اقترب للحكومة حسابها ، فيوم 11 أبريل 2012 ، ستكتمل المائة يوم التي تعطى عادة للحكومات لبدء الحكم على أدائها ، وفي العالم الآخر تنظم ورشات وندوات ولقاءات صحافية بهذه المناسبة لتدارس الأوضاع ومدى فعالية الحكومات ونجاعتها في التسيير والتدبير. ومن سوء حظ حكومتنا الحالية أن صادفت الغليان الذي يجري في العالم العربي كله ، والمغرب جزء منه ولم يسلم من نيل حقه . ومن سوء حظها كذلك أن انقطع المطر وشحت السماء عن البلاد ومرت موجة من الصقيع لمدة فاقت اثني عشر يوماً أثرت سلباً على المنتوجات الفلاحية . وهو دون شك ما ينذر بموسم فلاحي سيء ، وسينتج عن هذا خلل متوقع في السلسلة الاقتصادية كلها حيث سترتفع أسعار بعض المواد الاستهلاكية عما قريب . أما إذا تناولنا الوضع العام الحالي بالمغرب ، فهو متأزم على مستويات عدة : - وما هذه الإضرابات التي وصلت ذروتها خلال شهري فبراير ومارس 2012 ، وستزيد حدتها في أبريل القادم ، تزامناً مع انطلاق جولات الحوار الاجتماعي السنوي الروتيني ، - وما الاحتجاجات شبه اليومية التي تقام أمام بنايات مؤسسات الدولة والتي تقابل وتجابه مؤخراً بالعنف أكثر من أي وقت مضى ، - وما المظاهرات المواطنة السلمية التي تنتهي بالمواجهات بين المواطنين وقوات الأمن ، - وما كل هذا إلا أن الأمور والأوضاع أصبحت تزيغ شيئاً فشيئاً عن سكتها ، وكل هذا تيار قوي يجري ضد سفينة الحكومة. فما هو السبب ؟. إن الحكومة لا تملك خاتم سليمان لحل جم الإرث الذي روكم خلال سنوات عديدة إذ يلزمها وقت كثير لتقييم الوضع أولاً ثم المرور إلى مرحلة تقويمية ثانية ، وبالمقابل ، المواطن ضاق ضرعاً من الانتظارات وصباغة الآمال التي تنمحي بعد وقت قصير . ثم إن المواطنين بصفة عامة علقوا كل آمالهم على هذه الحكومة التي انتظروها وقتاً طويلاً ، كما رأوا فيها ذلك المخلص من هذه الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي يعيشونها . وأخيراً ، ولتغيير وجهة الأنظار بعيداً ، ابتكرت الحكومة أسلوباً ذكياً ينهجه الساسة في مثل هذه المواقف الشكسة ، ولكنه لن يدوم طويلاً ، وهو تلك الخرجات التي قام بها بعض الوزراء لأول مرة . كالإعلان عن لائحة المواطنين المغاربة والأجانب المستفيدين من المأذونيات ( ڭريمات ) ، والحديث عن شعبوية بعضهم ، وإلغاء قرارات ومشاريع وزارية في الحكومة السابقة . كل هذا ما هو إلا أسلوب لكسب عطف ورضا وثقة المواطنين المغاربة . ولكن إلى متى ؟ ، ويبقى السؤال المطروح وراء كل إجراء : وماذا بعد ؟ ربما سيأتي زمان يحكي فيه رجال اليوم لصغار الغد عن عام اسمه : عام العدالة ، نسبة إلى الحكومة التي شكلها حزب العدالة والتنمية ، فآباؤنا وأجدادنا لا يزالون يحكون عن فترات سيئة من حياتهم أرخوا لها ب : عام الجوع ، وعام الطنجر ، وعام بوهيوف ، وعام الحلبة ، وعام الخلف ، وعام البو..... وهناك تسميات أخرى حسب المناطق والأحداث التاريخية . اقرأ(ي) المقال ومواضيع أخرى متنوعة في الجريدة الوطنية : هس ليكس أحمد أوحني [email protected]