فوجئ الرأي العام المتنور والمتتبع بعين نقدية بناءة المهزلة التي أخرجها والي جهة تادلة أزيلال وعامل إقليمبني ملال محمد دردوري, وذلك على إثر الزيارة الملكية الأخيرة للإقليم, والتي ستعتبر تاريخية ومهمة في التاريخ المعاصر لإعادة تأهيل المغرب الحديث. ويمكن القول أن المفاجأة لا تخص الحدث في حد ذاته والمتمثل في وقوف أمير المؤمنين على مجموعة كبيرة من الاختلالات في إقليمبني ملال, ولكن المفاجأة تخص الإخراج المسرحي الذي تعمده والي الجهة لدر الرماد في الأعين بعدما اكتشف, عن طريق تبنيه للعقل المخزني في جانبه الاستثماري, أن الذاكرة الجماعية يُمكن التلاعب بها ولا تحتاج سوى بعض الكليشيات التي يبرع فيها رئيس ديوانه. بأمر من جلالة الملك محمد السادس, اجتمع وزير الداخلية يومه 17 أبريل 2010 على الساعة العاشرة صباحا بجميع مسؤولي الإقليم وعلى رأسهم والي الجهة ليبلغهم أن الإقليم والمدينة بالخصوص يعيشان في حالة فوضى معماريا, وإداريا, وسياسيا,... وبالتالي ضرورة إعداد خطة لتأهيل الإقليم. وفي يوم 20 أبريل, تمت الصياغة النهائية للمسرحية التي عجزت العقلانيات الحديثة عن استيعاب دلالاتها, وتم الاستسلام الفكري من طرف مجموعة من المتتبعين بأن السيد الوالي قد حصل على الرضى الكلي من صاحب الجلالة عبر الحفلة التي أقيمت بمقر الولاية لشكر الفاعلين المحليين على مجهوداتهم. سهام ملالي [email protected]