بسم الله الرحمن الرحيم، وبه أستعين ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، سبحانك لا علم لنا إلاّ ما علّمتنا إنّك أنت العليم الحكيم، اللّهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، وزدنا علما، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وقائد الموحدين، وعلى آله الطّاهرين وصحبه المهتدين .. لعلّ ما حلّ بكثير الأمم من عقوبة بعد أن اتخذت من الشرك منهاجًا حياتيّا وعتت عن أمر ربّها موعظة وذكرى لمن ألقى السّمع وهو شهيد، فهو السّبب الرّئيس للانحراف العقديّ والزّيغ عن جادّة السّلوك القويم، والحمد لله أن بدأ بعض المفكّرين المستقلّين في السنوات القليلة الماضية يعيشون حالة من القلق المعرفيّ النّاجم عن مساءلة النّفس والبحث عن الأسباب التي جعلت أمّة الإسلام على ما هي عليه من الغثائيّة والوهن، فراحوا يتساءلون عمّا إذا كان الله قد تخلى عن هذه الأمّة؟ ويسألون عمّا جعل المسلمين منقسمين إلى هذا الحدّ، رخيصة دماؤهم إلى هذا الحدّ، فاقدين للاعتزاز بالنّفس إلى هذا الحدّ، بأسهم بينهم شديد إلى هذا الحدّ خاصّة في أعقاب الأحداث المرعبة التي تعيشها أفغانستان والعراق والصّومال وغيرها من البلاد؟! والحقيقة أنّ بُعْدَ أصحاب الدين الخاتم عن الله يحجب عنهم نعمة الله وفضله، ويجعلهم تابعين تجري عليهم سنن الله في كلّ مغلوب لمّا صار زمام أمرهم بيد غيرهم بعد أن انكسرت شوكتهم، فالقناعة بالتّبعيّة والتّلمذة التي تدعو للحسرة والأسف أبعدتهم عن مركز القيادة و أقعدتهم عن المشاركة في تدبير الشّأن العامّ الدّوليّ، وأصبح ضلالهم الذي يصدر عن تدين زائف ظاهرا في متناول أن يدركه بالبداهة عامّة النّاس فضلا عن المتخصّصين. إنّ التوحيد يربط العباد بالموجد سبحانه وتعالى ويجمع الإنسانية برباط واحد هو رباط الإيمان، بينما يمزّقها الشرك أقواما فيفسد على العقول استقلالها ونزاهتها وعلى القلوب اجتماعها وتآلفها، وتتشعّب الطّرق عندما يفتقد المرء ما يفضي إليه التّوحيد من توفيق وتأييد بفضل ذلك التّسديد إلى الوحدة والتآلف الذي تلهمه فكرة الإله الواحد فيصير التّنوّع عامل قوّة ومعامل بناء ما دام الاختلاف رحمة والخلاف فرقة وعذابا، وعلى العكس من ذلك نجد أنّ الشرك قد تحرّى كل الذّرائع لتمزيق البشر إلى فرق وطوائف، وملل ونحل تتجرّأ على تفسير رسالة السماء بهواها، لقد صرّح القرآن بإحياءً المجتمع الواحد والموحّد الذي يسمح بالاختلاف باعتباره سنّة كونيّة تضفي على المكوّنات نكهتها الواقعيّة ونهى عن الخلاف تحت أيّ راية كانت سواء الحزبيّة منها أو المذهبيّة أو الدّينيّة أو الأقواميّة، فبعثة النّبيّ محمد صلّى الله عليه وآله بالرّسالة الخاتمة كانت ذات بعد توحيديّ موحّد قال تعالى: (( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ، وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً، وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا، كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)). إنّ للشرك قدرة عجيبة على التوغل في عقول النّاس وهذا ليس جديدًا في تاريخ الإنسانيّة، لأنّ عبادة الشّمس والقمر والنّجوم والشّجر والحجر والأسلاف والقدّيسين وحتى الملوك والزّعماء أشكال من الشرك الذي تفهمه أبسط العقول إدراكا، فتقديم تفسير خاصّ للإيمان هو شرك، وهو في حدّ ذاته دعوة إلى الطّائفية باسم الدّين وعمل لا ينطوي على معنى ذي بال، فالصّراع قد تحرّضه في بعض الأحوال اللّغة من خلال كلمة أو بيان أو مرسوم بفعل ما تثير في النّفس من معان ورموز قد تستخدم وقودا للفتن وزنادا للمعارك الطّاحنة بين مكوّنات المجتمع حتى إنّ بعض ((المسلمين)) ممّن ينتمون لطائفة ما يستهينون بقتل مسلمين آخرين ينتمون إلى طائفة أخرى، وربّما كان هذا أثناء الصّلاة داخل مسجد واحد ومن غير أن يشعروا بتأنيب الضّمير، ولعلّ المنتديات التي تشتغل في مختلف أنحاء العالم على المذهبيّة فتختطف الدّين اختطافا يسلب روّادها من حرّبّة التّفكير والنّقد والتّعبير بعد إدماجهم في ((مجموعات اجتماعيّة)) تسهّل تلقينهم وجهة النّظر الخاصّة بالطائفة ورأيها في الموضوع المعيّن، فهي بذلك أخطر أدوات التّفرقة، وربّما استغلّت ضيق أفقهم المعرفيّ فراحت تنتقي من أي القرآن وحديث المصطفي العدنان صلّى الله عليه وآله وسلم ما يدعم رأيها ويقوّي حججها ويسلب المتلقّي غير المطّلع حرّيّة الاختيار والرّدّ والسّؤال والمساءلة، وقد لا يكون من وراء ذلك من هدف سوى إثبات جدارة الطائفة وصواب رأيها، وأنّها هي الموعودة بالنّصر لأنّها وحدها التي على الحقّ وأن ما عداها باطل وعلى غير هدى، إنّ هذا الورم الاجتماعيّ الخبيث المتمثّل في المذهبيّة والتّعصّب هو ظاهرة معروفة ولا تقتصر على مجتمع أو ديانة بعينها لأنّها موجودة في أيّ مكان من العالم، يعيش عليها أشخاص شغلوا أنفسهم بعبادة المذهب أو الطّريقة أو الطّائفة أو الجماعة أو الشّيخ فاستبدلوا بعبادتهم تلك عبادة الله، واستبدلوا مصادر الدّين بشرح الوليّ أو تفسير الشّيخ، واستبدلوا سنّة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم بأفعال الشّيخ أو الزّعيم أو المرجع أو الرّئيس وإلى مثل ذلك يشير القرآن في قوله تعالى: ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله))، روى أبو عيسى التّرمذيّ من حديث عبد السّلام بن حرب عن غطيف بن أعين عن مصعب بن سعد عن عدي بن حاتم قال: ((أتيت النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وفي عنقي صليب من ذهب فقال يا عدي، اطرح عنك هذا الوثن، وسمعته يقرأ في سورة براءة ((اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله))، قال أما إنّهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنّهم كانوا إذا أحلّوا لهم شيئا استحلوه، وإذا حرّموا عليهم شيئا حرّموه))، إنّ من شرّ أدواء الطّائفيّة والمذهبيّة والحزبيّة وجميع أنواع الانغلاق أنها تقيّد العقول وتصوغ الالتزام بالعقيدة على نحو خاصّ لا مجال في للرّأي الآخر، صياغة تجعل المجتمع يتفكّك رويدا رويدا إلى أن ينقسم على نفسه فتسوده الفوضى، ويعمّه الخراب، فتمسي الأمّة وقد تحلّلت من ذلك الرباط المقدس الذي يجمعها، مفرّطة (بحبل الله المتين) الذي يربطها بالله عزّ وجلّ، لا يدور في خلد هؤلاء المتنطّعين الذين يحضّون ((باسم الإسلام)) على التّنابذ والفرقة فيتمسّكون بالقطريّة، ويلوذون إمّا بالمذهب أو الطّائفة، أو بالعشيرة، أو بالجماعة، أنّهم يقومون بالنّيابة عن أعدائهم بنشر أسوأ أنواع الاعتقاد المفضي إلى الكراهية والبغضاء والشّنآن وبالتّالي إلى هدم المجتمع وتفكيك أوصاله، أنا أعجب كيف تستقيم دعوة نبيلة على أساس فئويّ وكيف يقرؤون قول الله عزّ وجلّ: ((وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه، قل فلم يعذبكم بذنوبكم، بل أنتم بشر ممن خلق، يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، ولله ملك السّموات والأرض وما بينهما وإليه المصير))، أعجب كيف يكون المدافع عن سنّة المصطفى الذي أرسله الله للنّاس كافّة قطريّا مغرقا في ولائه للقبيلة أو العشيرة أو المذهب أو الشّيخ، وكيف لا يحرّك فيه الولاء للأمّة كلّ الأمّة أيّ مفصل؟ أعجب كيف يفضّل هؤلاء تراجم الشّيوخ وشروح كتبهم المدرسيّة التي تعرض رأي الفرقة أو الجماعة على القرآن وكتب الحديث والسّيرة؟ أعجب من عدم تدبّرهم لقوله تعالى: ((ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيّنات وأولئك لهم عذاب عظيم))، وقوله عزّ من قائل: ((وقال الرّسول يا ربّ إن قومي اتّخذوا هذا القرآن مهجورا)) إنّ الأزمة الطاحنة التي تمر بها المجتمعات البشريّة اليوم ما هي إلاّ نتيجة حتمية للظّلم العقديّ المترتّب عن الشّرك، والظّلم الاجتماعيّ المترتّب عن الاستئثار وسوء الإدارة والمفضي إلى الخلاف ومن ثمّة إلى الصّراع، لقد أرسل الله الرّسل والأنبياء مبشّرين بدين واحد هو الإسلام، ومنذرين من التّفرّق وعدم الاعتصام بالهدي الذي جاءوا به، قال تعالى: ((وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا))، وقال: ((وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ))، وقال: ((وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ))، وقوله: ((شرع لكم من الدّين ما وصّى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدّين ولا تتفرقوا فيه، كبر على المشركين ما تدعوهم إليه، الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب، وما تفرّقوا إلاّ من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم، ولولا كلمة سبقت من ربّك إلى أجل مسمى لقضي بينهم، وإنّ الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شكّ منه مريب)). على الرّغم من بعثة النّبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم بشّريعة شاملة، وأخلاق فاضلة إلى النّاس كافّة، حتى تشمل دعوته البشرية كلّها بمن فيهم أتباع إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السّلام لبقاء بعض القيم المشتركة بينهم، استجاب النّاس لدعوة الشّيطان واستغنوا عن دعوة الرّحيم الرّحمن، فانهمكوا في الممارسات الطائفية حتى إنّ منهم من غالى في اِدعائه بأنّ الجنّة مقصورة عليهم، وعن هذا المعنى عبّر القرآن بالقول: ((وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا، قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ، لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)) إنّ هؤلاء الذين ينظرون إلى أنفسهم بزهو واقتناع بأنّهم وحدهم أهل الحقّ قد انخرطوا في الحقيقة بوعي أو بغيره في معركة تستنزفهم لسيرهم على خطى بني إسرائيل حين ادّعوا لأنفسهم الهدى واتّهموا النصارى بالضّلال، بل حقّروهم واعتدوا عليهم وحرّضوا ذوي السّلطان على استئصالهم واجتثاث دينهم، وهو نفس ما ادّعاه النّصارى في اليهود وقاموا به عندما تمكّنوا من الغلبة، هذا ما يفهم من قوله تعالى: (( وقالت اليهود ليست النّصارى على شيء، وقالت النّصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب، كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم، فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون))، ولقد صرح القرآن أن كلّ دعوى طائفيّة تناقض الدّين وتعاليمه الجامعة، لذلك دعا النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أتباع الرّسل السّابقين ممّن اِنشغلوا بمعركة الاستنزاف هذه، إلى أن يكونوا ربّانيّين، قال تعالى: ((ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثمّ يقول للنّاس كونوا عبادا لي من دون الله، ولكن كونوا ربّانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون، ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنّبيّين أربابا، أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون))، فأولى السّور المكّيّة التي نزلت كانت تحضّ اليهود والنّصارى على التّحرّر من العنصرية والمفاخرة بالنّسب، عندما كان كلّ فريق ينسب إليه النّبيّ إبراهيم عليه السّلام، وفي هذا المعنى يقول الله جل وعلا: ((ما كان إبراهيم يهوديّا ولا نصرانيّا ولكن كان حنيفا مسلما، و ما كان من المشركين)) مسلما أي مستسلما لله ربّ العالمين، شاكرا لأنعمه، قائما بما افترض عليه، وقّافا عند حدوده لا ينتهكها بإتيان ما نهي عنه، فالرّبانية الحقًّ هي بهذا المعنى النّبيل، إذ كيف لكتاب منزّل من عند الله أن يسمح بالطائفيّة التي تثير الفرقة والكراهيّة فتجتثّ المجتمع من القواعد وتهدم بناه الرّئيسة التي يحصل بها الاجتماع؟ لست أدري كيف يسمح أتباع النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم لأنفسهم بقبول خطاب الكراهيّة والدّعاويّ العمّيّة؟ كيف قبلوا بأن يصبحوا منقسمين إلى فرق متدابرة: سنّة وشيعة، أحنافا واحنابلة، سلفيّة وصوفيّة، أشاعرة وما تريديّة، وغير ذلك من الألقاب والاتّجاهات؟ كيف يُعقل أن يتحول من كانوا على ولاء شديد لعقيدة التّوحيد عن تعاليم الكتاب وهدي ربّ العباد فيشاركوا في أسوأ أنواع الهدم حتى إنه بدأ يصبح جزءًا عاديًا من حياتهم الاجتماعيّة؟.. لم لا تعود الفرق المنشغلة بعبادة القطر أو الطّائفة أو القبيلة أو الجماعة أو الحزب أو الوليّ أو الشّيخ أو الزّعيم - وهذا للأسف هو دأب معظم المسلمين اليوم - إلى المنهج القرآني القويم الذي يبيّنه قول الله سبحانه: ((إنّ الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء، إنّما أمرهم إلى الله، ثم ينبّئهم بما كانوا يفعلون))، والحمد لله والصّلاة والسّلام على الرّحمة المهداة إلى العالمين سيّدنا محمّد وآله الطّاهرين وصحابته المهتدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين إشارة لا بدّ منها: أعتذر لصاحب هذه المداخلة عن التّصرّف الشّديد، ذلك أنّ إعجابي بما ورد فيها من أفكار سنيّة وتعبيرات بهيّة أغراني بالتّماهي معها فكان التّدخّل لإعادة صياغتها على هذا النّحو، من حيث إنّ كلّ قراءة هي إعادة إنتاج للمقروء، لذلك فيعذرني صاحب المقال الأصليّ وله منّي ألف تحيّة وألف شكر والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل ..