سواء تعلق الامر بالفاعل الجمعوي ،او السياسي ، او النقابي ،المفروض منهم جميعا الاستغناء عن الجغرافية ،لان انخراطم في هذه الحقول يفرض عليهم زرع ديناميكية جديدةاينما تواجدت ما دامت الاهداف واحدة.و المتمثلة اساسا في خدمة الآخر ،وفي النضال من اجل حقوقه وكرامته ،او الدفاع عن المبادى ءاوالتصورات التي يراها انها الخلاص من المعاناة، ومن الفقر والتهميش ،المعيقة لعجلة التنمية ،وهي السبيل الى التعبير عن الذات ،وعن الانسانية... ليس مارسيل خليفة هو السباق الى كون المناضل بلا عنوان ،وفي اي مكان ،لكن الواقع يفرض نفسه ، لما ترى المنا ضل متمسكا بالمقولة القديمة ، بأنه آخر من يعتقل ،لما كانت الفكرةمرتبطة بالتاريخ والجغرافيا،ينغمس في مجتمع يعتبر فيه دخيلا على ثقافته،بدوره ينظر اليه بأنها افكار متغلغلة ،بامكانها ان تغير السير العادي لمحيطه ،الذي ألف الانصات الى النضالات القديمة التي حاربت الاستقلال ،التي تنتمي اليه الاسرة ،والمتشبعةبمبادىء الحرية والاستقلال ، لا تزحزحه، لا ثقافة ولا تصورات ،لتبق هي المسيطرةبحكم التقادم في المنطقة، ومن شيوخها الاوفياء ،تراقب التحركات... ،و هذا هو السر في حصد حزب الاستقلال للمقاعدمن هذه الاوساط ؟ لو جميع الفاعليين ، اسقطوا جوازات سفرهم ،لهاموا في حدود ،غير مبالين ،لا بالشعاب ولا السهول ،مفندين فكرة اهل مكة ادرى بشعابها ،يبذرون اينما حلوا وارتحلوا، مما هو مفروض عليهم،تجاه اخيهم الانسان ،في جميع الاتجاهات الاربع ،ونحترم الكتابات التي تنشر في هذه البوابة من خارج البلد،والحاملة لهمومنا من بعيد ،تراقب عن كثب مايجري من تطورات فوق هضابنا ،المطلوب الآن ،من كل غيور ، ان يساهم مساهمة في تصحيح مسار اوضاعه المزرية، داخل ترابهم سواء الاقليمي او الجهو ي اوالوطني ، لان أفكارهم ،واتجاهاتهم، المجتمع في امس الحاجة اليها ،لتقويمه ،والنهوض به نحو الامام ،دون الاخد بالمقولة ،الصمت يتكلم،بل نريد لهذا الكلام ان يكون جهريا ،تنتعش فيه النقابات ،والاحزاب الساسية ،والحركات الاحتجاجية..والا نكتفي بصفة المراقب ،دون اعتبار كل واحد منا بمثابة عابر سبيل، لا يعنيه المكان الذي يشتغل فيه،كأنه في كوكب آخر ،ينتظر آخر السنة ،لمل ءمطبوع وفيزا الحركة الانتقالية الى جغرافية أخرى ،لا يستيقض من نومه حتى يجد نفسه امام خريطة مبتورة الاطراف ،ذات مساحة ضيقة.يكون فيها غريبا ،تكون فيها البداية مستحيلة لانها تتطلب وقتا طويلا؟ نريد امام هذه التحولات الجديدة التي شهدها المغرب ان يكون الكل فيها جديا ، فاعلا ،متضامنا ،متسامحا ،من اجل ايصال افكاره الى الآخر ،يشارك في نقذه،يعارض ما لا ينسجم مع مطالبه ،لان الآخر شغوف اليها ،ما دام يجهلها،لانها المعيقة لتنميته،وتنمية هذا البلد الامين ،لينال رضى الجميع ،ورضى الله ، مصداقا لقوله تعالى*يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ٌ ..