قتل أربعة أمريكيين، وأصيب اثنان آخران بجروح خطيرة نتيجة انفجار لغم أرضي بموكب سيارات أمريكي كان متجها من إسرائيل إلى قطاع غزة ويضم 12 شخصا. وقال شهود عيان إن الانفجار وقع عند مدخل مدينة بيت حانون على شارع صلاح الدين الواصل بين شمال القطاع وجنوبه، مؤكدين أن "انفجارا ضخما وقع في المنطقة وتسبب في تدمير عدة سيارات وتحول من كان فيها إلى أشلاء تطايرت لمسافات بعيدة. ولم تعلن أية جهة فلسطينية مسؤوليتها عن العملية، إلا أن الاعتقاد السائد يشير إلى قيام المقاومة الفلسطينية بزرع عبوة على جانب الطريق لتفجيرها في الدبابات الإسرائيلية التي تجتاح المدينة من تلك الجهة. وذكرت شهود عيان أن المنطقة التي وقع فيها الانفجار هي منطقة مفتوحة وتطل على موقع عسكري إسرائيلي قريب من حاجز إيرز، ما يعني أنه يصعب على الفلسطينيين الوصول إلى هذه المنطقة بسهولة وزرع العبوة الناسفة، دون أن يكشف الإسرائيليون ذلك. واستبعدت مصادر فلسطينية أن يكون للفلسطينيين ضلع في هذه العملية، محملين جيش الاحتلال المسؤولية عنها. وقد تضاربت الأنباء عن مهمة الموكب الأمريكي؛ فقال الدكتور صائب عريقات الوزير بلا وزارة في السلطة الفلسطينية إن الموكب كان يضم مراقبين أمريكيين حضروا لمتبعة تنفيذ خطة خارطة الطريق بطل بمن السلاطة الفلسطينية. وأوضح عريقات أن هؤلاء المراقبين يتحركون دون إخبار أي جهات فلسطينية أو إسرائيلية بخطط تحركهم، وأنهم يعملون على رفع تقاريرهم مباشرة إلى وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض وباقي أعضاء اللجنة الرباعية. وأشار إلى أنه تم توقيع عقود مع 22 شخصا للقيام بمهمة مراقبة الأوضاع على الأرض الفلسطينية، وأن المبعوث الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط جون وولف سافر منذ أيام إلى واشنطن لتوقيع مزيد من العقود للمراقبين لإيفادهم إلى الأراضي الفلسطينية. ونفى عريقات أن تكون القافلة تضم عناصر من الاستخبارات الأمريكية خلافا لما تناقلته بعض وسائل الإعلام، مستبعدا أن تكون القافلة الأمريكية مستهدفة بهذا الانفجار. كما نفى يكون المبعوث الأمريكي "جون وولف" بن القتلى أو المصابين، مشيرا إلى أنه غادر قبل فترة متوجها إلى واشنطن. لكن إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلية نسبت إلى مصادر في السفارة الأمريكية قولها إن القافلة الأميركية تضم دبلوماسيين وحراسا من السفارة الأميركية كانوا متجهين إلى غزة لالتقاء مجموعة من الطلبة الفلسطينيين الذين ينوون متابعة دراستهم في أميركا. يأتي هذا الانفجار بعد ساعات من الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن والذي يطالب بهدم الجدار العنصري. وبعد نقلهما إلى مستشفيات فلسطيني نقل الجرحى وجثث القتلى الأربعة إلى مستشفيات إسرائيلية. السلطة تندد و استنكرت السلطة الفلسطينية العملية التي استهدفت مراقبين أمريكيين، وأصدر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بيانا شديد اللهجة، يستنكر فيه بكل شدة جريمة استهداف المراقبين الأمريكيين الذين يقومون بمهمتهم من أجل الأمن والسلام. وأكد عرفات الذي قدم تعازيه الحارة والقلبية للرئيس الأمريكي جورج بوش وإلى عائلات الضحايا أنه أصدر تعليماته لتشكيل لجنة تحقيق مشتركة مع الجانب الأمريكي واللجنة الرباعية لكشف ملابسات هذه الجريمة البشعة. وندد رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع بالانفجار، وقال في مؤتمر صحفي مشترك الأربعاء مع وزير الخارجية النرويجي "يان بيترسن" : نحن ندين بشدة هذا الحادث ونعبر عن استيائنا لمقتل دبلوماسيين أمريكيين وسقوط جرحى، سوف نقوم بعمليات التحقيق اللازمة من جانبنا وسوف نتابع هذا الموضوع بكل اهتمام. ونقدم التعزية لعائلات القتلى ونتمنى للجرحى الشفاء". وأصدرت القيادة الفلسطينية بيانا أدانت فيه الحادث، موضحة أن المنطقة التي وقع بها الانفجار يشرف ويسيطر عليها عسكرياً الجيش الإسرائيلي. وأضافت أن "المنطقة التي حدث فيها هذا الانفجار "لغم أرضي" على أكثر الاحتمالات، خاصة وأن هذه المناطق الحدودية في شمال قطاع غزة شهدت على مدى أشهر طويلة إعادة احتلال وزرع ألغام من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي". واتهمت القيادة الفلسطينية حكومة شارون بالسعي لدفع الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى سحب المراقبين. وقال: القيادة الفلسطينية فور سماعها بهذا الحادث المؤلم دعت للجنة تحقيق مشتركة للكشف عن ملابسات هذه الجريمة والتي تهدف إلى سحب المراقبين الأمريكيين والأوروبيين، وهذا الهدف الخبيث هو ما تسعى إليه حكومة شارون التي ترفض مجرد وجود المراقبين سواء كانوا أمريكيين أو أوروبيين". كذلك أكدت الفصائل الفلسطينية رفضها لهذا التفجير مؤكدة أن معركتها ستظل مع الاحتلال وفي حدود الأراضي الفلسطينية رغم الانحياز الأمريكي الكامل له. الفصائل: معركتنا مع الاحتلال وقال "عدنان عصفور" أحد قادة حماس في الضفة الغربية إن موقف الحركة ثابت وهو "عدم توسيع دائرة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي" مؤكدا "أن العدو الأول للفلسطينيين هو إسرائيل". وقال إن المقاومة الفلسطينية تسعى لدحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ولا تستهدف أطرافا خارج الأراضي المحتلة، رغم أن مواقف الولاياتالمتحدة منحازة تجاه الطرف للطرف الآخر بشكل واضح". كذلك نفى "خضر حبيب" ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لجنة المتابعة العليا للفصائل الفلسطينيةبغزة أن يكون لحركة الجهاد الإسلامي علاقة بالانفجار، مؤكدا رفض الحركة لهذا الانفجار رغم المواقف الأمريكية المنحازة بشكل كبير للجانب الإسرائيلي والتي تدفعه لمزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني. وشدد على أنه لا مصلحة لأي تنظيم فلسطيني في تنفيذ مثل هذه العملية، مؤكدًا على أن موقف الحركة ثابت وهو عدم تحويل المقاومة الفلسطينية إلى أهداف خارجية. فلسطين –عوض الرجوب