محيط: تعد حالياً لمشروع بحثي ضخم عن "المقاومة" فما هي ملامحه؟ الموسوعة عبارة عن دراسة شاملة للمقاومة والاحتجاجات في العالم العربي ؛ الجزء النظري منها يتحدث عن أشكال المقاومة الأربعة المسلحة والمدنية والمقاومة بالحيلة والمقاومة بالصمت، ووجدت أن هناك أربعة أشكال للمقاومة ظهرت ؛ فهناك مقاومة الغزو أو العدو الخارجي، مقاومة السلطان الجائر، مقاومة التخلف والأفكار الرجعية، ثم مقاومة شرور النفس . ونبحث حاليا في المقاومة في الفكر الإسلامي بشقيها السني والشيعي، وندرسها في المسيحية الشرقية واليهودية، إضافة لدراسة فكرة المقاومة في الأدب والقانون الدولي والإعلام. أما الشق التطبيقي فيرصد تاريخ المقاومة والاحتجاج في العالم العربي ولا أعني المقاومة المسلحة فقط ، فأحيانا تكون المقاومة المدنية أكثر تأثيرا، أيضاً نتناول تجارب تاريخية مشهودة لنعرف كيف يفكر العقل الإنساني مثل تجربة مارتن لوثر كينج، غاندي، ونيلسون مانديلا، وفي المقاومة المسلحة نتناول التجربة الفيتنامية والكوبية وفيدل كاسترو وتشي جيفارا، ونحاول أن نخلص من ذلك لمؤشرات ومظاهر لتطبيقها على الحالة العربية بشكل عام. محيط: ما الذي دفعك لاختيار موضوع "التنشئة السياسية للطرق الصوفية"؟ في بداية عملي كباحث في العلوم السياسية اشتغلت على الحركة الإسلامية وقرأت عن تاريخ الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية، التنظيمات الدعوية والسلفية مثل "أنصار السنة"، "الجمعية الشرعية" ، "التبليغ والدعوة"، ووجدت نفسي أجهل كثيرا عن الطرق الصوفية، فقررت إعداد بحث صغير في المؤتمر السنوي السابع للعلوم السياسية بكلية الاقتصاد جامعة القاهرة حول هذا الموضوع، ودفعتني الحفاوة التي استقبل بها هذا البحث لأن اسجل فيه أطروحة الماجيستير والذي حصلت عليه عام 1996، كما كلفت بإعداد العديد من الأبحاث في هذا الموضوع، وعكفت على تعميق الكتاب بشكل مستمر حتى وصل لحالته الراهنة وهي النسخة التي تقدمت بها لجائزة الشيخ زايد. وما دفعني لإعداد هذا الكتاب عن "التنشئة السياسية للطرق الصوفية" هو عدم التفات مدرسة العلوم السياسية إليه بشكل كافي رغم أنه قتل بحثاَ في الدراسات الأدبية والفلسفية والفنية، وزاد اهتمامي بالصوفية بعد أحداث 11 سبتمبر حيث بدأت الولاياتالمتحدةالأمريكية في طرح التصوف كبديل للإسلام، وتشجيع الصوفية استناداً إلى تجربة الصوفية التركية التي أنتجت حزب الرفاه وحزب العدالة الاجتماعي والتي استطاعت أن تزاوج بين العلمانية الغربية وبين الإسلام وبين قيم الديمقراطية والموروث الحضاري الإسلامي، فأرادت الولاياتالمتحدة أن تعمم هذا الاتجاه في إطار مشروعها للإصلاح في العالم الإسلامي فاستضافت أكثر من مؤتمر وشجعت هذه المسألة. كما أضفت فصلا في الكتاب عن "الصوفية في العالم الإسلامي" لكي اختبر المقولات الأمريكية التي ترغب في البحث عن شكل مستأنس من الإسلام تستطيع معه أن تطمئن على مصالحها ووجودها في المنطقة، وربما هذا البعد في الكتاب هو الذي أعطاه هذه القيمة حيث أصبح مشروع استراتيجية دولية تقابلها استراتيجية مضادة من العالم الإسلامي.