استغرب احد المقاومين و المعروف ببطولاته في مقاومة الاستعمار من ذكر اسمه ضمن لائحة المستفيدين من رخصة طاكسي ,في حين انه لم يسبق له إطلاقا الاستفادة من هذه الرخصة , وقال "محمد سيف الحق" المعروف بمحمد بن الحسن العيادي , وهو مرجع للمقاومين بمنطقته (أولاد أزمام سوق السبت أولاد النمة بني ملال) أن الحسرة تسربت إلى قلبه وهو يرى سرد اسمه ضمن لائحة المستفيدين من رخصة سيارة الأجرة في كراسة الإحصاء الاجتماعي بمندوبية المقاومة وأعضاء جيش التحرير, والصادرة نهاية شهر نونبر 1990, مع رقم بطاقته الخاصة بالمقاومين وعنوانه تحت رقم ترتيبي عدد 311 صفحة 14 , دون أن يكون له أي نصيب منها. ووجه محمد سيف الحق الذي القي عليه القبض من طرف السلطات الفرنسية وسجن في سجون الاحتلال, رسالة تظلم إلى كل من المندوبية السامية للمقاومين وأعضاء جيش التحرير بالرباط , والديوان الملكي, يبين فيها تطور ملفه, بصفته منتميا لأسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير, حيث كان قد تقدم بطلب الحصول على رخصة أجرة صغيرة ببني ملال، وكان دائما يقابل بمجموعة من الوعود سواء على مستوى المندوبية الإقليمية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير, أو من قبل الجهات المختصة بعمالة المدينة نفسها. وكان آخر مستجد له أن توصل برسالة من المندوبية السامية قسم الشؤون الاجتماعية مصلحة المساعدة الاجتماعية, تطلب منه الاتصال بمقر المندوبية ببني ملال وهو ما قام به فعلا , إلا انه تبين له أن هذا الاتصال لم يكن غير إشعاره بإرسال ملفه إلى دائرة سوق السبت أولاد النمة, التي أحالته بدورها على العمالة, لكن بعد ثلاث سنوات من هذا الحدث, فوجئ بذكر اسمه من بين المستفيدين من رخصة أجرة صغيرة في كراسة الإحصاء الاجتماعي لسنة 1990. وذكر هذا المقاوم المعروف انه وضع منذ الستينيات طلبه للاستفادة من رخصة أجرة صغيرة,و كانت المندوبية تطالبه في كل مرة بتجديد الملف لغرض لا يعرفه. ويبقى السؤال: من يستفيد من رخص المقاومين, الذين عاشوا الحرمان منذ أزيد من 50 سنة؟