الصمت والغضب الصمت في ذاكرتي غابة دخان.. والنار التي في كبدي عرس مخاض .. وعن جدي ،، ورثت حب الرحيل ، وبعض الارتجال.. ها شفتاي مزمومتان على طحلب.. وفي وفاضي صدأ النعال وزاد قليل.. هل أغضب ..؟ وعلام أغضب..؟ ............ أمس ، ذكرتك في عيون الليل.. وكان الحان موحشا .. لحد الاندهاش عيناي شاردتان ؛ وللمرة الستين ، و في بلاغة الصامتين.. قلت لك : الحان والمدينة ، فاصلتان جارحتان ؛ وأنا وأنت في عمق البرد لازمتان ، لاشتعال السنديان . ....... عبثا يا صديقي نحارب جرحنا العتيق.. عبثا نعربد في الليل الطويل ، وفي الطريق.. الريح زمّت شفتينا صكت مسمعينا والنهر تلاشى في قلبينا ... وطيور الشتاء تنقر في رأسينا غواية الرحيل.. هل أغضب ..؟ وعلام أغضب..؟ ......... قالوا : ابتسم لتحيا .. قلت : لأحتفظ بنعلي القديم لأول الطريق ، وحافة الحريق. لرحيلي لو تعلم أيها الصديق ،، ألف احتمال .. ووجهة واحدة. فدعني أرنو قبل الوداع ، الى الحزن في العينين كيف يشاع ،، الى الحمّى تحرق الهوى قبل الجسد.. الى رحم الأبد. وأرثي ما كان من آمال واعدة. إنّا حملنا الأحزان أعواما وما طلع الصباح.. فانتظرني ،، يوما سأهديك باقة من جراح، نبتت من وطأة أيّامنا الثقيلة. ....... قد تكون يا صديقي غاضبا ، ورغم نارك .. بإسمك ، ومن دون إذنك : أشكر يراعة سوداء.. روتني من حبرها الى منتهى الارتواء.. وكانت النهارات ظمأى والليالي صحراء.. باسمك ،، يا صديقي أشكرها .. فمن نبع الحرف سقتني رحيق الظلال.. وعلمتني معنى التاريخ والبطولة ، والفتوحات وفيض الرجولة.. وعمرا صنعت من خربشات قليلة.. فدع عنك نميمة الشارع ، ودع عنك تواطؤ القبيلة.. لا انفصام بين المرمى والوسيلة ، رغم المسافات التي تبدو شاقة و طويلة.. .......... من ياصديقي يخون من ..؟ من يلجم الرياح ويصدها عن الوطن ؟ لكي يرتاح.. من يطفئ الرغبة في الأرواح ، ومن رمادنا ، يشيد أقبية الأفراح ..؟ من يلقينا في الصهد ، منذ المهد .. لنحترق .. وعلى هياكلنا يرتاح..؟ ......... أسأل يا صديقي ، ولا أغضب .. وهل حقا هناك من يغضب..؟ اني أتعجب !!! عبد اللطيف الهدار [email protected]