صدرت الطبعة الثانية لكتابالجيوش الجرارة في كشف الغطاء عن حقائق القوة الجبارة للعلامة محمد بن محمد بن عبد الله المؤقت المراكشي بالمغرب بعدما تم طبع الأولى بمصر سنة.1938 ويقف المؤلف رحمه الله على دعائم النهضة الإسلامية عامة وبالمغرب على وجه التخصيص، ويحددها في أربعة ركائز وهي: العقيدة الصحيحة والعلم النافع والحرية والوحدة الإسلامية أو ما يسميه برابطة الأخوة. وهذه الدعائم الأربعة، حسب المؤلف، هي التي تنتج القوة الجبارة بما هياتصاف بالزعامة، غير أن الزعامة شيء صعب لا يقدر عليه إلا من كانت له نفس أبية وكان صاحب صبر وجلد، غزير الاطلاع على التاريخ القديم والجديد، عميق التفكير، صريح القول، حر الضمير، لا يخشى في إذاعة الحق لومة لائمص,37 وهي عبارة عن التمسك بالرابطة الإسلاميةص.43 وقد مزج المؤلف تفصيل أفكار الكتاب ومحاوره نثرا ومستشهدا بنصوص شعرية ومقتطفات صحافية في عهده (تاريخ طبع الكتاب تم سنة:1937 الموافق ل1356) وبالاستاد إلى نصوص تراثية لتدعيم بعض أفكاره. وأورد المؤلف عناصرالكتاب وحددها في مقدمة تناول فيها معنى القوة الجبارة والمقصد وخصصه لبيان ما تفتضيه هذه القوة الإنسانية أما الخاتمة فأوضح فيها أسباب نهضة الأمة مستلما مضمون الكتاب وأفكاره من بيتين شعريين للوطني عبد القادر بن الحسن في بدء ديوانهأحكام الفجر وهما: أنا قوة جبارة لا ترى لها مقرا ولو قد جاوزت فلك النجم أنا مثل نفسي لا أرى لي مشابها وإن كان هذا القول جل على الفهم واعتبر المؤلف أن غرس العقيدة في النفوس هو أساس الدعائمفإن علما بدون عقيدة جسم مجرد من روحه، وفن دون مبدإ فن جاف خشن، ونبوغ لا يصحبه تدين هو نبوغ مادي يخدم الشيطان، وقد يجلب الضرر على صاجبه قبل أن يضر أمته.إغرس العقائد القوية في قلب الأمي الجاهل والفقير الخامل والجبان الضعيف تعطك عالما جليلا وممولا عظيما وشجاعا كريما...ص158 من الكتاب. الكتاب الدي قدم له حفيد المؤلف الدكتور أحمد الشقيري الديني يعطي القارئ صورة واضحة عن كتابات علماء القرن العشرين ومساهمتهم في بحث كل ما يخدم الوطن حري بالناشئة الاطلاع عليه والاستفادة من أفكاره الثمينة.