هناك معجم سياسي جديد ينتشر اليوم بين الفاعلين السياسيين وهو المتداول في الإعلام المرئي والمسموع أيضا، إنه شبيه ب"النوفلانغ" التي تحدث عنها جورج أورويل في كتاباته.
يقتضي هذا المعجم تضمين الكلمات شحنة دلالية جديدة تُعيد تسمية الفعل والفاعل والمفعول، (...)
إن الشخصيات لا توجد خارج الروائي، إنها موجودة في أناه، ولكنها تستعير ضمائر بديلة لكي تستوعب التعدد داخله. فنحن نتمنى أن نعيش كل التجارب، وأن نحيى بذلك كل الحيوات الممكنة/ وهو أمر لا يستطيع عمرنا الافتراضي استيعابها جميعها.
لا يمكن للذات أن تكون (...)
ليست الغاية من اللغة دائما هي ضمان تواصل سليم بين الناس، « إنها قد تكون أداة للمصادرة والكذب والعنف والازدراء والقمع، كما قد تكون أداة للمتعة واللذة واللعب والتحدي والثورة» (3). فليست تفاصيل الفعل هي ما يُصَدِّق على السلوك ويحكم عليه، بل تصوراتنا (...)
كل شيء يتم داخل السرد، كما لو أننا نعيش حياتنا في القصص قبل أن نجربها فعلا في الحدث اليومي. لذلك قد تكون الحكاية هي الوسيلة المثلى، إن لم تكن الوحيدة، لتسريب التجربة الفردية إلى ما راكمته الجماعة واحتفت به أو قاومته. إن الهوية الجماعية ذاتها لا يمكن (...)
يشير القاموس إلى الطريقة التي تُدَبِّر من خلالها اللغةُ شؤون حضورها في الوجود وطريقتها في التقطيع المفهومي ونقل العالم الخارجي إلى رموز لا قيمة لها خارج النسق الذي يَحْكم تركيبها وصرفها ودلالتها. بعبارة أخرى، إن اللغة «تفكر» في نفسها من خلال صب جزء (...)
يُصنف اللعب ضمن كل ما يمكن أن يخرج عما ترسمه التجربة اليومية بمحدوديتها في الوظيفة والغايات. يدخل في ذلك الرقص والغناء والرياضات الفردية والجماعية؛ ويدخل ضمنه أيضا اللعب بالكلمات والشعر والإيماءات وكثير من الممارسات التي لا غاية منها سوى اللعب ذاته، (...)
الصورة في السيلفي تكتفي باستثارة الحضور التلقائي للجسد المصوَّر خارج أي تأطير، أي خارج أي وَسْم دلالي عدا «فرجة» اللعب ذاته. ووفق هذا «التأطير» لن تكون الصورة موجهة إلى أي شيء آخر غير « متعة» التصوير وحدها، فهي لا تمتلك جمالية الفوتوغرافيا أو رمزية (...)
تتميز التجربة الإنسانية بطابعها الزمني الخالص، فليست حياة الفرد والجماعة والأمة كلها سوى تصريف لكم زمني لا أحد يعرف حصته الحقيقية منه. ومع ذلك، فإن الزمن ذاته هو إفراز لِحِس ثقافي، وليس معطى سابقا مودعا في الذاكرة البكر. فنحن لا نُدرك وجوده إلا (...)
استعان الناس دائما بالشعارات، لقد استعملوها دفاعا عن عقائدهم وانتماءاتهم العرقية أو الجهوية، وفعلوا ذلك من أجل نصرة فريق على آخر، سياسي أو طائفي. لقد كانوا في حاجة إلى أداة «توحدهم وتثيرهم وتوجز» ما هو متداول بينهم في شكل تفاصيل أو قناعات فردية، (...)
قد يتلذذ الإنسان بطاقة انفعالية حدسية لا حدود لها، ومع ذلك لن يكون بإمكانه، في غياب معرفة تقود إلى التعرف على الشكل التجريدي للخبرة، مراكمةَ خبرة جمالية قابلة للتداول بين جميع الناس.
هناك تباين كبير بين التقدير التحليلي للعمل الفني وبين الحكم (...)
إن حالة الفنان والمتصوف، وأفترض أن التصوف هو حالة دينية قصوى شبيهة في بعض تفاصيلها بحالة الفن، كلاهما يتجاوز النفعي في الأشياء لكي يمسك بالغايات داخلها : يُرى الفنان في فنه، وعظمة الخالق لن تكون سوى في خلقه، وهي صيغة تجمع بين فنان يرغب في الكشف عن (...)
إننا نُدْرِج الزمن في اللفظ والصورة والإيماءة، وفي كل ممكنات التعبير الاستعاري في الجسد وفي المحيط، ففيه «الوراء» و»الأمام» و»الليل» و»النهار»، وفيه «الشروق» و»الغروب» و»الغد» و»الأمس» و»ما مضى».
لا وجود لزمن موضوعي إلا في حالات التأمل العيني، فهي (...)
التسامح حاجة، وليس اختيارا حرا، فهو في العادة يُمارس عندما يعترف الناس بسيئات شيء قد تقود محاربة السوء فيه إلى ما هو أسوأ منه. لذلك «وجب علينا التوقفُ عن محاربة ما يستحيل تغييره»، كما يقول جون لوك، في رسالته حول التسامح
( النص هو جزء من مقدمة كتاب (...)
قيل في الإنسان ما لم يُقل في أي كائن آخر، فهو «ناطق» و«عاقل» و«رمزي» و»سياسي» و»متدين» و»غريب الأطوار»، وكثير من خاصيات أخرى تختلف تجلياتها باختلاف الثقافات والأصول الحضارية. يتعلق الأمر بصفات تؤكد جميعها «تعددية واجهات الكينونة وتنوعها»، كما يشير (...)
تبدو واجهات الوجود فقيرةً قياسا إلى تنوع التجربة الإنسانية وغناها. ذلك أن "الوجود الفعلي" لا يستوطن العيان العيني وحده، إنه مودع، في ما هو أبعد من ظاهر الأشياء والكائنات، ضمن ما تأتي به اللغة من خلال سيرورة التمثيل ذاتها. فاللغة لا تعين عالما خاما (...)
في نهاية السبعينات من القرن الماضي وصف تزفتان تودوروف، وهو أحد منظري الموجة البنيوية الأولى في فرنسا، النص بأنه «نزهة، كلماته من المؤلف، أما معانيه فمن القارئ». وهو تصريح غريب حقا. فهو صادر عن باحث لم يكن ميالا إلى التفكيكية، ولم يُعرف عنه تعاطفه مع (...)
تعود الحكاية إلى أكثر من 20 سنة، كان أول لقاء بيننا هو مناقشة رسالة بكلية الآداب بمكناس، لم أكن قد رأيت حسن بحراوي من قبل، ولكنني كنت أعرف الاسم، فقد اقتنيت كتابه الأول بنية الشكل الروائي سنة 1990، وقد استعنت به في بداياتي الأولى من أجل الاستئناس (...)
ربما يكون الشكل هو الحقيقة الوحيدة التي تقود العين إلى الانتشاء بما تملك. فهو ضمن الممتد الطبيعي مدخل وحافة وفاصل، وهو في الأشياء والكائنات سمة أولى في الوجود. وفي جميع الحالات، فإن الحياة ذاتها ليست سوى سلسلة لا تنتهي من الأشكال (هونري فوسيون)؛ (...)
سنحاول في هذه الصفحات الكشف عن خاصيات بعض النصوص الروائية التي تصنف صمن « السرد النسائي «(لا كل السرد النسائي). وهي نصوص احتفت بالجسد وحده باعتباره البوابة الأصلية لكل تحرر. ومع اعتقادنا الجازم في حق المبدع (والمبدعة) في أن يكشف عن ذاته ومحيطه (...)