وقفت الحافلة في محطة الزيتون، حيث هناك جامعة الأدب و العلوم. لما لمست قدماي الأرض، تدفق عبير أريج من جهة السور الضخم يعطر أنفي. في ممر ضيق يفصل الجامعتين، كانت متكئة على سور "مولاي اسماعيل". خطفني جمالها المثير الذي كاد يصيبني بالعمى والصم والبكم (...)
في ظلمة حالكة، أتذكر فقط قبضة أبي، ثم ارتخت أصابعه و كأن أحداً سرقه، وكأن الوهم كان يمسك بيدي.
بكيت، صرخت، استنجدت ولا مؤنس لوحدتي غير سواد الليل. لا أعرف أي المفقودين أبحث عنه، هل أبحث عني ؟
أم أبحث عن عظمة اليد التي كانت تمسك بي؟ الجسد هش، والعمر (...)
جمعت كل أمتعتي ووقفت أنتظر البراق. لا تفكر في بنطال دجينز القصير والأقمصة، بل ركز أنها أمتعة من نوع آخر، ربما ستعرفها في ما بعد إن كنت يوما قد سافرت، أما إذا كنت ممن فتح عينيه ووجد الحقيبة والأمتعة بالسيارة فأنت وارثٌ، وأنا لا أحدثك. أنا هنا بمحطة (...)
هنا ياصديقي بالكلية، دخلت وسط دهول الجميع لا أعرف محتوى المادة ولا أستاذها، كل ما أعرف هو اسمها. أخذت الورقة أتجرع صعوبتها، ماذا عساي أن أكتب؟ وكيف لي أن أصيغ موضوعاً وعقلي يملأه الخواء. كتبت اسمي أعلاه ونمقتُ بكل ما يملأ دواخلي من عبارات قواميسي (...)