يأتي الحديث عن فصل أخر من فصول النفايات بواويزغت لأن هناك فصولا أخرى سابقة ، وإن كان الفرق النوعي والزمني بينها يكاد يكون منعدما لأن النتيجة هي نفسها إلى الآن. بدأت الحكاية عندما ظهر عدد من الغيورين ، أصحاب \" الإحساس المتقدم\" نسبيا عن إيقاع الوعي في واويزغت ، المنتبهين إلى أن موقع مطرح النفايات يشكل خطرا على البلدة : روائح كريهة في كل الجهات ، كلاب ضالة من كل حدب وصوب ، تلوث بحيرة بين الويدان بفعل ما تجرفه مياه الأمطار، منظر مقرف ، أوبئة قائمة وقادمة لا محالة... وأكثر من ذلك وجود مؤسسة الدرك الملكي تحيط بها الزبالة من معظم الجهات . كان لابد ، والحالة هذه، من خلق شراكة مع المجلس الجماعي للبحث عن بديل للمطرح إياه. ولأن الإرادة كانت حقيقية فقد تم التوصل الى إيجاد مطرح بديل في منطقة ( تاورضة) البعيدة عن واويزغت ب 6 كلم، بعد إجراء سلسلة من الدراسات البيئية والاجتماعية والقانونية... من طرف لجنة مكونة من 14 ممثلا لمؤسسات مسؤولة على صعيد إقليم أزيلال وولاية بني ملال ( الوكالة الحضرية، التجهيز، الغابات، التعمير، حوض ام الربيع...) أشرت كلها على ان المطرح الجديد مستوف لكل الشروط. بدأ المشكل الأول عندما شرع المجلس الجماعي في التنفيذ، حيث اعترضه بعض الأشخاص دون مبررات ؟ ولاح المشكل الثاني عندما عجزت السلطة المحلية عن تطبيق مقرر المجلس الجماعي. سلسلة من المشاكل كانت الحلقة الثالثة فيها عندما حاول الغيورون تنظيم اعتصام مفتوح لحمل الجهات المسؤولة على القيام بواجبها. تدخلت السلطة مطالبة المعتصمين بإعطائها مهلة بوعود أنها ستباشر بنفسها عملية تنفيذ تحويل المطرح الى مكانه الجديد، لأن المطرح الحالي ( في نظرها ) خطير ويهدد الساكنة بعدة ويلات. علق الاعتصام، ومنذ ذلك الوقت نسي الأمر. فتح الاعتصام من جديد خصوصا وأن التلاميذ في المدارس صاروا يصابون بداء الليشمانيوز، وصارت الروائح بفعل الحرائق تخنق الأنفاس، وتلوث الجو كله.. ما استدعى لقاء مباشرا مع عامل صاحب الجلالة على إقليم أزيلال وممثلي المعتصمين بحضور رئيس جماعة واويزغت ورئيس جمعية التواصل للتنمية والبيئة والثقافة كشريك، انتهى (اللقاء) بتكليف السيد العامل لرئيس جماعة واويزغت بإيجاد مطرح بديل ومناسب وفي أقرب الآجال. كان الأمر سيقف عند هذا الحد في انتظار ما سيأتي، إلا أن عدة مؤشرات أبانت على أن هناك خللا ما، منها: 1- إشاعات مغرضة تناقلها الناس على لسان رئيس الجماعة مفادها أن عامل صاحب الجلالة طرد ممثلي المعتصمين وتوعدهم بالاعتقال. 2- تصريحات لرئيس الجماعة أمام الحضور أثناء الدورة الأخيرة (بعد اللقاء مع العامل) بأن مشكل النفايات ليس من اختصاص الجماعة رغم أن بعض الأعضاء تلوا عليه فصولا من كتاب \" الميثاق الجماعي\" للتصحيح. 3- عدم تقديم جواب شاف ومقنع عن سبب عدم تنفيذ مقرر جماعي يقضي بتحويل المطرح الحالي الى المطرح البديل الذي أنفقت فيه ثلاث سنوات من الدراسة- زائد مبلغ 194300 درهم الذي حصلت عليه جمعية التواصل للتنمية والبيئة والثقافة كدعم من وزارة البيئة. 4- إشاعة جو من الصراعات القبلية المهترئة دون النظر بعين بصيرة الى معنى أن توجد زبالة وسط مدينة ، وأكثر منه أن تكون محيطا لإدارة الدرك الملكي. 5- الإدعاء في الكواليس أن لا أحد من السلطات ، لا المحلية ولا غيرها، قادر على تنفيذ المقرر الجماعي بالتحويل. بقي الوضع كما هو عليه، وكانت المؤشرات السابقة كفيلة بان تجعل الناس يترقبون زيارة ميدانية من قبل عامل صاحب الجلالة على الإقليم للحسم في الموضوع، في الوقت الذي تملأ فيه القمامة كل الأرجاء. الجديد في الموضوع هو أن المجلس الجماعي عندما سمع في الأسبوع المنصرم بإمكان زيارة السيد العامل، جمع رأسه وشطب الزبالة المرمية على أرصفة الشارع الوحيد في واويزغت للتجميل؟ وأرسلها على متن شاحنات الى زبالة أفورار. أما بقية النفايات المرمية في كل الأماكن فقد تكفلت بها الأمطار الرعدية الخطيرة التي عرفتها المنطقة مؤخرا ورمت بها مباشرة في بحيرة بين الويدان وهذا ما لا نريده... والسؤال المطروح : من ياترى يقف وراء عرقلة مطرح النفايات الجديد بتاورضة بواويزغت رغم استوفائه لجميع الشروط