إن نسق الفشل العام الذي تعيشه بلادنا، وبلاد العالم الثالث التي انتكست ونهبت في استقلالها المنقوص والمقصور والمجزوء، هو نكبة واحدة، ومنطق الأشياء يفرض هذا، فلا يعقل أن تنجح دولة في أن ترفع جناحا وتطير به والجناح الآخر مكسور، ولا يعقل في أن ينجح عداء (...)
لِمَ، رغم كل ما عرضناه في الحلقات الماضية من توجه سلمي قوي وواضح في الإسلام، يتبنى البعض من المسلمين اليوم فهما مخالفا بالكلية لهذا التوجه، فتراهم بالعكس يتقصدون استعراض القوة، ويفتخرون بالعنف، فيتقصدونه، ويوسعون له في الأحكام الشرعية؟ - أظن أن هناك (...)
يوصف الإسلام من قبل خصومه بأنه أكره الناس بالسيف ومارس عليهم القتل، ووضعهم تحت طائلة الإعدام من أجل أن يدخلوا فيه ويعتنقوه. لقد جيش الإسلام -حسب هذه الدعوى- جيوشا وفتح بها العالم، وبالتالي فالإسلام مثل باقي الإمبراطوريات الكبرى قد لجأ للقوة، واستعمل (...)
ننطلق في حديثنا للإجابة على سؤال: لماذا اختير الرسل صلوات الله وسلامه عليهم مجردين من كل وسائل القوة؟ إن أكبر أداة استراتيجية لتنـزيل الدين اقتناعا ومنهجا تربويا ومشروعا ماديا متجسدا في دولة هم الأنبياء، إذ هم الأداة الاستراتيجية الأولى لتنزيل هذا (...)
ثمة رؤية ينبغي الاشتغال عليها بعد أن أعطت ثمارا جلية، وتقوم على أن يكون الجواب على المتهجمين على الإسلام في الغرب والعالم المسيحي منه على وجه التحديد، باعتماد منطقهم وقوانينهم ومنظومتهم القيمية، وفيها تنظير وممارسة ما يكفي من الأدلة ضدهم، فهناك (...)
تجد عند الكثير من المفكرين العرب والمسلمين نوعا من الاضطراب والتشويش في حسم المرجعية العقدية والدينية للغرب؛ هل هي مرجعية علمانية أم صليبية أم مسيحية يهودية، انطلاقا من أنهم لم يستطيعوا التمييز بين مستويين: المستوى الأول: ينبغي التمييز فيه بين الدين (...)
ننطلق في طرح هذا السؤال من قلق مشروع على مستقبل ثقافتنا القريب قبل البعيد، في ظل تغول أخرق، تمارسه القوى السيدة السائدة على مسرح كوكبنا، وفي طليعتها الثقافة الأمريكية المستأسدة بمركبها الإعلامي المتفوق، وبتنظيرها المبرر لسلوكاتها الإبادية، مثل نظرية (...)
في سياق معالجتنا لموضوع حركية الاجتهاد في الوعي الإسلامي المعاصر نقدم مثالا آخر عن معاناة هذا الفكر الساعي لتخليص الشرع من أسر التاريخ، حتى يستبين داخل منطق التشريع ما هو جوهري خالد، يمثل القوانين الكلية المطلقة، وما هو مرحلي مؤقت، يراعي المرحلية (...)
كثيرة هي الأنظمة الإسلامية والعربية التي تسير ضد إرادات شعوبها للأسف الشديد، (برهان غليون: محنة الأمة العربية-الدولة ضد الأمة)، إلا أن الرأي العام الإسلامي في بعده العاطفي على الأقل، قد تحرك لمساندة القضية الفلسطينية، وللتنديد بالهجمة الصهيونية (...)
يقارب المقرئ أبوزيد قضية الحرية من خلال مفهومين تبلورا ضمن مسارين مختلفين، مفهوم الحرية المتحرر من القيود، وهو المسار الوضعي الذي ينتهي بالحرية في مسار تطبيقها إلى فرض قيود وضعية تفرضها الحاجة الاجتماعية والاعتبارات الإنسانية، وبين مفهوم للحرية (...)