كنا هنا بمثل هذا المشهد، ذات يوم.. نحن ثمانية ''طلبة''-بتسكين اللام - وأكثر -، في مكان صغير جدا في الكون، نطلب ما تيسر من العلم، من الصبح للعصر بالعصا لمن يعصى، وبالرضا لمن يمحو اللوحة ولا ينسى، ونحفظ ما تيسر من القران.. .. كنا هنا ذات يوم،كما كل يوم، في السنوات الأولى من الإستقلال في قرية، في كتاب، في قلب حي عتيق، قرب مسجد ، و''فران''، وحمام.. وصومعة المسجد الكبير بوصلة نعبر بها الزقاق :أدواتي، لوحة، وقلم من قصب، ودواة، وصمغ، و''صلصال'' -حجر نمحي به وبالماء اللوحة- والشاطر فينا لما يستظهر الفاتحة، ويكتب الأبجذية، والحساب من الواحد حد التسعة نزفه للبيت،بأنشودة: بيضة،بيضة..لله، باش نبيض لوحتي.. لوحتي عند ''الطالب'' –تسكين اللام'- ''الفقيه'' والطالب في الجنة، والجنة محلولة –مفتوحة-، حالها مولانا، مولانا وأصحابو، في الجنة يتصابو.. بيضة،بيضة..لله.. المصطفى الكرمي، خريف هذا العام،قريبا سيرحل فصلا من عمرنا