مدرسة يتيمة وحوامل الدوار ينقلن فوق النعوش للولادة مسلك مترب، تخترقه شعاب وانحناءات ومرتفعات تشكل الرابط الذي يربط ساكنة قبيلة بوعنتر بالطريق المعبد وبالعالم الخارجي. زيارة هذا التجمع السكاني النائي شتاء، تجعل الزائر يحاصر بالممرات الموحلة حيث يعبده السكان باقدامهم فقط بعدما تكون أحذيتهم قد علقت في الوحل. عدد البيوت بالدوار حوالي 250 أسرة او \\\" كانون\\\" بلغة اهالي البلدة معظمها من الطين، وداخل القرية غرست بعض شجيرات الزيتون واللوز ، تتناثر عن بعضها كتناثر منازل السكان. يعتمد سكان هذا الدوار على زراعة معاشية تعتمد على الحبوب التي يرتبط محصولها بما تجود به السماء . غالبية شباب الدوار هاجروا المنطقة للعمل في البناء في الدارالبيضاء ومدن مغربية أخرى ليعودون في المناسبات بمصروف لعائلاتهم لسد جزء من حاجياتهم. دوار بوعنتر تابع لجماعة واولى بدائرة دمنات إقليم أزيلال . وككل قرى أزيلال النائية ينعدم بالدوار الماء الصالح للشرب والمستوصف وسيارة الإسعاف... والنساء لكي يحصلن على حبوب منع الحمل، توضح (ع) شابة غير متزوجة، \\\" عليهن قطع مسافة خمسة كيلومترات على الأرجل إلى مستوصف تاشواريت التابع لسد الحسن الأول\\\" قبل أن تضيف \\\" الأدوية بهذا المركز الصحي، توزع بالمحسوبية والزبونية ، والنساء عند الإنجاب يلدن في البيوت أو ينقلن على متن النعوش في وضعية حرجة للطريق المعبد\\\". وسائل النقل هنا شبه منعدمة فلا توجد سوى سيارتين للأجرة ، تنتظران المواطنين عند قارعة الطريق، لكن في حال عدم توفر سبعة ركاب فإن السائق يرفض التحرك بسيارته. آثار التنمية غائبة تماما بالدوار. فالمدرسة العمومية بناها أحد المحسنين سنة 1976 لفائدة سكان منطقته بالقرب من الطريق، لكن هذه المدرسة ظلت بدون مرافق صحية ، أو ساحة او مكتبة، واختفت الكثير من الأشياء التي كانت تميزها عند بداية الدراسة بها في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي. شاب من الدوار في العقد الثالث من عمره، أبدى الكثير من التحسر على ما آلت إليه المدرسة يقول \\\" عندما كنت أدرس فيها كانت تتوفر على مطعم وكانت الأدوية بالإدارة، وكان فيها انظباط ، لكن الآن تخربت حيث اندثر الممر المؤدي إليها ، وتم تحويلها إلى فرعية فقط رغم أن عدد الدواوير التي يتوافد منها التلاميذ عليها ستة. ولم تعد بها ادوية أو مطعم، ولا تتوفر على المرافق الصحية والأبواب\\\" ليختم تصريحه \\\" السكان ساهموا مؤخرا بالأموال وزودوها بالماء والكهرباء\\\". التلاميد الذين يدرسون بفرعية بوعنتر، يتوافدون من ستة دواوير، ما يجعلها حسب شابة من الدوار غير متزوجة \\\" تعرف اكتظاظا، ناهيك عن تغيبات المدرسين المسمرة...\\\" يقاطعها شاب هو الآخر من دوار بوعنتر \\\" المدرسة ينعدم فيها الإنظباط الناتج عن غياب المدير \\\" ، ثم يضيف مستدركا \\\" سبق أن احتجت إلى شهادة مدرسية ، ولما تعبت من انتظار مدير المدرسة، اضطررت إلى التنقل إلى أزيلال، وهذا يؤثر على التلاميذ الذين يتنقلون لمتابعة دراستهم الإعدادية بتنانت ، فيصطدمون بمشكل التواصل باللغة العربية فينقطع معظمهم عن الدراسة\\\". تعرف المدرسة اكتظاظا كبيرا ، حسب أحد سكان الدوار دائما لأنها شيدت على حساب ساكنة محددة ، والآن تستقبل أطفال عدة دواوير. وأكثر من ذلك ، تم اختزالها في فرعية. مشيرا أن السكان احتجوا عدة مرات سواء بالنيابة أو الأكاديمية وتمت مراسلة الوزارة أيضا ، لكن الأمور ظلت على حالها دون تغيير حتى إشعار أخر. الكبيرة ثعبان جريدة الاحداث المغربية العدد 3868 الخميس 3 دو القعدة 1430ه الموافق ل 22 أكتوبر 2009م