجال سيأكلون شعيركم يا آيت بوزيد سنحل عندكم في الخامس عشر من شهر مارس وسترى يا أخي ، يا ميمون، كيف تتفرقع القنبلة وكيف لا تنفع الدار مع القنبلة وكيف تقع عليك في مخبئك القنبلة في عمق الشعبة كأمنا قذفتك بها يد البشر لم يكن في وسع آيت عتاب إلا الخضوع فماذا يمكن إذن أن يفعل آيت بوزيد(24). غير أن ذلك لا يعني أن العتابيين قد استقبلوا قوات الاحتلال بالأحضان، بل أن هذا الاستقبال كان باردان كما لاحظ ذلك الطبيب الرئيسي للوحدة الصحية المرافقة للوحدة المتنقلة لتادلة ، علة مستوى فم الزاوية بتسقي(25). وحتى الحيوانات كان لها موقفها الرافض للاحتلال وعزوفها عن التعامل معه، واسمحوا لي أن أنقل لكم بالحرف قصة كلب وقط مع أحد ضباط الصف الفرنسيين في بوصالح بعد ساعات قليلة من انتهاء معركة بوصالح يوم 2 دجنبر 1916 كما رواها هذا الفرنسي نفسه وهو "جان لويس" الذي كان يقوم بالتغطية الصحافية للحملة وينشر روبورتاجاته أوى بأول في جريدة "لافيجي ماروكان". يقول جان لويس في قصته وهو يصف محتويات إحدى القصبات التي غادرها أصحابها في بوصالح،تهدمت معظم مبانيها نتيجة للقصف المدفعي :" لم تغب عن نظري أية زاوية منها، وأمام آخر غرفة زرتها توقفت مندهشا، لقد بدا لي أن شيئا في إحدى الزوايا يتحرك، وبسرعة أشعلت عودا آخر للثقاب، لقد استنفدت علبتي كاملة لأنظر جيدا ، تصوروا ماذا وجدت.إنه جرو منطوي على نفسه ، لم يرد مغادرة منزله الذي تعرض للقصف، واضعا بين رجليه قطا صغيرا يخفي رأسه في حضن رفيقه لكي لا يرى ولا يسمع شيئان حيوانان مسكينان. بكل لطافة أمسكت بالقط وداعبته تم وضعته على الأرض فاغتنمها فرصة للالتحاق على الفور بمخبئه الجميل بين أرجل رفيقه الدافئة. حاولت أن آخذهما معا حتى لا يموتا هناك ربما جوعا ن وربما بفعل انهيار أعمدة السقف التي يحركها هؤلاء العمالقة السنغاليون بكل قواهم (من أجل استخدامها في التدفئة) وذلك اعتبارا للصداقة الحميمة التي تربط بينهما، ولأنهما ظلا وفيين للبيت المهدد، وحتى لا يتحملان عواقب الغضب البشري، غير أن الكلب كشر عن أنيابه ليعضني غير آبه بما يعبر عنه صوتي من ملاطفة شديدة، فباء كل إحساسي الرقيق بالفشل أمام إرادته وكأنه يقول لي : (امض إلى حال سبيلك ،وإننا في غير حاجة إلى عطفك ولطفك، ودعنا نموت مع هذه الدار التي أحببناها)، وفي وقت متأخر من نفس الليلة عدت لتفقدهما، حوالي منتصف الليل، فوجدت جانبا من الدار قد انهار ووارى تحت أنقاضه الصديقين معا وهما حيان"(26). فعلا إنه منطق غريب هذا الذي تتعامل به قوات الاحتلال وتجسده هذه القصة ، عطف وشفقة إلى أبعد الحدود على حيوانين بسيطين ن وقسوة ما بعده قسوة على بني البشر الذين ما تزال 150 جثة من جثتهم متناثرة حول بطل هذه القصة مع كل المآسي الناجمة عنها. ولكن كما قيل " قتل قط جريمة لا تغتفر، وقتل شعب قضية فيها نظر". المواجهات الأولى العنيفة مع سكان آيتا محمد وآيت بوكماز فوق ترابهم في سنة 1918: استؤنفت المواجهات بين سكان آيتا محمد وآيت بوكماز وآيت عباس بزعامة شيخ الزاوية الحنصالية سيدي محا الحنصالي الذي تؤازره عناصر مهمة من القبائل التي تدور في فلك نفوذه الروحي وبين الفرقةالمتنقلة لمراكش بقيادة الجنرال دولاموط ومساندة حركات قبائل المنطقةالخاضعة وفي طليعتها حركة كلاوة وهنتيفةوآيت عتاب في صيف 1918 (يوليوز وغشت 1918) فوق تراب هؤىء السكان. وقد ذكر الأمر العام رقم 105 الصادر عن الجنرال ليوطي بتاريخ 29 شتنبر 1918 بأن العمليات التي قامت بها الفرقة المتنقلة لمراكش في نهاية شهر شتنبر 1918 كانت تهدف إلى التأثير على آيتا محمد وآيت عباس واسترجاع المواقع التي احتلتها حركتهم في سنة 1917 وتأمين الطريق الرابطة بين تنانت وأزيلال لتسهيل الاتصال مع القبائل المستوطنة في الجزء الجنوبي من المنطقة. وقد تمكن مجاهدو المنطقة من وقف زحف هذه القوات ومن تكبيدها خسائر مهمة في الأرواح والعتاد في بويحي وتيسا وغيرهما من المواقع التي كانت مسرحا للمواجهات. ومن بين قتلى الجيش النظامي لقوات الاحتلال ضابط الصف"كالانديني أنجي" والجندي" بارلاغي فيريري ألبير" وجرحاها اليوطنان "كوديو بيير"والملازم الأول"موريس فاسور".وكانت خسائر القوات المساندة لها في الأرواح أجسم ، ويكفي أن نستدل على ذلك بقتل عبد المالك الكلاوي الذي كان يقود حركة كلاوة والذي أصابته رصاصة اخترقت بطنه في بويحي، ولم تنفع معها الإسعافات الأولية التي قدمت له وهو في طريقه محمولا إلى تنانت. وقد تلقى والده المدني الكلاوي هذا الخبر بحزن عميق ن ولا يستبعد أن تكون هذه الفاجعة هي السبب في وفاة هذا الأخير بدوره لأنه توفي بعد ذلك بثمان وأربعين ساعة،كما تركت هذه الوفاة نوعا من الارتباك والدهشة في نفوس قوات الاحتلال وعلى رأسها الجنرال دولاموط (27). وقد لخص اليوطنان كولونيل فوانو من منظوره مراحل هذه المراجهات كالتالي:"منذ ربيع سنة 1918 نزل سيدي محا الحنصالي عند آيت بوكماز وطلب مساعدة خدامه آيت عطا في الصحراء،في هذا الوقت تكونت حركة معادية لقوات الاحتلال في اتجاه ولتانة ودمنات.وأمام هذه الوضعية اضطر الجنرال دولاموط بأن يجمع قواته في منطقة أزيلال،وفي 20 يوليوز 1918 تمركزت 13 سرية وفرقتان اثنتان وثلاث بطاريات وحركات كلاوة وهنتيفة وآيت عتاب على مقربة من تسليت، وتوجهت الفرقةالمتنقلة مدعمة من لدن الحركات المساندة إلى برنات،وفي يوم 22 يوليوز 1918 لم يبد العدو سوى مقاومة ضعيفة في تايزلتن تم سارت الفرقة نحو إيغي نلبن وفي يوم 30 يوليوز 1918 طردت بسهولة العصاة، وفي مقابل ذلك ن وفي الجناح الأيسر بالغابة المجاورة لبويحي تراجعت حركة كلاوة التي انظم إليها المدني الكلاوي فهزم الخصم ن إلا أنه فقد ابنه عبد المالك الذي أصيب بجروح قاتلة"(28).وبطبيعة الحال فإن الكولونيل فوانو يقصد ب"الحركة المعادية " و"العدو" و"العصاة" و"الخصم" مجاهدي المنطقة. وفي تغطيته لمراحل هذه المواجهات قال مراسل جريدة السعادة الناطقة باسم سلطات الحماية:" وأفادت أنباء من مراكش أن الحملة النقالة نزلت في برنت حتى 30 الماضي(أي 30 يوليوز 1918) بدون بارود،ثم سارت تشد عضد المحلات المخزنية وهي محلات كلاوة وانطيفة وآيت عتاب ، وقصدت بلاد آيتا محمد على 5 كيلومترات من برنت،وكانت في الثاني من الجاري(أي غشت 1918)في تيسة على 8 كيلومتر جنوبي أزيلال.ومن الأسف الشديد أن ثمن هذا النجاح كان بدم المأسوف على شبابه البطل المغوار السيد عبد المالك نجل الفقيه المدني الكلاوي خليفة والده في دمنات......وموت المأسوف عليه المرحوم عبد المالك الكلاوي خسارة جسيمة على المخزن وعلى الحكومة الحامية لأنه كان يقتدي بأبيه الكامل العاقل متفانيا إخلاصا في سبيل نشر الأمن ومد نفوذ السلطان الأعظم،فلسوف يظل ذكره في تاريخ الإنسانية ويكتب بين أسماء الأبطال(29).فإذا كانت هذه أوصاف من كان يحارب إخوانه إلى جانب قوات الاحتلال فماذا بقي أن نقول عن المجاهدين الحقيقيين . إنه منطق المستعمر مرة أخرى. معركة واويزغت- شتنبر 1922: بعد المواجهات التي تمت بين قوات الاحتلال وبين مجاهدي المنطقة في النصف الأول من شهر شتنبر 1922 فوق أراضي آيتا محمد وآيت بوكماز والتي انتهت باحتلال بويحي ، اتجهت الفرقة المتنقلة لمراكش بقيادة الكولونيل نوجيس بعد أن استجمعت قواها في أزيلال والفرقة المتنقلة لتادلة بقيادة الكولونيل فرايدنبرغ انطلاقا من بني ملال تحت إشراف قائد العمليات الجنرال دوكان إلى مركز واويزغت عبر بين الويدان حيث دارت بين الطرفين معارك طاحنة انتهت باحتلال مركز واويزغت يوم 26 شتنبر 1922 مقابل خسائر مهمة فيس الأرواح والعتاد من الطرفين معا. وهكذا فقد كانت خسائر قوات الاحتلال في الأرواح حسب المعلومات التي أدلى بها بها الفرنسيون أنفسهم كالتالي: الفرقة المتنقلة لمراكش :21 قتيلا من بينهم ضابط واحد هو الملازم "سافاري دوبوركان" و75 جريحا من بينهم ضابط واحد، الفرقة المتنقلة لتادلة : 11 قتيلا و60 جريحا من بينهم 3 ضباط. ومن بين هؤلاء القتلى والجرحى 8 فرنسيون منهم ضابط واحد و4 طيارين و14 جريحا من بينهم 4 ضباط. وجاء ضمن الأمر العام 338 الصادر عن الجنرال دو ديفزيون "كوتيز" باريخ 19 أكتوبر 1922 أن من بين أسماء هؤلاء القتلى ضابط الصف "أكوافيفا" وضابط الصف "شابان أميدي". أما قتلى وجرحى الحركات التي كانت مساندة لها بين الفرقتين فقد كان عددهم كالتالي: حركة كلاوة : 43 قتيلا و115 جريحا، حركة هنتيفة وحركات آيت أوتفركل: المرافقتان للفرقة المتنقلة لمراكش : 17 قتيلا و51 جريحا، الحركات المرافقة للفرقة المتنقلة لتادلة : 10 قتلى و34 جريحا(30). أما عن الخسائر البشرية لمجاهدي المنطقة فلا شك أنها كانت مهمة،ولتكوين فكرة شمولية عنهابالرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة ن تجدر الإشارة إلى أن محمد المعزوزي وهاشم العلوي قد أوردا قائمة بعدد من شهداء واويزغت خلال هذه الفترة ن وتتكون من 35 شهيدا أمثال برشي أولعباس، وموحى أوبراهيم نايت حمر،وموحى أوعلي وأخلف أوزايد،وبن صالح نايت بوتساروت،ورزانايت بوتساروت من فرقة إحتاسن،وموحى بن لحسن ،ولحسن أبا سعيد من فرقة إغرم سرغين، وسكور،وأوصالح،وعائشة عبو من فرقة آيت سيدي امحند،وحدو نايت الغازي، وموحى أوموح من فرقة آيت واعزيق،واوراحبة أحدو نايت أولخميس من فرقة اسيمور،وموحى أوزايد أومعسو،وحدو أكعلي، وموحى أوعوراي من فرقوة تلكلفت،وموحى لحبيب،وسيدي محند نحنصالن من فرقة زاوية سيدي علي،وأعلام نايت أوغوط من فرقة آيت شريبو، وزايد نايت الشريف،وبلحسن من فرقة إعمومن،وإيشن،وصالح نايت أولاهي من فرقة آيت سعيد إيشو ، وأمصاد نايت الغازي من تباروشت وغيرهم (31). وبالنسبة للخسائر المادية فإن الثقل الذي نزل به الطرفان في هذه المعركة كما تم إبراز ذلك في المبحث الأول يوحي بأن الخسائر ستكون جسيمة.وفي غياب أي جرد لهذه الخسائر من الطرفين معا على حد علمنا تكفي الإشارة على سبيل المثال إلى أن قوات الاحتلال قد فقدت في هذه المعركة إحدى طائراتها التي تمكن مجاهدو المنطقة من إسقاطها وإن كانت هذه القوات ترجع سبب سقوط هذه الطائرة إلى حادثة عادية (32)، وإلى أن سكان مركز واويزغت قد تركوا كلهم منازل سكناهم فارغة إلا من شخصين اثنين كما سبقت الإشارة إلى ذلك(33)، وفروا إلى الجبال المجاورة، ولاشك أن هذه الهجرة الجماعية وفي مثل هذه الظروف ستترتب عنها وحدها خسائر مادية مهمة لهؤلاء السكان. كما أن مفاجأة قوات الاحتلال بفراغ المركز وجلاء أهله عنه بالرغم من إمكانياتهم الكبيرة من طائرات ووسائل الاتصال والمواصلات يدل على أن مجاهدي المنطقةلم ينهزموا في المعركة وإنما فضلوا تغييراستراتجيتهم ،وكان لهم الوقت الكافي لتغيير مواقعهم ولنقل صغارهم وشيوخهم وحيواناتهم مع ما تيسر لهم من أمتعتهم إلى الجبال المجاورة،وهذا ماأكدته الأيام لأن صمود هذه الجبال المجاورة في وجه قوات الاحتلال قد دام حوالي 11 سنة بعد ذلك أي إلى سنة 1933 مع ما تخلل هذه الفترة من معارك عنيفة سنحاول من خلال الفقرة الموالية أن نعطي فكرة عنها. معارك تيلوكيت نايت إصحا والمنطقة المجاورة لها في صيف سنة 1932: إن احتلال قبائل آيا إصحا وما جاورها من بلاد آيت عطا نومالو وآيت سخمان والقصور الواقعة على الطريق المؤدية إلى الصحراء قد تطلب من قوات الاحتلال إمكانيات بشرية ومادية كبيرة ومدة لا يستهان بها من الزمن أي من أواخر سنة 1922 إلى سنة 1933. وهذا ما يؤكد أن مقاومة سكان المنطقة كانت عنيفة.وكما هي العادة في احتلال مواقع أزيلال – آيت عتاب ومنطقة بين الويدان وواويزغت ، فقد توجهت قوات الاحتلال صوب هذه المنطقة من واجهتين اثنتين : واجهة أزيلال بواسطة الفرقة المتنقلة لمراكش ، وواجهة بني ملال بواسطة الفرقة المتنقلة لتادلة،وذلك بتنسيق مع قواتها العاملة في الصحراء وعلى واجهة مكناس.وكانت هذه الفرق مدعمة بأحدث ما توصلت إليها التكنولوجيا العسكرية الفرنسية وقتئد وتحت قيادة جيش عرمرم من الضباط الكبار الححاملين لرتبة جنرال أو الذين ارتقوا إليها فيما بعد، ومن بين هؤلاء الضباط الذين شاركوا في المعارك التي عرفتها هذه المنطقة خلال المرحلة المذكورة نذكر على سبيل المثال لا الحصر الجنرال دوبريكاد فرانسوا ماري جول،والجنرال دوبريكاد هانوط،والجنرال دوبريكاد كاترو، والجنرال دوبريكاد كودو،والجنرال دوبريكاد دولوسطال،والجنرال دوبريكاد راموند،والكولونيل جوزيف ماثيو ، والكولونيل جان هنري بوكيي،واليوطنان كولونيل راكت برانكاز فرانسيسك سيليستان، واليوطنان كولونيل ألكسندر برناي، والقبطان جوبلاند إدموند، والقبطان بوايي دولاتور،والقبطان رويلانبول ماري ، واليوطنان ألكسندر مارسيل جول ، وواليوطنان بيير كاتيي، واليوطنان دابيليني، واليوطنان بن شعبان أحمد بن محمد، واليوطنان بيرتيو بيير ماري بول، واليوطنان هوري روبير أوجين هنري ماري، واليوطنان كاسطين بيير فرانسوا ميشو، واليوطنان تورنيي أندري ، واليوطنان لويس كلير ، واليوطنان دار جيمول ، والقبطان فولجين، والقبطان لويس ماري ، واليوطنان ماري ميشيل، واليوطنان بوفي دوفلورياي، واليوطنان جان فرانشي، والقبطان جوزيف جان بابتيست باريير ، واليوطنان بنسن بول لوي ماري جان فرانشي ، ورؤساء الكثائب دوبسي - فرانسوا مارسيل- أرمان- مرلان لوسيان- ماتيرن- وغرهم كثير. وقد شارك كل هؤلاء الضباط بقواتهم في المعارك التي عرفتها منطقة آيا إصحا خلال شهر مايو ويونيو 1932، وبالأخص معارك جبل إصاف–تيغرماتين-إيغيل وتيزي نخشان-إيزروالن-أكرن نتيجين -وادي أحنصال-تيلوكيت نايت إصحا- تالمست - تيزي نيغيل- القصور-إيسك نومالو- عبادين- تباروشت- آيت عبدي. كما كانت تساندهم حركات ضخمة من هنتيفة وآيت عتاب وآيت أوكزديد وآيت أوتفركل وآيا امحمد وآيات بوكماز ومن بني ملال وسهل تادلة وغيرها.وقد خلفت هذه المعارك خسائر مهمة في الأرواح من الجانبين معا.وهكذا فقد ذكرت بعض المصادر من بين جرحى الجيش النظامي الفرنسي في هذه المعارك ضباط الصف بوطيلا جوليو – براجسطون- جوزيف - روزي كاسطن- لويس برنار واليوطنان نويل . ومن بين قتلاهم من الحركات المساندة لقوات الاحتلال في معارك إزروالن: عبد الله بن ابراهيم بن باخلوق، موحى أمحمد نيفجيران من قبيلة هنتيفة، واحمد بن احمد نايت باحو،وعلي وامحمد، واممد بن محمد نيضرابن من قبيلة آيت أوكوديد، واحمد نوحماد بن واليم من آيت عتاب، وحمو بن الحسن نايت نايت تاغروت، ومحمد بن حمو الفطواكي، وحمو أوباسو نايت تاغزامت من قبيلة آيت أوتفركل. وفي معارك جبل إيصاف:أحمد بن عبد الله،وعلال بن عبدالرحمان،وومحمد بن احمد نايت الحسين،وسي اراهيم أبخوش،وسي الحسين بن ممد نايت خلوق من آيت عتاب،ومح بن يحييى من هنتيفة. وفي معارك أكرن نتيجين: علي واحمد ناي تعلان وعلي والحسين نايت خاش من آيت بوكماز،وبوعوش اوعدي نايت حدو، وحدو نايت بوزدو ، وموحى أعلي نايت امحمد أوعيسى من قبيلة آيت امحمد. وفي معارك آيت إصحا : العزيز بن محمد الهادي من آيت عتاب. وفي معارك وادي أحنصال: حمو أوعليأوزكير من قبيلة آيت أوكوديد. وفي معارك تيلوكيت نايت إصحا: محمد بن حمو الزين من قبيلة هنتيفة . وفي معارك تالمست : سعيد بن علي نايت بويشفن من آيت امحمد (34). وبخصوص خسائر مجاهدي المنطقة في الأرواح فقد أورد ممد المعزوزي وهاشم العلوي قوائم بأسماء 150 شهيدا من شهداء المنطقة خلال هذه المرحلة ، وينتمون إلى تباروشت أمثال: إبراهيم نايت تودة،ومحند نايت أوهواني،وسعيد أوحدو نايت علي أوحماد، وحدو نايت أومعو ، وموحى نايت يدير ، ويخلف أوموح نايت بومعة ، وسعيد اوموحا نايت علي ويشو ، وموحا نايت خويا لحسن وابراهيم نايت حدو أورحو ، وإبراهيم نايت أوصغار ، وموحى أوموح نايت بلحسن، وموحى ويشو نايت كضيش. وإلى آيت عيسى أمثال : أوعلي نكران ، وموحى أوسعيد نايت علوج، وموحى بن حساين ، وأوقشا ، واحماد أوخويا ، وموحى نمري ، وسعيد أومها. وإلى آيت ايسيمور أمثال : باسو أموح نايت العسري ، وحدو أبعليل ، ورابحة موحى أحمو نايت امحا ، وحمو تمزوارت ، ويوسف أوعلال . وإلى آيت حسين أمثال : وتاعينوظت ، وعحدو نايت حمو الحسين ، وموحى أوصالح، وحدو نايت باري ، وموحى أموح نايت خوياحمو،وسعيد نايت سعيد ،والهركو نايت علال،وحدو نايت كرما،ولحسن نتلوماش،والدوهو نايت تبراغت،وحمو نايت يماسي ،وسعيد نايت بوغلياس،وموحى أوعلي ويشو. وإلى آيت تمجوط أمثال: أولقليع ، وعلي نايا ابراهيم ، وكويزموكنيص نايت أوقامح ، وأوشاين ، وعلي ناي تحدو ، وإبراهين نايت أوقديم . وإلى آيت عبد الله أيوسف أمثال:سعيد نبوزكار ،ومحى ناي تحدو سعيد ومباركة ،وخمو نوباقاس،وموحى أوموح نايت واجميعت ،وسعيد أوعلي نايت أوزايد، وسعيد أوعلي ناي حدو. وإلى آيت يدير أمثال: موحى أبادريز،وحمو وبايوض، وحدو أوعلي نايت ورعي،وأوتابنيشوت،وأصرضور نوليلو. وإلى آيت آيت مازيغ أمثال : خاشون ، وحدو نايت أوكورد ، وحدو أوسعيد ، واحماد أمجوظ ، وموحى أوالعربي ، وإبراهيم أوحماد، وباسو نايت الكوش ، وزايد نموحند ، وعلي أوسخمان ،وعلي أحمز أوشقير ، واحماد أوحدو أوسعيد. وإلى آيت عبدي أمثال : محاد باسو ناي تشكو ، وباسو موحا نايت الصادق ، وموحى أمزين نايت باعليل ، وسعيد نومزيان نايت باعليل ، وسعيد نايت علي أوحمو ، وحدو ولغاشي نايت تاقبيبت ، وباسو وسعيد أومحا ، وعدي أوبراهيم نايت علي أوالحسين . وإلى آيت علي ويوسف أمثال : يوسف ورزيز، وغاجي ، وأزكوع نايت بوتعشوشت ، وموحى وحمو نايت يشو ، وموحى ومزين نايت غاجي ، وموحى ناي تحدو ، وأوشبان ، وسعيد أوعدو ، وأومدش ، وأوتقجا ، وبوهوش أوهاني، وبن علي نزكيط ، وموحى نايت صالح ، وحسين نايت باسو وحسين ، إبراهيم نايت باسو وحسين ، ويوسف نايت باسو وححسين ، وباسو وحسين نايت واعزيز ، وفارجا نايت جابا ، وحدو أوعمار. ومن آيت تمكة أمثال : سيدي أوسعيد ، وسيدي موحى وسعيد(35). يتضح مما سبق أنه أمام عدم تكافؤ العدد والعتاد في هذه المعارك اضطرت قبيلة آيت إصحا غلى الاستسلام لقوات الاحتلال في صيف سنة 1932، غير أن استسلامها لا يعني توقف المواجهات في المنطقة بل لقد استمرت الاشتباكات في نواحي وانزضين شرق وادي العبيد ، وفي تيغلغيت وتامت أكوديم ، وفي إيدرشي ، وفي تامروشت وتانوت برغ في أعالي نايت بولمان ، وفي تيغرماتين ، وفي جبل تمنارت ن وفي إيغيل نيخشان ، وشمال جبل إيسف، وفي هضبة إزروالن نوفي جبل تنكرفط، وفي تيزي نولاحو.وقد شاركت في هذه المعارك كل من آيت إصحا وآيت إيسيمور،وآيت مازيغ ,ىيت السري ، وآيت وانركي وآيت داوود وآيت بوايكنيفن ،حيث تكبد العدو خسائر جسيمة رغم قواته التي تتالف من عشرات الآلاف من الجنود المعززين بالمدفعية وأسراب الطيران(36). ونتيجة لذلك، فإن قوات الاحتلال لم تستطع أن تبسط نفوذها على جميع التراب الذي يتكون منه اليوم إقليم أزيلال إلا في سنة 1933. هل شارك اليهود الذين كانوا يستوطنون المنطقة في مقاومة قوات الاحتلال الفرنسي: سبقت الإشارة إلى أن اليهود كانوا يمثلون نسبة لا بأس بها من سكان منطقة أزيلال في المرحلة السابقة للشروع في احتلالها، وهذا ما يدعو إلى التساؤل عما إذا كان هؤلاء اليهود قد ساهموا في المعارك السالفة الذكر إلى جانب مواطنيهم المسلمين.إن المراجع التي وقفت عليها في إطار التهيئ لهذا البحث لم تجب صراحة عن هذا التساؤل، ذلك أن العلاقة بين هؤلاء اليهود وجيرانهم المسلمين قد أثيرت خلال المفاوضات التي أجراها ممثلو سكان قبيلة آيت عتاب يوم 7 دجنبر 1916في أزيلال مع الجنرال دولاموط ضمن الحوار التالي : -أحد العتابيين متوجها إلى الجنرال دولاموط : منذ تواجدكم بيننا،وقع ما وقع في كل مكان ن فاليهود أصبحوا متغطرسين، ويطمعون في التمتع بحريات لن يكون قريبا في مستطاعنا العيش بجانبهم ، إنهم يدعون بغير حق جميع الحقوق. - الجنرال دولاموط: إن اليهود شأنهم شأن كل واحد منكم ، رعايا الحكومة ،سيتمتعون،والحالة هذه ن بالحريات التي تتمتعون بها، ولكنهم مثلكم يجب عليهم أن يطيعوا الرؤساء المنتخبين(37). فلماذا هذا التوتر في العلاقات بين الطرفين في آيت عتاب على الأقل في هذه المرحلة.قد يكون بسبب علاقتهم مع سلطات الاحتلال ، وقد يكون لسبب أو أسباب أخرى.إن المعطيات التي نتوفر عليها الآن لا تسمح لنا بترجيح هذا الرأي أو ذاك. وعلى مستوى مركز واويزغت وبالضبط في يوم 26 شتنبر 1922 سجل "جوستاف بابان " في كتابه :"واويزغت الغامضة" أي جميع سكان هذا المركز قد غادروه عند دخول قوات الاحتلال إليه ولم يبق فيه سوى القائد ممد الذي يمثل المسلمين ومخلوف مالكا الذي يمثل اليهود كما سبقت الإشارة إلى ذاك، وهذا يعني أن الاتفاق كان حاصلا بين الفئتين على إخلاء المكان للعدو المشترك وبالتالي فإن مواجهة قوات الاحتلال كانت قبل ذلك منهما معا.كما أن فرارهما معا إلى الجبال المجاورة يدل على أن هناك خوفا من مباغتة العدو لهم في عقر ديارهم وعزما على أخد مواقع جديدة إلى جانب القبائل المجاورة لوقف زحفه واسترجاع ما وقع احتلاله كما حدث في نقط أخرى من هذه المنطقة نفسها مثل بلاد آيت امحمد وبويحي كما أسلفنا.ولو كان الأمر غير ذلك لبقي اليهود في منازلهم في مركز واويزغت خاصة وأن أي تصرف من هذتا القبيل لن يلقى من قوات الاحتلال إلا الاستحسان بل والتشجيع والحماية. أمثلة عن بعض الأبطال الذين برزوا في إقليم أزيلال خلال هذه الفترة : إن سكانا صمدوا في وجه عدو قوي لمدة تزيد عن 21 سنة لا يمكن أن يوصفوا كلهم إلا بالأبطال، إلا أن هذا الصمود ما كان له أن يتحقق على هذا الشكل إلا بفضل قواد وزعماء لهم ما يميزهم عن غيرهم من شجاعة نادرة في التصدي للعدو ومن مهارة فائقة قيادة العمليات وإفشال مخططات هذا العدو إلى جانب الدراية الكبيرة بخبايا طبيعة الأرض والحنكة في حسن استعمالها. ولا يخلو أي شبر من أراضي منطقة أزيلال من زعماء هذه ميزاتهم مثل صفاتهم. على أنه يجب أن نلاحظ في هذا الصدد أولا أن من بين هؤلاء الزعماء من قاوم الاستعمار في مرحلة أولى مقاومة عنيفة وخلق له متاعب جمة لفترات تخالف من زعيم إلى آخر،إلا أنه اضطر في الأخير إلى الاستسلام نتيجة الإغراء أو بعد أن أصبح مغلوبا على أمره،وقد يكون ذلك الاستسلام للسببين معا،لذلك ومن باب الإنصاف ينبغي أن لا ينسينا انضمامهم إلى صفوف قوات الاحتلال ومشاركتهم أحيانا في عمليات إخضاع إخوانهم،ما سجلوه من بطولات وملاحم قبل ذلك ، وهي المرحلة التي تعنينا عند الحديث عنهم كزعماء،وهناك فئة أخرى تولت زعامة قبائلها وقادت حركة مقاومتها ضد المستعمر دون أن متنكث العهد حتى لقيت ربها راضية مرضية.وهذه الظاهرة ليست خاصة بمنطقة أزيلال ، وإنما توجد لها أمثلة كثيرة في مختلف جهات البلاد، وما أكثر هؤلاء الزعماء من الفئتين معا على مستوى منطقة أزيلال بحيث لا يخلو أي جزء من تراب هذه المنطقة من أكثر من واحد منهم أمثال : • عبد الله أوشطو: قائد هنتيفة ، تزعم حركة هنتيفة خلال المواجهات الأولى ضد قوات الاحتلال فوق أراضي بني مسكين وبني موسى (38) قبل أن ينضم إلى صفوف تلك القوات . وكان الفرنسيون ينوهون بشجاعته وبقيمة حركة هنتيفة التي كان يتزعمها(39). • المقاوم ولعيد أوحساين: كان المقاوم ولعيد أوحساين ومن معه من مجاهدي آيت بوولي من بين المقاومين البارزين الذين تصدوا لقوات الاحتلال القادمة من مراكش والمدعمة بحركات المدني الكلاوي وعبد المالك الكلاوي من دخولها إلى المنطقة. وهكذا فبمجرد سماعه بدخول الفرنسيين إلى دمنات بدأ يستعد لمقاومتهم، وفي هذا الإطار عقد حلفا مع شيخ الزاوية الحنصالية سيدي محا وأتباعه من آيت سخمان وآيت مصاد وآيت بوزيد وآيت عتاب وهنتيفة، واستقر رأي الجميع على الزحف على دمنات(40). ولا شك في أن عملا في مثل هذا الحجم كان له أثره في الأخير احتلال منطقة دمنات وما جاورها من بلاد هنتيفة وآيت مصاد فضلا عن كونه يسد مرة أخرى اجتماع كلمة كافة سكان المنطقة من آيت سخمان إلى إينولتان على مواجهة القوات الغازية والحركات المساندة لها. • الحاج صالح العزمي : كان يتولى القيادة العليا لمجاهدي قبيلة آيت عتاب خلال مواجهتهم للفرقة المتنقلة لمراكش بقيادة الجنرال دولاموط في سنة 1916، وكما سجل ذلك أحد ضباط الصف الفرنسيين وهو "جان لويس" فإن الحاج صالح العزمي قاد معركة بوصالح يوم 2 دجنبر 1916 بمهرة فائقة واستخدم بعناية طبيعة الأرض. كما شارك في المفاوضات التي جرت يوم 7 دجنبر 1916 في أزيلال بين سلطات الاحتلال وممثلي قبيلة آيت عتاب . وخلال هذه المفاوضات توجه إليه الجنرال دولاموط قائلا:" وانت الذي تصرفت بشجاعة كبيرة ما قولك" . أجاب الحاج صالح العزمي : "اختارني إخواني لمحاربتك"(41). وقد أنعم عليه السلطان مولاي يوسف بن الحسن في سنة 1923 بالوسام العلوي الشريف. • المجاهد زايد أوبراهيم: من قبيلة آيت عطا نومالو بدائرة واويزغت ، تزعم المواجهات التي خاضتها قبيلته ضد الاحتلال إلى أن ألقي عليه القبض في إحدى المعارك، ولما مثل أمام القبطتن "بوايي دولاتور" الذي أصبح فيما بعد جنرالا فمقيما عاما لفرنسا بالمغرب قال له:" أولا تستحيي قتلت لنا ستة جنود فرنسيين وعلى رأسهم ضابط وجئت بوجهك أحمر " فأجاب زايد أوبراهيم : " إذا قتلت لكم ضابطا صغيرا لا تتجاوز قامته مترا وستة وستين سنتيمترا فإنكم قتلتم لنا رجالا لا تقل قامة كل واحد منهم على متر وثمانين أو تسعين سنتمترا" بهذه الصلابة من أسير في قبضة العدو تظهر شجاعة الرجال الذين لا تلين قناعتهم بالقوة رغم وقوعهم في شبكة العدو(42). • المجاد سيدي امحا الحنصالي:هو شيخ الزاوية الحنصالية بتاغيا على وادي أحنصال بمنطقة أزيلال أو زاوية أكوديم والتي يتكون أتباعها من آيت أكوديد وآيت أوتفركل وآيتا محمد وبعض الأفخاض من آيت عبدي وغيرهم. وتتلقى زيارات أي هدايا من أها أجرض ببني عياط ومن إخرخوضن بآيت عتاب وآيت ونير ببرنات وآيت عباس وآيت عطا الصحراء. حارب الفرنسيين من دخولهم إلى منطقة دمنات ، وفوق تراب هنتيفة وفي آيت تاكلا وممر الزمايز في سنة 1916، وفي نقط مختلفة من تراب آيت مصاض في آيتا محمد وآيت بوكماز وبويحي وكذا في منطقة بين الويدان ولاسيما خلال الفترة من سنة 1918 إلى سنة 1922. وقد كبد الفرنسيين والحركات المساندة لهم خسائر مهمة في الأرواح والعتاد وتكفي للدلالة على ذلك الإشارة إلى هزمه لحركة المدني الكلاوي وقتله لعبد المالك الكلاوي بآيت امحمد في سنة 1918، الشيء الذي تأثر له والده المدني الكلاوي الذي توفي بضعة أيام من بعده.وخلال مقاومته لقوات الاحتلال استطاع أن يضم إلى حركته معظم قبائل المنطقة من آيت مصاض وآيت عطا نومالو وآيت عتاب وآيت بوزيد وآيت مازيغ وآيت إصحا وآيت سخمان في نطاق الأحلاف التي عقدها مع زعماء هذه القبائل.كما تحالف مع زعماء قبائل نائية مثل محداش ولد فاسكا قائد آيع عطا الصحراء لوقف نفود الكلاويين في المنطقة.وفد استطاع أن يملي شروطه على قوات الاحتلال على إثر المفاوضات التي أجراها معها بكيفية مباشرة أو بواسطة الغير أمثال الشيخ موحى أوداود شيخ آيت عطا الصحراء ومحداش ولد فاسكا وأن يفرض عليها الهدنة لفترة معينة.وفي كل تحركاتها عبر تراب المنطقة كلانت قوات الاحتلال تحسب له ألف حساب،ولم يهدأ لها بال إلا بعد أن ضمته إلى صفوفها في سنة 1923 بتعيينه قائدا على قبائل آيتا محمد وآيت أوكوديد وآيت بوكماز وآيت بوبكنيفن وآيت مازيغ زإيحنصالن.وخلال نفس السنة وبالضبط يوم 26 شتنبر 1923 شارك في حفل الهدية إلى السلطان مولاي يوسف بمراكش(43). • المجاهد سيدي الحسين أوتامكة:هو شيخ فرع الزاوية الحنصالية بآيت تامكا في بلاد آيت سخمان والتي تمارس نفوذها على آيت عطانومالو وآيت سخمان وآيت بوزيد وعلى جزء من قبيلة آيت عبدين حارب الفرنسيين على رأس القبائل الخاضعة لنفوده في هضبة سقاط شرق واويزغت في سنة 1923.وفي مواجهته لقوات الاحتلال والحركات المساندةأبلى البلاء الحسن بشهادة الفرنسيين أنفسهم وذلك بتحالف مع شيخ زاويةأوكديم سيدي محا الحنصالي قبل استسلامه،وبعد ذلك مع القبائل المجاورة،وكبد العدو خسائر مهمة في الأرواح والعتاد.ولإبراز الدور الذي الذي كان يقوم به عل صعيد المنطقة في هذه المرحلة أشيرإلى ما جاءفي التقرير الذي نشرته سلطات الاحتلال في 25 شتنبر من أن" سي الحسين أوتامكة مرابط آيت سخمان كثف من مساعيه لذى آيت سخمان موحى وسعيد وآيتا محمد المنشقين وتدخل لتسوية نزاع قائم بينم آيت سعيد وآيت سخمان.ترأس موسم سيدي جابر في وادي واويزغت الذي حضره آيت عطا وآيت سخمان وآيت بوزيد وآيت سعيد،ويطمح دائما في أن يستعيد في المنطقة غير الخاضعة الدور الكبير الذي كان يلعبه علي أمهاوش" وتوفي سيدي علي الذي كان له دور بارز في المعارك التي خاضها سكان منطقة آيت إصحا في صيف سنة 1932 ولم يستسلم إلا بخضوع المنطقة بأكملها في سنة 1933(44). إن تتبع هؤلاء الزعماء يتطلب تحثا خاصا لأن اللائحة طويلة ولا يخلو أي جزء في هذه المنطقة من أكثر من واحد منهم أمثال باسو نايت علي أوناصر من آيت أوكوديد وعمر بنعلي وعلي نايت حم و أوسعيد وحمو نايت منصور وسيدي علي نايت الزويت وعلي نايت ابراهيم أبوعدي العتابي ومحمد بن سعيد العتابي وصالح أعدي البوزيدي وبوستة نايت أبو عدي العتابي وآيت جابا موحو الطوطسي العتابي (45) وسيدي احماد أوحانو الحنصالي (46)، والقائد موحى أوموحى نيمراس البوزيدي(47) والقائد محمد الواويزغتي (48) وغيرهم. هل استتب الأمن لقوات الاحتلال بعد احتلالها للمنطقة : لقد تمكنت قوات الاحتلال من بسط نفودها على كل التراب الذي يتكون منه اليوم إقليم أزيلال في سنة 1933. ولكن كما قال أحد الفرنسيين يوم 9 نونبر 1925 بفاس أمام المقيم العام ستيكن إن تهدئة المواقع الجغرافية لا تكفي ، بل لا بد من تهدئة القلوب(49).وهذا ما ينطبق على منطقة أزيلال وعلى مناطق أخرى كثيرة من البلاد،وتؤكده المذكرات الصادرة عن المقيم العام لفرنسا بالمغرب في شأن تحديد المناطق التي يمكن للأجانب أن يتجولوا ويقيموا بها في أمان، ومنها المذكرة الصادرة في سنة 1917 والتي تشير من بين هذه الأماكن ضمن المجال التابع لمنطقة أزيلال إلى ابزو وسوق اثنين هنتيفة وتنانت(50).وبعد خمسة عشر عاما من صدور هذه المذكرة إي في سنة 1932 فإن المجال الآمن بالنسبة لسلطات الاحتلال لم يعرف سوى تغييرا طفيفا،ذلك أن الأماكن التي يمكن للأجانب أن يتجولوا ويقيموا بها في أمان على مستوى منطقة أزيلال حسب المذكرة المقيمية الصادرة عن"أوربان بلان" في 1 أبريل 1932 تنحصر ضمن الحدودالتالية:سوق ثلاثاءارفالة،خط منكسر يمر عبر تاخسايت-آيت واستر-النقطة الجيوديزية لجبل أماسيل(رمز 918)- دوار بوكنفو بما في ذلك هذا الدوار- خط مستقيم يربط دوار بوكنفو بأولاد امعمر إلى غاية مولاي عيسى بن إدريس وامتداده إلى مكتب آيا عتاب القديم – ومن هذا المكتب عبر خط مستقيم إلى مشرع سيدي مسري – وادي العبيد وإلى ملتقاه مع وادي أمرصيد- بما في ذلك أوزود – ومن أوزود إلى آيت تاكلا بما في ذلك المسلك – سوق أربعاء واولى – خط مستقيم إلى غاية إيمي نيفري (4 كيلومترات جنوب شرق دمنات)- عبر دار الشيخ ابراهيم – من إيمي نيفري – خط مستقيم يمر عبر المرتفع رقم 2225 لجبل تازراتش إلى غاية نقطة التقائه مع وادي تاساوت (51). ومن ذلك يتضح أن المجال الذي يمكن للأجانب أن يتحركوا فيه بأمان داخل تراب الإقليم كان محدودا جدا،ويقتصر على جزء قليل من الجناح الغربي من الإقليم. وهذا ما تؤكده التظاهرات الرسمية التي تقيمها سلطات الاحتلال في المنطقة ومنها عللى سبيل المثال مباراة تربية المواشي التي نظمت يوم 18 ماي 1930 بسوق فم الجمعة بقبيلة هنتيفة والتي لم يحضرها حسب مراسل جريدة السعادة بتنانت حسن بن حم النتيفي سوى بن عبد الله أوشطو، وشيخ أزيلال وحماد ، وشيخ إيباراغن زيد بوجنوي ، وشيخ آيت عبد الله السيد سعيد نايت حمو وسعيد،وقائد آيت عتاب محمد بن سيمو وقاضي النواحي الهنتيفية أحمد بن منصور(52). هذا مع الإشارة إلى أنه لم يطرأ على تلك الحدود أي تغيير،حسب المذكرة المقيمية المؤرخة في 5 أبريل 1939 والمذكرة المقيمية المؤرخة في 7 مارس 1941(53)،وفي ذلك كله تأكيد على أن احتلال منطقة أزيلال لم يكن تاما،بل إن انعدام الأمن على مستوى هذه المنطقة أصبح شاملا مع انطلاق العمليات الفدائية ولا سيما بعد أن دوت الرصاصة الأولى للمجاهد أحمد الحنصالي يوم 13 مايو 1951 في قمم جبال هذا الإقليم. فرحم الله شهداء الاستقلال ، وشهداء استكمال الوحدة الترابية"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا،بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله،ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون،يستبشرون بنعمة من الهو وفضله،وأن الله لا يضيع أجر المحسنين "صدق الله العظيم. إعداد : عيسى العربي ، تقديم: بوعزة مامون *** المراجع بالعربية : 2- عبد القادر السكاك : مجلة المقاومة وجيش التحرير عدد 27/1991 ، صفحة 30، 3- محمد المختار السوسي : المعسول ج 12، ص 142، 6 - الجريدة الرسمية بالفرنسية عدد 38 بتاريخ 18 يوليوز 1913، 9- عيسى العربي : مقاومة سكان قبيلة آيت عتاب ضد الاحتلال الفرنسي ، ص:55، - الجريدة الرسمية بالفرنسية عدد 38 بتاريخ 18 يوليوز 1913، 10- محمد المعزوزي وهاشم العلوي : الكفاح المغربي المسلح في حلقات ، صفحات :307- 308-312-313، 11- الأمر العام رقم 28، ص 89 من مجموعة الجريدة الرسمية بالفرنسية لسنة 1913، 12- عيسى العربي: مرجعه السالف الذكر ، ص: 54 والمراجع المشار إليها بهامش تلك الصفحة، 13- عيسى العربي: مرجعه السالف الذكر، ص 55 إلى ص58 والمراجع المشار إليها بهامش هذه الصفحات، - عيسى العربي : مقال بجريدة الميثاق الوطني الصادرة يوم 4 ماي 1996 تحت عنوان "الذكرى الثالثة والثمانون لمعارك سيدي علي بن براهيم بإقليم أزيلال ضد الاحتلال الفرنسي، 14- عيسى العربي : مقاومة سكان قبيلة آيت عتاب ضد الاحتلال الفرنسي، صص: 66-76 والمراجع المشار إليها في هامش هاتين الصفحتين ، - محمد المعزوزي وهاشم العلوي : مرجعه المذكور ن ص: 44، 15- عيسى العربي :مقاومة سكان قبيلة آيت عتاب ضد الاحتلال الفرنسي ، ص: 69 والمراجع المشار إليها في هامش هذه الصفحة ، - جان لويس : تغطيته الصحفية لهذه المعركة بجريدة "لافيجي ماروكان" الصادرة يوم 16-11-1916، 16- عيسى العربي : مرجعه السالف الذكر ص: 70 17 – نفس المرجع السالف الذكر، 18- عيسى العربي : مرجعه السالف الذكر ، ص: 71-72، 19- عيسى العربي : مرجعه السالف الذكر ، ص: 83 وما يليها والمراجع المشار إليها بهامش هذه الصفحات، - عيسى العربي : محاضرة ألقيت في اليوم الثقافي المفتوح تحت عنوان : مقاومة سكان قبيلة آيت عتاب ضد الاحتلال الفرنسي- معركو بوصالح يوم 2 دجنبر 1916 نمودجا ، نشرت أعمال اليوم المذكور في "فضاءات ثقافية" وكذا في جريدة الحركة الصادرة بتاريخ 23-04- 1996. 20-الجريدة الرسمية بالفرنسية عدد 224 بتاريخ 5 فبراير 1917 ، ص:173 21- عيسى العربي : مقاومة سكان قبيلة آيا عتاب ، ص: 92 والمراجع المشار إليها في هامش هذه الصفحة ، 22- المقصود هو علي أوبوعدي شيخ إخرخوضن في العشرينيات والثلاثينيات، 23- عيسى العربي : مرجعه السالف الذكر ،ص : 86 و 94 والمراجع المشار إليها في هاتين الصفحتين ، 24- المرجع السابق ، ص: 95، 25- الجريدة الرسمية بالفرنسية عدد 224 بتاريخ 5 فبراير 1917، ص:173 ، 26 – جان لويس : الحلقة 21 من روبورتاجاته المنشورى بجريدة "لافيجي ماروكان" خلال شهر دجنبر 1916، 27- محمد المعزوزي وهاشم العلوي : مرجعهما السالف الذكر ، ص: 88، -الجريدة الرسمية بالفرنسية عدد 311 بتاريخ 7 أكتوبر 1918 ، الصفحات : 927-928، -عيسى العربي : قبيلة آيت عتاب ، صص: 336-337، 28-الكولونيل فوانو : مرجعه السالف الذكر ، ص: 236-237، 29- جريدة السعادة عدد 1777 بتاريخ 10 غشت 1918 30- جوستاف بابان : مرجعه السالف الذكر ، صص: 189-199، -الجريدة الرسمية بالفرنسية عدد 522 بتاريخ 24 أكتوبر 1922 ، ص: 1543، 31- محمد المعزوزي وهاشم العلوي : مرجعهما السالف الذكر ، ص: 270، 32-جوستان بابان: مرجعه السالف الذكر ، ص: 161، 33-المرجع السابق ، صص: 167-171، 34-الجريدة الرسمية بالفرنسية عدد 1053 بتاريخ 30 دجنبر 1932- الأمر العام رقم 34 والأمر العام رقم 35 وج.رعدد 1066 بتاريخ 31 مارس 1933-الأمرالعام رقم 40، وج.ر عدد 1073 بتاريخ 19 ماي 1933-الأمرالعام رقم 50،وج.ر عدد 1074 بتاريخ 26 ماي 1933-الأمر العام رقم 50 والأمر العام رقم 2، 35- محمد المعزوزي وهاشم العلوي : مرجعهما السالف الذكر ، صص: 237-238-239، 36- المرجع السابق : ص: 59-60، 37- عيسى العربي : "مقاومة سكان قبيلة آيت عتاب ضد الاحتلال الفرنسي" ص : 93 والمرجعان المشار إليهما سلفا، 38 -عبد القادر السكاك: مجلة المقاومة عدد 27/1991، ص: 30، 41- عيسى العربي : مرجعه السالف الذكر ، صص: 84-93، 42- محمد المعزوزي وهاشم العلوي : المرجع السالف الذكر ، ص: 44-167، 43- محمد المعزوزي وهاشم العلوي : مرجعهما السابق الذكر ، ص: 55، 44- محمد المعزوزي وهاشم العلوي : مرجعهما السابق الذكر ، ص: 58، - عيسى العربي : قبيلة آيت عتاب ن صص: 331-337، - الجريدة الرسمية بالفرنسية عدد 309 بتاريخ 23-30 شتنبر 1918، ص: 903، - جوستاف بابان: مرجعه السالف الذكر ، ص: 159، 45- محمد المعزوزي وهاشم العلوي : مرجعهما السابق الذكر ، ص: 56، 46- محمد المعزوزي وهاشم العلوي : مرجعهما السابق الذكر ، ص: 58، 47- الجريدة الرسمية بالفرنسية عدد 521 بتاريخ 17 أكتوبر 1922 ن ص: 1524، 48- جوستاف بابان : مرجعه السالف الذكر ، ص 167، 49- الجريدة الرسمية بالفرنسية عدد 683 بتاريخ 24 نونبر 1925، ص: 1858، 50- الجريدة الرسمية بالفرنسية عدد 251 بتاريخ 13 غشت 1917، ص: 903، 51- الجريدة الرسمية بالفرنسية : عدد 1015 بتاريخ 8 أبريل 1932، ص: 391 52- جريدة السعادة عدد 3546 بتاريخ 29 ماي 1930، 53- عيسى العربي:مقاومة سكان قبيلة آيت عتاب ضد الاحتلال الفرنسي،ص :99 والمراجع المشارإليها في هامش هذه الصفحة. :المراجع بالفرنسية: 1- 1933-Général-A-Guillaume : Les Berbères marocains et la pacification de l'Atlas Central (1912 page:57 . 4- Le Colonel Voinot : Sur les traces glorieuses des pacifications du Maroc, page 88 5- Le Colonel Voinot :Sur les traces glorieuses des pacifications du Maroc, pages 88 & 98 7- Le Colonel Voinot:Sur les traces glorieuses des pacifications du Maroc, page 166 8- Revue « l'Afrique Française « n°5, Mai 1913, Page 195 9-Capitaine courbet : A la Conquête du Maroc Sud avec Mangin , P : 262 16- Coliac , Revue Française , Maroc , N°7, page148 , juillet 1920 17- Coliac , Revue Française , Maroc , N°7, page148 , juillet 1920 20- Supplément de l'Afrique française 3/1917, P : 94 21- J.Jean. Louis : Chez les Chleuhs- La Vigie marocaine du 27 décembre 1916 24- Coliac : Revue France Maroc , n°8l1920 ,P :174 – Francois Berger : Mouha Ouhammou Le Zaiani, p :124 28- Gustave Babin : La mystérieuse Ouaouizert, Casablanca, 1923, pages : 26-27 29- Gustave Babin : La mystérieuse Ouaouizert, Casablanca, 1923 37- J.Jean Louis : En colonne chez les Chleuh-La Vigie Marocaine du 27 Décembre 1916 39- Gustave Babin : La Mystérieuse Ouaouizert, p :16-102 40- Gustave Babin : La Mystérieuse Ouaouizert, p :16-102 ---