تلك مقارنةٌ طالما راودتني وأقلقتني، فتهجم عليّ أفكارها من وقتٍ لآخر، فأحاول دفعها ما استطعتُ سبيلاً، وها أنا أكتبها اليوم في صورة رجلين؛ لتكون ملماً بكنهها، أحدهما يكتب في صميم الأدب بلسان الأخلاق، فيتخذ من الأسماء الرائجة في هذا الباب زاداً (...)
وجدتُ نفسي مستمتعاً بالسير خلف رجل عجوز تظهرت عليه معالم الفاقة يتوكأ على عصاه، ويسير ببطء شديد، ينشغل بمسبحته في طريقه بالذكر، وكانت مسبحته تتميز عن المسابح الأخرى، ينظر يمنة ويسرة كأنّه يراقب أحداً في سيره أو يراقبه أحدٌ، وجدته يقف عند كلّ رجلٍ (...)