في مدينة الفساد يسكن الرعب ويحتل الفقر ما تبقى من أرصفتها ويلتهم الوحش بقايا الأسوار ، حاول الصمت أن يرحل، بعد ثورة اليأس يصير الألم كتلة من فراغ ... ويثور السؤال بدوره عن السؤال، ويدفن الأمل في مدينة الفساد وتهيم ترانيم الفراغ الوارثة للحيرة، والأسى. وتنتشر الأزبال والمخدرات في جسد مدينة كتب لها أن تكون لقيطة مترنحة ... متثاقلة الخطى ... بين القبور بعد أن أصيب الأمل بجلطة دماغية وأحشائه ملوثة بالوعود، بروث الأشباح. حول طاولة فقيرة، حقيرة تنبعث منها روائح العدم وسحابات الذل الملون: السحابة السوداء من بخار العقول السحابة البيضاء من عطر العبث السحابة الصفراء من الضحك على الذقون السحابة الخضراء من انتفاخ البطون السحابة الحمراء من ألفة المقاعد. وتهطل الدموع وتبقى الغرفة ذاتها والمقاعد نفسها وتمضي وجوه وتأتي وجوه رغم زحف الثوان ودورة الزمن ومن العيون يسرق السراب وينتشر الخراب في مدينة الفساد عبد الجليل ابو الزهور