كنت بلا مظلة، كانت بلا مطر، معا نستعد للسفر، أنا على الرصيف الأول، وهي على الرصيف الأخر، كنا المسافران الوحيدان،ينتظران قطارين، بيننا سكتين متوازيتين، متعاكستين... ومعبرين لسفر في اتجاهين توقف المطر، رن الجرس وصول القطار الأول، وأعلن تأخر وصول القطار الاخر... سنتأخر معا عن السفر، للحب فرصة واحدة في العمر، إن ضاع يبقى الحب الأول،أبد الدهر، وإذا نجا بنفسه لا ينجو من عذابه واحد من إثنين، والتاريخ يشهد، وقيس وليلى مازلا في المشهد... قطعت سكة رصيفي عرضا،ألقيت بنفسي على الرصيف الأخر، غيرت النظر، من دون أن أعلم، غلبني مغناطيس الحب، لم يعد يهمني أن أسافر في هذا الإتجاه أم الإتجاه الأخر، عملت المستحيل كي لا أتأخر، كنت بلا مظلة،وكانت بلا مطر، أهديتها المطر وأحتميت بمظلتها، نسيت السفر وركبت سفرا أخر... المصطفى الكرمي 09 أبريل 2010