ابنة جبال الأطلس الكبير الأوسط تخطت الصعاب من طقوس المرأة وتقاليد المجتمع ، كما تخطت تضاريس ومسالك وعرة بثلوجها وجبالها ، تشتغل في صمت إيمانا منها أن ماتقوم به يدخل في إطار تطوير الوضع الاقتصادي والاجتماعي لبلدتها. وبالتالي المساهمة في التنمية الشاملة للبلاد.ومن هؤلاء وردية الحبيب مستشارة جماعية وفاعلة جمعوية استطاعت أن تحدث بعض التغيير في منطقتها و لمعرفة انشغالاتها اليومية مع السكان و رغبتها الكبيرة في تشريف المرأة الجبلية ،عوامل كانت وراء ركوبها قطار التحدي رغم الصعوبات والاكراهات في مجتمع رجولي تحاول فيه المرأة البحث عن ذاتها ومشاركة أخيها الرجل في تدبير الشأن المحلي، وحتى نتعرف على تجربتها أجرينا معها الحوار التالي " إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل أزيلال أون لاين : من تكون وردية الحبيب ؟ جواب المستشارة : وردية الحبيب من مواليد 1977 بني اعياط ،عازبة و حاصلة على مستوى بكالوريا ، مستشارة جماعية ومسؤولة عن جمعية محلية تهتم بالمرأة والطفل و من اجل تحسين عطائها في الجماعة ، شاركت في عدة دورات تكوينية في إطار فعاليات اللقاء الجهوي المنظم من طرف النسيج الجمعوي بازيلال والجمعية الديمقراطية للنساء وكذا لقاء نسائي ببني ملال . أزيلال أون لاين : كيف بدأت تجربتك في ميدان العمل الجمعوي والميدان السياسي كمستشارة جماعية ؟ . جواب المستشارة : تجربتي تنطلق من انتمائي لأسرة معروفة بالخير والعمل الاجتماعي والجمعوي والوطني أيضا ، وقد تلقيت تربية من الوالدين ملؤها حب الآخرين وإسداء المعروف والمواطنة وتربيت أيضا تربية دينية ودخلت عالم السياسة عن طريق الأسرة ، . وتجربة العمل الجمعوي كانت قنطرة إلى عالم السياسة ، لرغبتي القوية في تدبير الشأن المحلي والعمل أكثر في إطار القيمة المضافة لان العمل الجمعوي علمني الكثير وخاصة الاشتغال في برامج محاربة الأمية لنساء والتكوين الحرفي والتدبير المنزلي ،وفي إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية استفادت نساء بعض الدواوير من حلوب الماعز حوالي 100 مستفيدة من طرف جمعية بني اعياط للبيئة والتنمية القروية وبرامج أخرى المتعلقة بمدونة الأسرة ، كل هذا ساعدني على اختراق المجلس الجماعي التي تظل تمثيلية النساء بها ضعيفة جدا ،لان المبادرات الجمعوية التي تخدم المرأة في المحيط القروي الجبلي محتشمة . . أزيلال أون لاين : لو ترشحت في الدائرة الانتخابية هل ستكون حظوظك للفوز بدون لائحة إضافية ؟ جواب المستشارة : في البداية لم تكن تصوراتي للنجاح في الدائرة غير مؤكدة ، ولكن فجئت بالنتائج والأصوات التي حصلت عليها وقد تبين لي أني استحق الفوز من خلال الحملة الانتخابية والتواصل مع المواطنين ، هذا التشجيع راجع إلى العمل الجمعوي والتواصل الجاد مع السكان الذي يصوت 30/° منهم على البرامج بينما 70/° يصوت حول الشخص والعمل اليومي . أزيلال أون لاين : كيف تنظرين إلى مسالة تدبير الشأن المحلي ودور المرأة جواب المستشارة : المرأة الجبلية في حاجة إلى التفاتة خاصة من طرف الجميع وهي ضحية الإقصاء والتهميش لعقود طويلة،والمسؤولية تقع على عاتق الجميع وأتمنى أن ينظر إلى هذا الأمر بطريقة مستعجلة وسريعة ،والحمد لله هناك مبادرات من اجل إعادة الاعتبار للنصف الأخر من المجتمع والمرأة تبقى حاضرة بقوة في المجال الاجتماعي وأنشطة المجتمع المدني،فهي متواجدة في الجمعيات وتعطي بسخاء وفي الجانب الاقتصادي أرى أنها لو كانت مستقلة ماديا لأبانت عن حنكتها وعن حسن تدبيرها وتظل أدوراها ووظائفها متعددة ،وفي المجال السياسي يبقى هامش تحرك المرأة الجبلية ضيقا للغاية. أزيلال أون لاين : ماذا عن الصعوبات التي تواجهك في إطار مهمتك الجديدة ؟ جواب المستشارة : المجتمع المحلي مجتمع رجولي بنسبة كبيرة هناك تقاليد وأعراف وثقافة،لكن رغم ذلك الأمور بالنسبة للمرأة في تحسن مستمر وهناك أناس يتفهمون دور المرأة الأساسي بضرورة إشراكها في تدبير الشؤون المحلية ،والمهمة ليست بالسهلة وليست بالمستحيلة . أزيلال أون لاين : كيف تنظرين إلى وضعية المرأة الجبلية بالجماعة وماذا تقترحين لتحسين وضعيتها الاجتماعية والاقتصادية ؟ جواب المستشارة : في الحقيقة لابد للجميع من بذل المزيد من المجهودات للنهوض بأوضاع النساء الجبليات في كل الميادين ، المرأة الجبلية تعاني من مجموعة من المشاكل في غياب مراكز متعدد الاختصاصات الخاصة بالزرابي والحياكة والطرز وأيضا هناك مشكل التسويق ، وكذلك عامل الأمية ، فرغم بعض المبادرة كخلق تعاونية نسائية لتحسين مستواهم الاقتصادي ، إلا أن هناك غياب تدخل المسؤولين أزيلال أون لاين : ماهي الأشياء التي لم تستطع المرأة الجبلية تحقيقها إلى حد ألان ؟ جواب المستشارة : الإشكال المطروح أن الرجل هو من يتحكم في زمام المرأة وحمايتها في الحماية فهي دائما تحت وصاية الأب أو الابن ليس كالمرأة المتمدنة التي تتمتع بالاستقلالية والحرية ، والعمل الجمعوي في المناطق الجبلية مازال محتشما يحتاج إلى تغيير النظرة الدونية للمرأة للدفع به إلى الأمام أزيلال أون لاين : ماهي طموحاتك المستقبلية ؟ جواب المستشارة : : هو العمل داخل المجلس بشكل تعاوني وتشاركي بكل جد لتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لساكنة وخاصة المرأة القروية الجبلية ، فيمكن للمرأة أن تعمل نفس عمل الرجل أو أكثر ، والحمد لله أنني تمكنت من تحقيق بعض ما اصبوا إليه بالجماعة التي انتمي إليها وقد تولد لي هذا الطموح عبر أسئلة وتطلعات السكان التي يعربون عنها في كل لقاء أو مناسبة . أزيلال أون لاين : مارايك في النساء المتواجدات في مركز القرار ؟ جواب المستشارة : خطوة ايجابية ودعوتهن إلى زيارة المناطق الجبلية للاطلاع عن قرب على مشاكل المرأة الجبلية والكف من السياسة المركزية وأطالب العقول الحرة والغيورة من البرلمانيات ومسؤولين أنها مازالت في حاجة إلى الاهتمام والتقدم. أزيلال أون لاين :هل سبق لك المشاركة في لقاءات نسائية ؟ جواب المستشارة : بالفعل استفدت من المشاركة في فعاليات اللقاء الجهوي المنظم من طرف النسيج الجمعوي بازيلال والجمعية الديمقراطية للنساء وكذا لقاء نسائي ببني ملال ، والذي أكدت فيه جل المتحدثات أن الحضور السياسي الضعيف للنساء راجع إلى عدم جدية الأحزاب الوطنية في ترجمة الشعارات على ارض الواقع . أزيلال أون لاين : في كلمة أخيرة للمستشارة وردية : اشكر بوابة "ازيلال اون لاين" التي أتاحت لي هذه الفرصة كمستشارة جماعية سأشتغل بروح نضالية من اجل خدمة وطني وجماعتي لخدمة ساكنة تعطشت لمشاريع تنموية والنهوض بأوضاع المرأة في كل المجالات. أجرى الحوار : هشام احرار