تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلية أعمالها الهادفة لبناء الجدار العنصري الفاصل في الضفة الغربية ليشمل مدن جنين وطولكرم وقلقيلية ورام الله وبيت لحم والقدس، كما تواصل عمليات تعزيز المستوطنات في الضفة الغربية. وتوقعت مصادر فلسطينية أن يصل طول هذا الجدار إلى (360) كم، موضحة أنه من الممكن أن يصل طول التوسعات والجدار الثاني إلى (650) كم، وفي المحصلة فانه من المتوقع أن يبلغ طول الجدار ثلاثة أضعاف طول حائط برلين في الطول وضعفيه في الارتفاع. ويبلغ ارتفاع الجدار الأسمنتي (8) أمتار مع العشرات من أبراج المراقبة الأسمنتية ومنطقة عازلة على اتساع 30-100 متر، لتفسح المجال لوضع أسيجة كهربائية وخنادق وآلات تصوير وأجهزة عالية الحساسية وحركة للدوريات على امتداد الجدار. ويمر الجدار في الكثير من الأماكن على طوله ابتداء من أقصى شمال الضفة الغربية في محافظة جنين وحتى أقصى الجنوب ليبتعد مسافة أمتار قليلة فقط من البيوت والمحلات التجارية والمدارس الفلسطينية. وسيؤدي إقامة هذا الجدار إلى عزل حوالي (95) ألف فلسطيني من سكان الضفة الغربية، عدا عن ذلك سيتم عزل (200) ألف فلسطيني في القدسالشرقية عن بقية الضفة الغربية، كما سيتم عزل (16)تجمعا سكنيا داخل الجدار منها 12 تجمعا في مناطق جنين، طولكرم، وقلقيلية في المرحلة الأولى من الجدار تضم حوالي (11.300) نسمة، ويشكل هذا العزل انتهاكات ذات أبعاد مختلفة على جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية والتعليمية. من جهتها تشير إحصائيات وزارة التربية والتعليم الفلسطينية إلى أنه تم في منطقة جنين فقط عزل (5) تجمعات سكانية يبلغ عدد سكانها (4100 ) نسمة، فيها (4)مدارس حيث يبلغ عدد الطلبة فيها (890 ) طالبا وطالبة، إضافة إلى اضطرار ما يقارب (77) طالبا وطالبة من هذه التجمعات للانتقال إلى تجمعات أخرى لمتابعة الدراسة لعدم وجود صفوف دراسية أعلى في قراهم. وأشارت إلى منع (8) من المعلمين والمعلمات من هذه للتجمعات للتدريس في تجمعات أخرى، وهناك (18) معلما ومعلمة يأتون من تجمعات أخرى للتدريس في هذه التجمعات. وحدات سكنية جديدة وعلى الصعيد الاستيطاني طرحت وزارة الإسكان الإسرائيلية الخميس إعلانات لاستدراج عروض لبناء اكثر من خمسمائة مسكن جديد في ثلاث مستوطنات في الضفة الغربية. وأعلنت الوزارة أنها ستشيد 530 وحدة من هذه المساكن في مستوطنة "بيتار ايليت" القريبة من مدينة بيت لحم والتي يسكنها يهود متشددون، إضافة إلى 11 مسكنا في مستوطنة معالي ادوميم شرق القدس، و24 أخرى في مستوطنة ارييل شمال الضفة الغربية. ونددت حركة السلام الآن الإسرائيلية المعارضة لضم الأراضي الفلسطينية هذه الخطوة، مشيرة إلى انه مع بناء 565 مسكنا جديدا تكون إسرائيل قد أطلقت منذ بداية العام استدراجات عروض لبناء 1300 منزل لإسكان خمسة آلاف مستوطن إضافي على الأقل. وقالت الحركة في بيان لها صدر الخميس إن الوزارة تعمل لخدمة مصالح المستوطنين "بينما يفرض على كافة المواطنين الإسرائيليين دفع الثمن اقتصاديا وأمنيا وسياسيا" لتكثيف حركة الاستيطان. وقالت إنه "بعكس موقف لجنة الوساطة الرباعية المتعلق بالمستوطنات، والذي تعكسه "خارطة الطريق" الأمريكية، فإن البناء في المستوطنات مستمر، حيث نشرت في الأسبوع الأخير، فقط مناقصات لبناء 605 وحدة سكنية في الضفة الغربية والقطاع، ونشر منذ بداية السنة الحالية مناقصات لبناء 1،394 وحدة سكنية". فلسطين-عوض الرجوب