حركية من نوع ونكهة خاصَّين سبقت كالعادة عيد الأضحى بأيام قليلة ، الشوارع والأزقة غاصَّة بالباعة ومن يبتضعون . أحياناً يصل الأمر إلى التبذير والشرَه في كلّ شيء ، في التبضع والأكل والشرب . شؤون الناس متباينة حسب تدرّجهم المجتمعي . كلٌّ ينظر إلى المناسبة بعين مختلفة ، العبادة والامتثال للسنة الإبراهيمية ينبغى أن تُقدم قبل كل شيء . وقد لا تتعدى الحصول على الملابس الجديدة والأكل والشرب عند البعض ، أما البعض الآخر فينتشون بالأسفار والقيام بزيارات العائلة والأهل والاستمتاع بوصفات الأكل المتنوعة والشهية التي لا يغيب عنها اللحم طبعاً . تمَّ توجيه هذا السؤال إلى أشخاص من مختلف الأعمار ومن الجنسين : " ما هي انتظاراتك من هذا العيد ؟" فجاءتِ الأجوبة متنوعة تنوعَ أصحابها ، ومنها : -" أتمنى أن تكون مناسبة لالْتئام أبنائي وبناتي ولوْ ليوم أو يومين ، أحبّ أن أرى هذا المظهر لأنه يذكّرني بطفولتي الأولى ". -" هي مناسبة لأشتري ملابس جديدة ". -" كنا محرومين طوال السنة من أكل اللحم ، وأحسبها فرصة لا تُعوَّض لشخص مثلي ". C'est spécial pour moi cette année - Ce sera une occasion pour voir ma copine que je n'ai pas vue depuis longtemps- -" أنا فرحة لرؤية أفراد أسرتي مجتمعين من جديد ، وهو حلم نادراً ما يتحقق ". -" أحِن لرؤية والديَّ ، حيث لم يحصل هذا منذ زمن ، والعيد فرصة لتحقيق هذه الأمنية ". -" لا شيء ، يومٌ لا يختلف عن سائر الأيام الأخرى ، ينقصني شيءٌ آخر أحتفظ به لنفسي ". -" يعجبني جوّ العيد وأتمنى أن تصير أيام السنة كلها عيداً مستمراً ". ولو سألنا العيد هذا السؤال : " يا عيدُ ، تركتنا السنة الماضية ، وها أنت عُدت إلينا ، فكيف وجدتنا ؟ أأنت راضٍ عن حالنا أم ترى أنه لا يعجبك أمرنا ؟ ". دون شك سيكون جوابه : -" أين أنتم من العبادة التي أمركم الله بها ، ووصَّاكم بها الرسول محمَّد صلى الله عليه وسلم ؟". -" لاحظت بينكم عُباد الأعياد ". -" أين أنتم من الكتاب والسنة والتكافل والتعاون والزكاة والصدقة ؟". -" وجدت فيكم من حُرم الأضحيةَ ، ومن استدان لإيجادها دون حتى علم ذويه ". -" إن فيكم فقراء وعجزة لم يتمكنوا من توفير الأضحية لقلة ذات اليد التي تعرفونها وتنكرونها . في بلاد النصارى لا يُعاملون هكذا ، وإنما يُعتنى بهم في أعيادهم وسائر أيامهم ". -" أما أراملكم ، فقد حال العوز والعيلة بينهم وبين هذا المظهر الذي أنتم فيه مرحون وفرحون وناظرون ". -" وجدت بينكم أطفالاً لم يذوقوا طعم العيد وفرحته ، ولم تتهيأ لهم ظروف الاحتفال به ، فذرفوا الدمع ، في الوقت الذي بُذخ أقرانهم في أُسر أخرى ". - " أغلبكم قومٌ مناسبتيون وماديون ومظهريون ، تبدون عكس ما تخفون ". -" أنتم ... وأنتم ... وأنتم ... وأنتم ... وأنتم ... ". -" اخجلوا وغضوا أبصاركم وطأطئوا رؤوسكم ولا ترفعوها إلا برفع مستوى الإيمان في ذواتكم وقلوبكم ، ودرجة الإنسانية في معاملاتكم الحياتية ". أنا لست راضٍ عنكم ، غيّروا ما بأنفسكم ليغيّر الله ما بِكم ، وإلى الحوْل القادم إن شاء الله ، وكلّ عامٍ وأنتم بِأضحى . • العيلة : الفقر والحاجة . اقرأ(ي) المقال ومواضيع أخرى متنوعة بزيارتك للمنتدى العالمي : الحوار المتمدن (الموقع الفرعي) اضغط(ي) هنا أحمد أوحني – مراسل وكاتب صحفي