لا شك أن مجرد إنشاء بوابة أزيلال أون لاين يعتبر مبادرة تستحق التنويه و التشجيع، و تعكس بروز تفكير جديد يحاول، على الأقل، توفير فضاء حر يضطلع، أساسا في رأي المتواضع، برسالتين غايتين في الأهمية :البوح والفضح. أولا البوح: أقصد أن المؤسسين لهذه البوابة، تقبل الله منهم هذه الصدقة الجارية، أرادوا أن يخلقوا مجالا تستطيع من خلاله الجماهير العريضة "الصامتة" أو الممنوعة من الكلام أن تفتح فمها وتبوح عن معاناتها، ألامِها و أحلامها بصوت مرتفع، وبدون خوف.فالبوح والتعبير عن الأفكاروالمشاعر، بمختلف أشكال التعبير الممكنة، أولى الحقوق وأبسطها و علامة الوجود والحياة...وهذا ما دفع بثلة من خيرة شباب هذا الإقليم الحبيب،بداية، وأغلبهم يحمل عشق هذه الربوع دما يسري في شريان قلوبهم، وهم خارج أرض الوطن.فاختاروا أن يُسْكِنو أزيلال الفسيح، بسهوله وجباله، وأكثر من ذلك بجراحاته المثخنة، أعماق أرواحهم، و إن أجبرتهم قساوة بعض المنتسبين إليه لهجرته،(وهذا دفعهم) إلى توفير مجال لأيت أزيلال، كلهم وبدون اسثتناء، لممارسة حق الكلام والتعبير كحق مقدس. ثانيا: الفضح: ارتباطا بالدور الأول المتعلق بخلق فضاء يضمن حق الكلام والحديث، فكر رُوَّاد البوابة في ضرورة كشف وفضح كل أشكال الفساد والقمع و أن لا يبقى المفسدون و المستبدّون أحرارا يصولون ويجولون ظنا منهم أن لا أحد يعرف عن " تْخْلويضهم". فالساكت عن الظلم والفساد والتستر على مرتكبيه، مشاركة في الجريمة و إبراز الحقائق و كشف التلاعبات واجب شرعي ووطني يجب القيام به. فخوف المفسدين والطغاة من فضح أمرهم، وهم الذين يتسربلون في ثوب النقاء والإستقامة، سيجعلهم، من وجهة نظر البوابة، يحجمون عن ارتكاب شنائعهم... ومن وجهة نظري المتواضعة، فالبوابة نجحت، إلى حد كبير، في كسب رهان مؤشري البوح والفضح. فعلى المستوى الأول، فقد مكنت من خلق فضاء أعطى الفرصة للعديد من مثقفي وناشطي المنطقة من البوح والكلام سواء عن طريق المقالات أو التعاليق أو الأخبار... و قد برزت أقلام جريئة ومحترمة في مختلف أشكال التعبير من مقالة و شعر وزجل وسيرة ذاتية...ظلت في العتمة إلى أن وجدت في البوابة أفاقا رحبة تتسع لمكنونات ذواتها المتعطشة للتعبير والتغيير... وعلى المستوى الثاني(الفضح) فقد ساهم الموقع في إماطة اللثام عن قضايا و شخوص عدة، بل تفوق في بعضها، خاصة بعد استعمال تقنية القيديو. ولا حاجة للتذكير بالملفات الكثيرة و الأسماء العديدة التي تم فضحها في قضايا فساد متعددة. أزيلال أون لاين ..الإكراهات والتحديات: بعد استعراض، بشكل وجيز جدا، أهم الإنجازات التي حققتها بوابة أزيلال أون لاين خلال سنواتها" الطفولية" الأولى، أود أن أُعَرِّجَ، بشكل إجمالي، على بعض التحديات و الإكراهات وكذا الرهانات المطروحة على عاتق كل المعنيين/ات بمسار و مصير رسالة البوابة... فالموقع في حاجة إلى التطوير والتجديد والنقد البناء ومزيدا من النقاش التشاركي الأفقي بين مختلف الإرادات الغيورة على إقليم أزيلال كطبيعة وكإنسان. إن إقليم أزيلال، في امتداده القروي/الجبلي العميق ، في نظري البسيط، إقليم يعيش وضعا غير عادي، لذلك يتطلب ويستحق موقعا إلكترونيا غير عادي كذلك و مجهودات ومبادرات متميزة، ينخرط فيها الجميع، لكي تستجيب للصعوبات الكبيرة التي يعيشها سكان الإقليم، أي "يجب أن نكون(نحن) التغيير الذي نود رؤيته في العالم" بتعبير الحكيم الهندي " المهاتاما غاندي". و انطلاقا من هذه القناعة، أعتقد أن أزيلال أون لاين تواجهه تحديات يجب التنبه إليها لتجاوزها، من أبرزها: وحدة الهدف والرسالة: إنه من الضروري تحديد الهدف والرسالة بدقة ووضوح وكذا الإجراءات العملية لتحقيق ذلك. إنني أومن أن الكل مجمع على عنوان " التغيير" أي تغيير الأوضاع المزرية إلى أخرى تتحقق فيها التنمية والعدل والكرامة في أبعادها الشمولية المختلفة، غير أن تحديد الطريق السليم و الإجراءات العملية وتوزيع المهام والمسؤوليات لم يتم بعد. لذا وجب التذكير دوما بالهدف والغاية ودراسة الوسائل القمينة بتحقيق ذلك. وتبعا لذلك يبدو، في بعض الأحيان، أن كتاب وناشطي البوابة غير ملتفين، بشكل منظم وعلمي/عملي حول هدف تغيير و إصلاح أوضاع أزيلال كهدف مركزي واستراتيجي، إذ "كلها إلغي بلغاه" و الكل يخوض في كل المواضيع والكل معني، في بعض الحالات، بالدفاع عن قبيلته التنظيمية والحزبية/الإيديولوجية وانتماءه المهني... وليس أي عيب في هذا، من حيث المبدأ، غير أنه يضيع علينا التركيز على القضية الأساسية التي يجب أن تشغل بالنا جميعا، في اعتقادي. يتبع