أفا... أفا والله أفا... هذه أقل كلمة من الممكن أن نقولها... أفا عليكم يا مسئولين في بلادي أفا... كيف تنسون أبناءكم المخلصين الذين خدموكم في أصعب الظروف... وأحلك المواقف... وأتعس الأوقات التي مرت على بلادنا؟ أفا عليكم... يامن ضحينا بدمنا في سبيلكم... والله أفا... كيف تصرفون المكافآت لبعض ابنائكم، وتحرمون الآخرين... كيف؟... كيف تمدون يدكم بالمساعدات المالية فيما بينكم، وتمنعونها عن المتقاعدين المحتاجين الذين خدموكم أيام زمان... كيف؟... كيف تفرقون بين أبنائكم... كيف؟ والله أفا... أفا على عمرنا الذي ذهب سدى في خدمة وطن ومسئولين لم يقدرونا... ولكن ماذا نقول غير يا حسرة... على اقصائنا من الزيادة في الاجور، وأوقع الظلم على أعداد كبيرة من المتقاعدين الذين خدموا وضحوا في أصعب الأوقات... القرار (المنحاز) شمل فقط جميع العسكريين العاملين، ولم يشمل الأعداد الكبيرة من العسكريين المتقاعدين الذين خدموا بلادهم سنين طويلة في الليالي الظلماء وسلاحهم فوق أكتافهم لحماية الوطن ومكتسباته... وأفنوا زهرة شبابهم في طاعة ولاة الأمر (نعم سيدي... وحاضر سيدي)... وهم الآن يعيشون منسيين تحت خط الفقر... هؤلاء العسكريون خدموا بلادهم منذ نهاية الستينات في القرن الماضي وحتى نهاية التسعينات... مرت عليهم أيام عصيبة وويلات ولم يتقاعسوا عن أداء الواجب... مرت عليهم حوادث جمة... وهم ثابتون في مواقعهم... وكانوا خير أبناء للوطن... ... فكانوا عند الشوفة... ومرت عليهم أيام أخرى... وكانوا دائماً ثابتون، وعلى العهد محافظون... والآن يأتي المسئولون وينسونهم... يديروا لهم وجوههم حتى لا يروهم ولا يروا حالتهم المزرية... يعطونهم الأذن الصمخة حتى لا يسمعوا شكواهم عن ظروف معيشتهم السيئة... وعندما يصرفون المساعدات يستثنوهم... كيف؟ كيف ينسى الأب أبناءه المخلصين... كيف؟... وإذا لم يجد هؤلاء الأبناء الحل عنده فإلى أين يتجهون؟... وإلى من يشتكون؟... ومن الذي سيسمعهم وينصفهم بعد أن تخلى عنهم من ضحوا بحياتهم من أجله... من؟... كيف يفرق المسئول بين أبنائه ويكون مطلبه الأساسي محبتهم له؟... ألا يعلم بأن المساواة في الظلم هي نوع من العدل... والتفرقة في المعاملة هي عين الظلم؟... ألا يعلم بأن الأبناء المحرومين سيبدأون معاداتهم لإخوانهم الحاصلين على العطايا؟ جلالة الملك المفدى... أصدر قراره السامي بمساعدة جميع العسكريين الذين خدموا بلادهم... بلا تفرقة بين السابقين واللاحقين... بل من الممكن أن يكون قصد جلالته بأن تصرف المساعدة للمتقاعدين، السباقين في خدمة وطنهم ومليكهم... والذين يعانون الآن من قسوة الحياة عليهم، ... الحكومة والمسؤولون العسكريون تقع عليهم مسئولية كبيرة في إنصاف من خدموا أوطانهم لسنين طويلة ثم تقاعدوا لأي سبب من الأسباب، بعد أن أدوا الواجب الذي عليهم... لله وللوطن وللملك... وتقع عليهم مسئولية التوزيع العادل للمكرمة الملكية، بلا استثناء لأحد، ولا تفرقة... فأما أن ينفذوا أوامر جلالة الملك على أكمل وجه، وأما أن يمنعوا العطايا عن الجميع حتى تتوضح الصورة كاملة. الأخبار التي يتناقلها المجتمع المغربي في هذه الأيام تتكلم عن تهميش هذه الشريحة المهمشة. أنا شخصياً ولكوني من المتقاعدين المنسيين أقول لكل متقاعد عسكري، ويريد التظلم من هذا القرار غير المنصف: يجب أولاً أن تتم عملية تنسيق المواقف بين جميع المتقاعدين، ثم تشكل لجنة من قبلهم وتتكلم باسمهم، وهذه اللجنة هي التي باستطاعتها جلب حقوقهم كاملة محارب قديم صالح الرفيك -