سلام عليكم ،يا أهل السلام، -بلسان الموروث الشعبي- مرحبا بكم، رودوا السلام و السلم لهذا العالم،.. مرحبا بكم مرة أخرى في بيت الصبا، في موعدي مع مصب عين''تامدا''.. ساعة شروق شمس التاسع عشر من خريف هذا العام ، وأحسبوا ساعتكم ونهاركم أنتم بالتاريخ الذي يوافق موقعكم في الكون، عبد ربه مغرم بحساب الأيام بأعمار الفصول، وضبط ساعة وقت النهار والليل بموقع الشمس والقمر . ويوما سألني مارا بالليل، -''الساعة يارجل من فضلكم كم؟'' ولما رفعت رأسي للسماء،أبحث عن الرد، لم أر غير زرقة في رماد الليل، لم أر لا النجم ولا القمر، رديت عليه بالإعتذار.. -''الساعة الآن يا سيدي تائهة وراء الضباب، فمعذرة منك إن لست أعرف الساعة الآن كم.'' عندما لاقيت مصب العين أول مرة،قالوا،أني أتيتها في عمر أصارع الحبو كي أقف. ولما أقف أدفعه بالوقوف كي أمشي..وأرفع رأسي كي أكبر، ولست أدر وقتها رأسي من رجلي، قد أكون لأيام مضت حفظت إسمي، من دون أن أعرف هل هو إسمي وماذا يعني، أضحك،وأبكي، آكل وأشرب، وأقرأ من كتاب الحياة ماتيسر، وجدته في المهد جنبي، مثلي، بدون غلاف،بغير عنوان، معا نحكي.. من منا الراوي؟ ومن منا الكاتب،؟ لست أدر.. وإلى الآن لست أعلم.. كانت عين ''تامدة''آنذاك،''متغولة''، بلباس غول بني داكن، عيناها رماديتان،بلون الزيتون وشقراء،بلون ورق الرمان، وماء زلال،دفاق،كأنه يصب بالعذب من الفضة، والنقرة،والدهب، كانت ''تامدا'' غولا غير الغول الذي كنا نخافه بالليل، كانت غولا وديعة، ترعى أوكار الطير، ولا تنبش في الشجر ولا تقتات غير العسل، وراء سياج أشجار اللوز البري،و الصنوبر، لم يكن هذا البستان الطبيعي،النائم في بيت الصبا،وفي قلعة العمر، لم يكن مسلحا بكل هذا الإسمنت المدجج بالحديد والصلب، إلى وقت قريب،ومنذ سالف الزمن،كان له سياجا طبيعيا،من شجر الصنوبر، بيت الصبا كان بيتين،في بيت واحد، في حي على متن ''الزواية''، بفنائين واسعين،مفتوحين على السماء، بموقدين، وست غرف، وأب -جد-وأم -جدة- وخمس بنات- وطفل وصل أخيرا،وكم تعلق ومنذ الصبا بتعلم الوتر ، ودالية عنب أخضر، وحاضرة جوار النهر القادم من منابع أم الربيع، تطل على فدادين الزيتون بالخصوص، أبطال بيت الصبا، بسطاء.. كما العابري السبيل في الموروث الشعبي،لا ينساهم المكان والزمن، بالعلامة،وبالإشارة ويحفظ ملامح محياهم عن ظهر قلب.. كانوا أيضا كما كل القانعين بالحال، ومصارعي الأحوال،الذين جاد بهم الزمن في ظلال ربوع ملكوث الخلق كالرجل كالمرأة،بمافيه خير للأنثى والذكر فسلام عليكم،... يا أهل السلام سلام ومحبة،وود،ووئام، ومرحبا بكم، فرودوا السلام،بالسلام بالسلام، يا أهل السلام.. ردوا السلام و السلم لهذا العالم،.. لست أحكيكم،غير ما أشاهده بأم العين، لست أحكيكم بسوى عن ما ومن ألاقي، وعن من وما لاقيت.، ومشاعر الإنسان أحيانا،عصافير لا تتحمل قفص الصدر، ولا تطيق مجاري الدم.. Dimofinf Player في بيت الصبا.. -الجزء الثاني-