كنت قد حاولت في المحور الأول بكثير من الإقتضاب التأصيل لمخاض النوعية...وها أنا ذا أحاول في هذاالسياق الإيماء الى بعض من متطلبات الإرتقاء بمنظومة التربية و التكوين،آملا أن أوفق في ذلك،داعيا القارئ إلى إعمال عقله حتى يتمكن من إدراك معاني المعاني،فما هي بعض من هذه المطلبات؟ إنها في إعتقادي كالآتي: -لابد من الإنطلاق في دراسة إ جتماعية لمنظومة التعليم، لأن قضية التعليم - ما لها وما عليها – يجب أن تطرح كقضية إجتماعية – تدرس كما يدرس جسم الإنسان \"فز يولوجيا\" و ستسعفنا في ذلك مفاهيم:\" القطعية –البناء- التجريب \"با عتبارها المراحل التي يتوجب أن يمر بها الفكرالإنساني،وليس كل فكر إنساني ، معرفة إجتماعية لمجتمع مغربي يشترك مع كل المجتمعات البشرية في نقاط و يختلف معها في أخرى تشكل أخص خصوصياته في إتجاه إبداع يقوم على دراسة علمية تشخيصية ميدانية ،على أنه لا يمكن أن ننفي ضرورة الاستعانة بكل التجارب السابقة شريطة ان تكون الاستعانة في الحدود الممكنة ...إنها الخطوة المنهجية الأولى التي ستقودنا إلى تحديد الإجابات الثلاثة عن الأسئلة الثلاثة الثالية: من نكون؟ ماذا نريد أن نكون ؟ وكيف سنكون كذلك؟ وغالبا ما نتشدق بما نريد أن نكون-أن نضمن التعليم الجيد ...- دونما مراعاة للسبل الكفيلة لذلك،ومقاربة للسؤالين العالقين،نحن من سكان العالم الثالث،نعاني الفقر و الأمية وما يترتب عليهما من استفحال للوصولية و الإنتهازية ...،في ظلّ من نحن، كيف سنكون ما نريد؟؟ في تقديري المتواضع، يتحدد هرم المسِِِِؤليات ِلما آلت إليه نوعية تعليمنا – على أن الدلالة اليومية العامة لمستوى تعليمنا عند رجل الشارع العامي تفيد أنه منحط،مضيعة للوقت... – كما يلي: المجتمع الكبير، حكومة البلاد، وزارة التعليم، المؤطرون و المراقبون التربويون ، المدرسة(الأستاذ+الطالب)، ذلكم كان هرم المسؤوليات حسب الترتيب،بحيث يتوجّب أن يحملّ كل مسؤول ما يطيق وإلا كانت المسِؤولية وبالاعليه ، إن النظرة التقليدية إلى جهاز التربية والتكوين ترتسم معالمها في شكل \"جبل جليد عائم \"يتربع على قمته كائن يسمى الأستاذ، مشجب الإخفاقا ت والفشل...،بينما قاعدة الجبل عريضة عرض السماوات و الأرض يستعصي صبر أغوارها، ما يجعل أصابع الإتهام ما تنفك توجه إلى الإستاذ لموقعه الجغرافي على خريطة التعليم تارة،ولكونه-فعلا – تارة أخرى يختار لنفسه دورا في مسرحية العبث ملقيا اللّوم على الآخر ومتنصلا من كل المسِؤليات ،فتظل بذلك المسؤولية بضاعة مجزاة فكيف يكون المدرس مسؤولا:-في غياب تكوينات مستمرة هاذفة -دون إشراكه في إعداد البرامج و المناهج مشاركة فعلية -ووضعه الإجتماعي،ودخله المادي يلقيان بظلالهما على شخصيته المعنوية - وبعض رجال التربية و نسائها أشباه غربان في كهوف جبال،يفتقرون إلى أدنى شروط العيش،فهل يؤثر ذلك على مردوديته في العمل أم بالأحرى هل لذلك على اتزانه العقلي والنفسي؟ - وجل المؤسسات التعليمية تفتقر إلى سكن وظيفي، بل وبعض الدواوير يستحيل أن يجد فيه السيد الأستاذ مقرا لسكناه فماذا عساه يفعل؟ إنه غالباما يتخد ركنا من قاعة الدرس ملجأ ، إن الماجأ يتنافى و المردودية وإن عدم الإستقرار يبرر الغياب و ضوء أخضر يستنير به المتغيب في غياهب \"السليت\" - وقسمه مكتض بالأرواح البشرية - وحظه العثر جاد عليه ب: \"سلسلة\" أقصد سلسلة بشرية ،قسم متعدد المستويات، متعدد اللغات ( عربية ،فرنسية،أمازيغية) وحتى لغة الجن بات من المحتمل جدا برمجتها،فما علاقة\" المسلسل\" من الأساتذة بالمردودية كيف يكون التلميذ مسِؤولا :بعض من تلاميذنا لا زالوا يعدون دروسهم مستعينين بالشمعة أو ما شابه، بل قد تجد أستاذهم كذلك يفعل وتجدر الأمية في الأرياف يحول دون رفع الروح المعنوية للتلميذ وتشجيعه على التمدرس وبنو جنسه من التلاميذ الذين التحقو ا بالأسلاك الموالية يعانون مشاكل لا حصر لها و أبوه ما له في الدنيا إلا كد اليمين و عرق الجبين وجسمه النحيف يقاسي القر في أعالي جبال الوطن ، والجوع يلتهم احشاءه ،فكيف يعرف إلى التركيز طريقا؟؟ وكيف سيذوق للتعلم طعما؟؟ أطفال يحز امرهم في النفس ويشعر بالأسى و الأسف و هو يقتسم طاولة واحدة مع 3 أو4 أو أكثر من ذلك أحيانامن زملائه المعذبين أمثاله كيف يكون المكلف بالإدارة التربوية مسؤلا:-والمسؤوليات تتناسل عليه من كل حدب وصوب ،لتشمل مناحي الحياة التواصلية والبيداغوجية والتربوية والإجتماعية، وتزداد تناسلا يوما بعد يوم،فكيف لهذا أن يتحمل كل هذه المسؤوليات ووزارة التعليم ترفض تسميته باسمه،الخلاصة أن مثل رجل الإدة كمثل الحمار يحمل أسفارا تارة من النيابة نحو المؤسسة وتارة أخرى يغير الإتجاه كما أن مثله كمثل المسماربين المطرقة و السندان الأساتذة من جهة والنيابة من أخرى إن \"المدير\"يد الإدارة التي ما تفتؤ توجهها حتى إلى جهنم كيف يكون السيد \"المفتش\"مسؤولا